تضاربت المواقف والآراء في ليبيا تجاه ترشح سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، لرئاسيات 24 ديسمبر بين من اعتبر ترشحه، أمرا عاديا وبين من رفض ذلك ودعا إلى مقاطعة الانتخابات القادمة بحجة أنه لا يمكن العودة إلى العهد السابق. وقال نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني إنه "من حق سيف الإسلام القذافي، الترشح كونه مواطنا تتوفر فيه الشروط"، وأن المفوضية العليا للانتخابات "ستنظر في ملف ترشحه للبت فيه". وعلى نقيض رئيس المجلس الرئاسي الليبي الذي يزور القاهرة، جاءت مواقف عديد وجهاء المدن الليبية، رافضة ترشح سيف الاسلام القذافي، بل ودعت إلى مقاطعة الانتخابات في وقت تم فيه غلق عدة مكاتب تصويت في غرب البلاد تحت ضغط المجموعات المسلحة الناشطة هناك. وأعلن مجلس وحكماء مصراتا التي شكلت معقلا للثورة ضد نظام القذافي عام 2011، رفضه ترشح "أولئك الذين استخدموا القوة المفرطة في مواجهة انتفاضة الشعب الليبي والمستهدفين بأوامر اعتقال من النظام القضائي الليبي والمحكمة الجنائية الدولية". ودعا نبلاء مصراتة في بيان نشر أمس على موقع "فايسبوك" من وصفوهم ب"الوطنيين الأحرار" إلى التظاهر ضد تنظيم الانتخابات. ونفس الموقف كان عبر عنه أعيان الزاوية، الواقعة على بعد 45 كلم غرب العاصمة طرابلس والذين رفضوا تماما ترشح من وصفوهم ب"مجرمي الحرب" وهما سيف الإسلام القذافي واللواء خليفة حفتر الذي لم يعلن رسميا ترشحه للرئاسيات لكن بحسب مصادر إعلامية تؤكد أنها وشيكة باعتبار أن الرجل تنحى قبل أشهر مؤقتا عن منصبه في قيادة قواته العسكرية استعدادا لخوض غمار السباق الرئاسي. وإلى جانب رفض وجهاء وأعيان عدة مدن في ليبيا، ترشح سيف الاسلام القذافي، أكد عضو من المفوضية العليا للانتخابات لم يكشف عن هويته عن غلق عدة مراكز اقتراع في كل من زاوية وغريان وخمص والزلتان تحت ضغط المجموعات المسلحة لكن من دون وقوع اشتباكات. وهو ما يمنع الناخبين في هذه المدن من سحب بطاقات الانتخاب التي يتزامن سحبها مع فتح باب الترشح للرئاسيات والتشريعيات على السواء. وكانت المفوضية العليا للانتخابات، أعلنت أول أمس تقديم سيف الإسلام القذافي ملف ترشحه في مكتب سبها "مستمكلا جميع الإجراءات القانونية المنصوص عليها بموجب القانون رقم 1 الصادر عن مجلس النواب بشأن انتخاب رئيس الدولة". وظهر سيف الإسلام في مدينة سبها جنوب غرب ليبيا لتقديم أوراق ترشحه لمكتب المفوضية العليا للانتخابات، مرتديا العباء والعمامة اللتين طالما اشتهر والده الراحل بارتدائهما. وكان محاطا بحراسة أمنية مشدّدة وفره له بنو عمومته. ويطرح ترشح سيف الإسلام الذي عاد إلى واجهة الأحداث الليبية تساؤلات ما إذا سيكون عامل وحدة باعتبار أن هناك من المكوّنات داخل البلاد من يدعمه، أو أنه سيشكل عامل تفرقة في وقت لا تزال فيه الساحة الليبية هشة.