دعا خبراء الصحة من السلطات العمومية، توفير العتاد اللازم لإجراء التشخيص المبكر لسرطان الثدي، معتبرين هذا الداء إشكالا صحيا حقيقيا في الجزائر، بالنظر إلى استفحال الإصابة به السنة تلو الأخرى، حيث تشير الأرقام إلى تسجيل 11 ألف حالة جديدة سنويا، كما يعد السبب الأول للوفاة لدى النساء في مجتمعنا. وقد شكل اللقاء فرصة أخرى للتأكيد على أهمية إجراءات الوقاية من عدوى "كورونا". نظمت جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان بمقر ولاية بومرداس، أول أمس، يوما دراسيا تحسيسيا لفائدة عاملات الإدارة حول سرطان الثدي، بهدف حثهن على إجراء الفحص المبكر الذي يبقى الوسيلة الأمثل لإبعاد شبح الإصابة بهذا النوع من السرطان، الذي يصيب أزيد من 11 ألف امرأة سنويا في مجتمعنا، حيث قالت رئيسة الجمعية السيدة مليكة رازي، إن اختيار فئة العاملات لم يكن وليد الصدفة، إنما أرادت الجمعية تخصيص يوم السبت من أجل تسهيل الحضور وتقريب المفاهيم، لاسيما ما يخص الفحص المبكر لسرطان الثدي. وأضافت المتحدثة على هامش اللقاء، بأنه تم كذلك إضافة محور خاص بجائحة "كورونا"، عملا على تعميق الوعي حول هذا الفيروس الذي تبقى الوقاية السلاح الأول لكسر سلسلة الإصابة به. كما تحدثت السيدة رازي عن مختلف حملات التشخيص المبكر، التي قامت بها جمعيتها منذ 2014، سنة تأسيس الجمعية، والتي سمحت بفحص قرابة 17 ألف امرأة، منهن مئات الحالات لنساء يشتبه إصابتهن بسرطان الثدي، وضربت مثلا بحملة أكتوبر الوردي ل2018، التي سمحت باكتشاف 67 حالة إصابة لدى نساء لم يكن على علم بإصابتهن، موضحة بأن هذه الحالات المكتشفة كانت تحديدا في بلديات أولاد عيسى، شعبة العامر، خروبة والاربعطاش، حيث لفتت إلى أن حملات التشخيص في المناطق النائية بهذه البلديات، سمحت بإحصاء حالات الإصابة "رغم ذلك، فإن الحملات لوحدها تبقى غير كافية، حسب المتحدثة، داعية النساء ما بعد سن الأربعين إلى إجراء فحص الثدي، للتأكد من حالة الإصابة بسرطان الثدي من عدمه. في هذا السياق، دعت الدكتورة نادية مسيد، طبيبة مختصة في أمراض النساء والتوليد، من السلطات العمومية، توفير الوسائل والعتاد اللازم من أجل توسيع حملات التشخيص المبكر، خاصة جهاز "الماموغرافيا" المتنقل، لتنظيم قوافل تشخيص الداء في مناطق الظل. كما دعت النساء عموما، إلى إجراء فحص متخصص ولو مرة كل بضع سنوات، للتأكد من إصابتها أو لا، مؤكدة في سياق حديثها، عن تجربتها العلاجية للنساء عموما، أنه ليس كل ما قد يوجد في الثدي سرطان "رغم ذلك، فإن الفحص المبكر يبقى خير وسيلة لإبعاد هذا الداء"، تضيف المختصة، متحدثة في نفس المقام على أهمية تغيير الذهنيات، حيث أن ترفض العديد منهن القيام بالفحص لدى المختصين لدواعي اجتماعية، أو حتى عدم قبول إجراء الفحص خوفا من الألم الذي قد يسببه. كما دعت أيضا إلى تنظيم أيام تكوينية لصالح الأطباء العامين والقابلات، حتى يكونوا على اطلاع دائم بالمستجدات، لأن هؤلاء عادة ما يتم استشارتهم في المقام الأول، لذلك فإن التوجيه الطبي يعد من بين عوامل مواجهة أي احتمال إصابة بسرطان الثدي في مقامه الأول. أما عن فيروس "كوفيد 19"، فتحدث الدكتور نور، وهو أخصائي في طب الأشعة ببومرداس، أن حالات الإصابة به في تزايد مستمر، وقد لاحظ أن بعض المرضى يتقدمون لإجراء فحص بالأشعة لأمراض معينة، مثل الزائدة الدودية أو حتى فحص القفص الصدري، فتظهر إصابتهم بالفيروس المستجد دون علمهم، ثم تحدث ردود فعل سلبية تجاه الإصابة، قائلا: "الإصابة بفيروس كورونا ليست طابوها، ونحن ننصح بالالتزام بأساليب الوقاية لكسر سلسة العدوى". في هذا المقام، تحدثت رئيسة جمعية الرحمة عن الصعوبات التي يواجهها مرضى السرطان عموما، خلال هذا الظرف، بسبب جائحة "كورونا"، حيث حولت مصالح بأكملها في المستشفيات لمواجهة "كوفيد19"، مما أدى إلى تسجيل تأجيلات متتالية لمواعيد حصص العلاج المتخصص. ناهيك عن تراجع العمل التضامني لصالح هذه الفئة، ومنه توفير بعض الأدوية، مثل "زولادكس"، وهو عبارة عن حقنة يستفيد منها المصاب في حالات معينة كل 29 يوما.