كانت سنة 2021، سنة خير على الرياضة الجزائرية ليس على صعيد النتائج فقط، وإنما على مستوى المنشآت المنجزة بمناسبة الألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، المقررة تنظيمها ما بين 25 جوان و5 جويلية 2022، على غرار القرية المتوسطية التي أنجزت بطريقة عصرية ومريحة، وكذا مرافق رياضية أخرى من أعلى طراز، ستكون إرثا هاما لسكان الباهية بعد الاستحقاق المتوسطي.. هذه الإنجازات تمت بفضل التزام السلطات بإنجاح هذا الحدث وجهود الدولة التي يحرص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على دفعها من أجل تدارك التأخر المسجل بسبب الأزمة الصحية العالمية المرتبطة بكوفيد-19، الأمر الذي استغلته بعض الأطراف الحاقدة على الجزائر لإقناع اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط بالتراجع عن إسناد شرف تنظيم الطبعة المقبلة للألعاب، لمدينة وهران، في مناورة باءت بالفشل أمام تأكيد النائب الثاني لرئيس "السيجيام"، برنار أمسلام، بوهران بأن كل شيء جاهز بعاصمة الغرب الجزائري لضمان استضافة الحدث الرياضي في أفضل الظروف. إحباط المؤامرة عزيمة السلطات العمومية وتصميمها، بعدما جعلت من احتضان النسخة المقبلة للألعاب المتوسطية مسألة شرف، أبطلت كل المناورات، حيث سارع الجانب الجزائري بالرد وبقوة، مستغلا ندوة رؤساء الوفود والمندوبين الفنيين للاتحادات الرياضية الدولية المعنية بالألعاب، التي عقدت في وهران يومي 11 و12 ديسمبر، لإزالة كل الأكاذيب التي رددها المنتقدون والمناوئون. وجاء اليوم الثاني من الندوة ليسجل الفشل الرسمي للمخطط، وهو الفشل الذي أعلنه النائب الثاني لرئيس اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، الفرنسي برنارد أمسلام، في ندوة صحفية وضع من خلالها حدًا للجدل بإعلانه عن الإبقاء عن النسخة القادمة من مهرجان البحر الأبيض المتوسط في وهران من 25 جوان إلى 5 جويلية 2022. فبالنسبة للنائب الثاني لرئيس اللجنة الدولية، الشكوك تبددت أخيرًا بقوله: "الواقع كانت لدينا بعض المخاوف لكنها زالت جميعها الآن". كما اعترف أمسلام، أنه تم تجاوز شوط هام في التحضيرات، مما يسمح بإقامة الألعاب في ظروف جيدة، مضيفا أن "الموعد سيكون حدثا رياضيا تاريخيا لمدينة وهران والبلاد بشكل عام". وإذا طمأن الزعيم الفرنسي وزملائه من المكتب التنفيذي للجنة الدولية الذين رافقوه إلى وهران لسير التحضيرات، فإن ذلك يعود إلى القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات العليا في البلاد بهدف تعزيز الاستعدادات للألعاب المتوسطية، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية الرياضية. واعتبارًا من تاريخ 25 جوان وبمناسبة بدء العد التنازلي لحدث البحر الأبيض المتوسط، ضبطت وهران الباهية عقارب ساعتها على التوقيت المتوسطي، حيث تم الاحتفال ببقاء عام واحد عن موعد التظاهرة الرياضية الجهوية بتنظيم أنشطة رياضية وثقافية في عاصمة غرب البلاد للاحتفال بالحدث. ومنذ ذلك الحين تجند الجميع في المدينة للمشاركة في اجتياز الاختبار بنجاح. السلطات العمومية تمنح نفسا جديدا للمشاريع الرياضية في هذا السياق، قام الوزير الأول، وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن بزيارة إلى وهران في 4 أكتوبر المنصرم، اطلع خلالها عن قرب عن مدى تقدم أشغال إنجاز المرافق الرياضية المختلفة. وسمحت هذه الزيارة على وجه الخصوص بإعطاء زخم جديد للمواقع المعنية، لاسيما أنه سبقها تخصيص غلاف مالي بقيمة 2,4 مليار دينار للمشاريع المتعطلة بعد اجتماع لجنة المتابعة التي شكلها الوزير الأول في اجتماعها المنعقد في 8 سبتمبر. وأثمرت هذه الخطوة إزالة جميع العراقيل التي أعاقت سير الورشات، لاسيما على مستوى المركز المائي الذي يحتوي على ثلاثة أحواض والقاعة متعددة الرياضات، وكلاهما تابعان للمركب الرياضي الجديد الذي احتضن ملعبه الرئيسي لكرة القدم (40 ألف مقعد) أول مباراة له عندما استضاف في جوان الماضي لقاء وديا للمنتخب الوطني للمحليين أمام نظيره الليبيري (5-1). وخلال الندوة التي عُقدت في 11 و12 ديسمبر الجاري، أعرب ضيوف وهران عن سعادتهم بالتقدم المحرز في الاستعدادات لألعاب البحر الأبيض المتوسط، لدرجة أن مندوب لجنة الأولمبية لإمارة موناكو، قال أن "الجزائر رفعت سقف تحضيراتها عاليا مقارنة بالدورات السابقة للألعاب". كما استغل والي وهران، سعيد سعيود، الذي يعتبر النائب الأول لرئيس لجنة تنظيم الألعاب المتوسطية، هذه الندوة لطمأنة أعضاء اللجنة الدولية، مؤكدا أن معظم المنشآت الرياضية قد اكتملت وسيتم استلام ما تبقى منها نهاية جانفي المقبل. وتسارعت وتيرة العمل بشكل ملحوظ منذ قرابة شهرين، بدعم من السلطات العليا للبلاد من خلال توفير التمويل اللازم، وإثبات حسن نوايا الدولة لإنجاح هذه الألعاب في أفضل الظروف. وهكذا اختتم منظمو الألعاب التي ستستضيفها الجزائر للمرة الثانية في تاريخها بعد نسخة 1975، 2021 بانطباع جيد للغاية بعد اجتيازهم لاختبار اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط بنجاح باهر.