❊ الجزائر ستكون حاضرة وتؤدي دورها في التنسيق بين دول الجوار ❊ تصريح الإليزيه يحمل أفكارا معقولة على اعتبار أنها تحترم الجزائر وسيادتها ❊ العلاقات بين الجزائر وفرنسا معقّدة بحكم التاريخ والجغرافيا والجالية والذاكرة ❊ سياستنا مستقلّة استقلالا كاملا ولا تتأثر بمواقف الدول الأجنبية مهما كان وزنها ❊ تصريحات الرئيس الفرنسي سبب الأزمة.. والجزائر ردت عليها بمواقف علنية وقوية ❊ الرئيس تبون دافع بكل مشروعية عن كرامة الشعب وعزّة الوطن ❊ القمة العربية بالجزائر فرصة للمّ الشمل وتجاوز الخلافات والاهتمام بالقضية الفلسطينية ❊ حان الوقت لعودة سوريا إلى الجامعة العربية دون التدخل في شؤونها الداخلية أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس الأربعاء، حضور الجزائر في ندوة باريس حول ليبيا، مشيرا في المقابل إلى أن الظروف ليست مواتية لمشاركة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، فيها "رغم التزامه بدور الجزائر الفعّال إلى جانب الأشقاء الليبيين، والدفع بالقضية الليبية إلى الحل السلمي والديمقراطي المنشود". وقال السيد لعمامرة، خلال الندوة الختامية لمؤتمر رؤساء الدبلوماسيات والقنصليات الجزائرية بقصر الأمم بالصنوبر البحري، إن "الجزائر ستكون حاضرة في ندوة باريس وتؤدي دورها كاملا غير منقوص في حلحلة الأزمة الليبية". وأضاف أن "هناك عملا دبلوماسيا متواصلا ورغبة الأشقاء الليبيين في أن تشارك الجزائر مشاركة فعّالة في ندوة باريس، ونحن على بعد أسابيع قليلة من الاستحقاق الانتخابي المقرر في ليبيا"، مشيرا إلى أن الجزائر ترأس مجموعة دول الجوار الليبي وعليه ستقوم بالتنسيق بينها، ليستطرد بالقول "في الواقع كان لاجتماع وزراء خارجية الجوار الليبي الدور الكبير في لم الشمل، ولم تنقطع منذ التئام الاجتماع ونلاحظ سرعة وتيرة المشاورات الجزائرية الليبية في الاسابيع الأخيرة". ولفت لعمامرة، إلى أن "التحضير الجوهري متوفر وستكون الجزائر حاضرة وتؤدي دورها في التنسيق بين دول الجوار والتعاون مع الوفد الليبي". الرئاسة الفرنسية: ماكرون يحترم كثيرا الأمة الجزائرية وأبدى أسفه للجدل وسوء التفاهم وكانت الرئاسة الفرنسية، قد أصدرت أول أمس، بيانا قالت فيه إن الرئيس ايمانويل ماكرون، يحترم كثيرا الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر، وأنه أبدى أسفه للجدل وسوء التفاهم الذي ساد مع الجزائر في الفترة الأخيرة. كما يتمنى مشاركة الرئيس تبون في مؤتمر ليبيا يوم الجمعة بباريس. وعقب وزير الشؤون الخارجية، على البيان قائلا إن "التصريح الذي أطلق من قصر الإليزيه، بكل تأكيد تصريح خلافا لما تسبب في الأزمة بين البلدين يحمل أفكارا معقولة على اعتبار أنها تحترم الجزائر تاريخا وماضيا وحاضرا، وتحترم السيادة الجزائرية ووصفت دور الجزائر بالأساسي والمهم، وأنها فاعل يقدر له دوره الإيجابي في المنطقة". وذكر لعمامرة، بطبيعة العلاقة بين الجزائر وفرنسا بالقول "من المعروف أن العلاقات بينهما معقّدة بحكم التاريخ والجغرافيا وتواجد جالية جزائرية كبيرة على الأراضي الفرنسية، وهو العنصر البشري الذي تولي له الجزائر أهمية كبيرة وبحكم الذاكرة". وشدد على أن "سياسة الجزائر مستقلّة استقلالا كاملا، ومنه فهي لا تتأثر بمواقف الدول الأجنبية مهما كان وزنها. ومنذ الاستقلال مرت العلاقات بين الجزائر وفرنسا بالعديد من الأزمات وما حدث مؤخرا واحدة منها". وأرجع الوزير، الأزمة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي، التي ردت عليها الجزائر "بمواقف علنية وقوية وأوضحت على لسان الرئيس عبد المجيد تبون، أن بلادنا لن تبادر للتخفيف من حدة الأزمة، لأنها ليست المسؤولة عنها ودافعت بكل مشروعية عن كرامة شعبها وعزّة وطنها، وعلى مبدأ مقدّس وهو عدم التدخل في شؤونها الداخلية". من جهة أخرى أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن القمة العربية التي ستنعقد في الجزائر، تعد فرصة للم الشمل وتجاوز الخلافات خاصة في المشرق والاهتمام بالقضية الفلسطينية، مشيرا الى أن الجزائر أكدت بأن الوقت حان لعودة سوريا إلى الجامعة العربية دون التدخل في شؤونها الداخلية. وإذ أكد أن الجزائر تبحث عن توافق بين الدول لمشاركة سوريا في الجامعة العربية في سياق لم الشمل، بارك الوزير لعمامرة، بهذه المناسبة زيارة وزير الخارجية الإمارتي إلى دمشق، معبّرا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة فرصة لإذابة الجليد. تصرّف المغرب خارج القانون الدولي كما أوضح لعمامرة أن موقف الجزائر حول قتل مدنيين جزائريين من قبل المغرب، ليس مرتبطا بردة فعل المنظمات التي تمت مراسلتها، وإنما يدخل في اطار سيادتها الوطنية، مضيفا أن موقف الجزائر النهائي في هذا الموضوع "ليس مرتبطا بردة فعل هذه المنظمة أو تلك، وإنما يدخل في اطار سيادتها الوطنية". وأضاف لعمامرة أنه "سيظل موقفا مستقلا مع ممارسة الشفافية والعمل على تفهم كل من يريد أن يتفهم الاوضاع الحقيقية، وتلك الحالة الخطيرة التي تولدت عن التصرف الخارج للاعراف والقانون الدولي"، مشيرا إلى أن "الرسائل التي وجهتها الى عدد من المنظمات الدولية التي تنتمي إليها الجزائر، هي من باب العمل الدبلوماسي الطبيعي، عندما تقع حوادث بحجم وخطورة ما حدث، مع قتل مدنيين أبرياء، ولا يمكن السكوت عن الموضوع". وأبرز رئيس الدبلوماسية أن "تبليغ المنظمات الدولية عمل طبيعي ومطابق للممارسات الدبلوماسية الجيدة وشفاف، خلافا لمن لا يؤكد أو لا يتحمل مسؤولية ما يقوم به"، مضيفا: "نحن نعرف أن المنظمات أخذت الموضوع مأخذ الجد، والجزائر تضع نفسها تحت تصرف من يريد الحصول على معلومات إضافية بهذا الصدد".