لم يظهر المنتخب الوطني بالوجه المنتظر منه كحامل لقب كأس إفريقيا للأمم، عقب تعثره في أول مباراة له في طبعة الكاميرون، أمام المنتخب السيراليوني، مكتفيا بتعادل سلبي مخيّب، على أرضية ملعب "جابوما" بدوالا الكاميرونية، لحساب الجولة الأولى للمجموعة الخامسة من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2021. ولم تكن كتيبة " المحاربين" في مستوى آمال وتطلعات متتبعيها، إثر تعثرها المفاجئ أمام نظيرها السيراليوني (0-0)، مهدرة فوزا كان "في المتناول" بالنظر إلى العدد الكبير من الفرص الضائعة، التي أتيحت لرفقاء المهاجم بغداد بونجاح، والتي تفنّنوا في تضييعها. وعلى عكس التوقعات، لم يجد "الخضر" ضالتهم أمام حارس سيراليوني أسال العرق البارد لزملاء القائد رياض محرز، حيث راحوا يبحثون عن "كلمة السر" من أجل "فك شفرة" خصم "مجهول"، حافظ دفاعه على استماتته إلى غاية النهاية، وسط تضييع كرات عشوائية من الجانب الجزائري. تغييرات بلماضي لم تأت بالجديد ورغم أن الناخب الوطني جمال بلماضي رمى بكل قواه الهجومية، بإحداث تغييرات عديدة لمنح نفس جديد خاصة في القاطرة الأمامية، حيث أقحم ثلاثة لاعبين ذوي نزعة هجومية على دفعة واحدة، ويتعلق الأمر ببونجاح، وبولاية وبن دبكة خلفا لسليماني، وفغولي وبراهيمي (د 64)، ثم بن رحمة بدلا عن بلقبلة في الدقيقة (83)، إلا أن العناصر الوطنية أضاعت العديد من الأهداف المحققة، عن طريق كل من بن دبكة (64) ومحرز على مرتين (68 و 81) وبن رحمة (د 85) وبن سبعيني (د 90)، ثم بونجاح في اللحظات الأخيرة، لتنتهي المباراة الأولى للجزائر في مهمة الدفاع عن لقبه المحقق سنة 2019 في مصر، بتعثر غير متوقع ومخيّب للآمال في نفس الوقت أمام منافس دافع ببسالة. ... وهو مطالَب بمراجعة حساباته ضد غينيا الاستوائية يبقى بلماضي مطالَبا بتصحيح الهفوات المسجلة ضد سيراليون، بداية من الخط الخلفي الذي افتقد التوازن، وهو ما اتضح من خلال التغيير الذي قام به مع بداية الشوط الثاني، بإقحام صاحب الخبرة جمال بلعمري مكان زميله بدران، إضافة إلى خط الوسط الذي لم يكن في يومه، ولم يكسب معركة وسط الميدان في ظل غياب النجمين زروقي المصاب وإسماعيل بن ناصر المعاقَب. ولعل عودة هذا الأخير ضد غينيا الاستوائية بعد استنفاده العقوبة الآلية، ستكون في صالح المنتخب الوطني، الذي بات في أمسّ الحاجة إلى جمع أوراقه الرابحة، مطالبا بتقديم مستويات أفضل مستقبلا، لتفادي أي مفاجأة. نقص الفعالية الهجومية صداع يُقلق بلماضي يشكل غياب الفعالية عن مهاجمي الخضر، صداعا حقيقيا للمدرب بلماضي، وعليه إيجاد الحلول اللازمة قبل المباراة الثانية أمام غينيا الاستوائية، يوم الأحد القادم. وتَفنن مهاجمو المنتخب الوطني في إهدار العديد من الفرص السانحة للتهديف، ضد سيراليون سواء من جانب إسلام سليماني أو بغداد بونجاح أو ياسين براهيمي، وحتى يوسف بلايلي وباقي اللاعبين، الذين سُنحت لهم فرصة التسجيل، وعلى وجه التحديد في الشوط الثاني من المباراة، حيث سيطر التسرع الذي كان سيد الموقف، على محاولات الجزائريين. وعليه فإن الناخب الوطني سيكون مجبرا على إيجاد حلول لهذا المشكل الحقيقي، وتحسين أداء العناصر الهجومية أمام مرمى المنافسين في اللقاءات المقبلة، لأن أي خطأ أو تعثر آخر سيكلف الخضر كثيرا. الفوز على غينيا الاستوائية أصبح ضروريا سيكون "الخضر" مطالَبين بالظهور بأفضل مستوياتهم خلال المباراة الثانية المقررة يوم الأحد 15 جانفي الحالي أمام منتخب غينيا الاستوائية على ملعب جابوما بدوالا، من أجل تعبيد طريق التأهل إلى الدور ثمن النهائي قبل مواجهة منتخب كوت ديفوار في قمة مباريات المجموعة في الجولة الأخيرة من الدور الأول، وهم مجبَرون على تحقيق الفوز لا غير، أملا في الاقتراب من المرور إلى الدور الثاني، لأن أي تعثر جديد لن يكون في صالح رفقاء الحارس مبولحي، وسيُدخلهم في حسابات هم في غنى عنها. ويُذكر أن الأول والثاني إضافة إلى أربعة منتخبات، أصحاب أحسن المركز الثالث، يتأهلون إلى الدور ثمن النهائي. و. توفيق جمال بلماضي: أتحمل كل المسؤولية وتوقيتُ لعب اللقاء أعاقنا أبدي الناخب الوطني جمال بلماضي، استياءه وخيبة أمله عقب تعثر الخضر أمام منتخب سيراليون، في افتتاح مباريات الخضر بالمجموعة الخامسة لكأس أمم إفريقيا، أول أمس الثلاثاء. وقال بلماضي خلال الندوة الصحفية عقب المواجهة: "للأسف لم نكن في المستوى المطلوب أمام منتخب سيراليون! إنها خيبة أمل بالنسبة لنا، خاصة أننا كنا نريد دخول البطولة بطريقة جيدة!". وأضاف بلماضي: "دخولنا المقابلة لم يكن مثاليا؛ وددنا الفوز باللقاء لكسب الثقة منذ بالبداية. لديّ شعور بالحرمان والخيبة! من السهل القول عقب المباراة، كان الأصلح لو أقحمنا هذا اللاعب أو ذاك. السيراليون ترك مساحات قليلة، وهو ما أعاقنا، سيما بين الخطوط. كانت المهمة صعبة. الفريق السيراليوني كان منظَّما بصفة جيدة"، مضيفا: "صراحة، التوقيت لم يكن مناسبا للاعبين، فالظروف المناخية ساعدت كثيرا المنافس، خاصة أن الحرارة كانت شديدة، ونسبة الرطوبة عالية، وهذا ما استنزف طاقتنا البدنية، وهو ما يساعد الفريق الذي يدافع، عكس الذي يصنع اللعب. يتوجب علينا التأقلم مع هذه المعطيات". وأكد مدرب الخضر: "لم نكن مركزين وحاسمين، فشلنا في تسجيل هدف يفتح لنا بعدها الشهية لإحراز هدفين أو ثلاثة. اللاعبون متأثرون. نتيجة اليوم تضعنا في وضعية نوعا ما معقدة، لكننا نلعب من أجل الفوز بكل المباريات". وأوضح بلماضي أيضا: "أتحمل كل المسؤولية في نتيجة اللقاء، لست متعودا الحديث عن مردود اللاعبين من الناحية الفردية، خاصة إذا كان الأمر متعلقا بالانتقاد. النقطة الإيجابية في هذه المواجهة هي الفرص الكثيرة التي أهدرناها أمام دفاع متكتل". وتابع: "هذه هي كرة القدم؛ صحيح أننا كنا نريد بدء المسابقة بشكل جيد، وحصد أكبر عدد من النقاط، وتقديم أداء يمنحنا الثقة، لكننا لم نحقق ذلك، وهذا ما جعلنا نشعر بالانزعاج". واختتم مدرب الخضر كلامه يقول: "الآن علينا أن نتطلع إلى الأمام. وسنحضّر لمباراة غينيا الاستوائية، بهدف تصحيح هذه الخطوة. علينا بالفوز بها للتعويض وتفادي الحسابات المعقدة". ق.ر جون كيستر (مدرب سيراليون): المباراة كانت صعبة أمام بطل إفريقيا «المباراة كانت صعبة أمام بطل إفريقيا، لكننا نملك فريقا بات يكبر مع مرور الوقت، ونريد المشاركة به دوما في "الكان". لقد احترمنا الفريق الجزائري، وواجهناه بعناصر ذات خبرة وأخرى شابة. كما أثبتنا احترافيتنا في الأداء. لم نصل بعد إلى ما نصبو إليه، لكن الآن علينا التحضير للمبارتين المتبقيتين، مع ضرورة التحسن خلالهما. لم نرد العمل تحت الضغط، لكن يتوجب علينا المواصلة على هذا المنوال. لقد تمكنا من التماسك دفاعيا. وحارسنا قام بواجبه كما ينبغي". و.توفيق رامي بن سبعيني: الظروف المناخية أرهقتنا وأرضية الميدان لم تخدمنا «تمنينا أن نبدأ المنافسة بالفوز، لكن المباراة كانت صعبة جدا أمام فريق سيراليوني دافع بشكل جيد. كما إن حارسهم أدى مباراة رائعة! لقد أرهقتنا الظروف المناخية هنا بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة. كما إن أرضية الميدان لم تخدمنا تماما. لست هنا لإيجاد الأعذار لكنها هذه حقيقة. افتقدنا الفعالية أمام المرمى. كما طغى علينا التسرع. هذه ليست سوى المباراة الأولى، صحيح هي نتيجة سيئة، لكن علينا بالتركيز من أجل التعويض في اللقاء المقبل، للعودة بقوة في هذه الدورة". يوسف بلايلي: أعتذر لأنصارنا وسنتدارك الأمور «لقد ضيّعنا الكثير من الفرص، ولا نلوم إلا أنفسنا. ولو تمكنا من تسجيل هدف واحد لأخذت المباراة منحى آخر. أظن أننا كنا نستحق الحصول على ضربة جزاء، وهذه النتيجة ستكون بمثابة درس لنا، لأن الأصعب في انتظارنا. واللعب تحت حرارة شديدة على الثانية زوالا أثر علينا كثيرا. كما إن أرضية الميدان أعاقتنا كثيرا. أعتذر لأنصارنا، وأعدهم بأننا سنقدم كل ما لدينا لتدارك الأمور". بغداد بونجاح: الحظ لم يحالفنا « بذلنا كل ما في وسعنا للفوز، خلقنا العديد من الفرص لكن الحظ لم يحالفنا. حارس مرمى الفريق المنافس كان في المستوى. في كرة القدم، إذا لم تتمكن من إحراز أهداف ستسجل نتيجة سيئة. فعلنا كل شيء أمام سيراليون، لكن الكرة رفضت الدخول، هذا التعثر سيجعلنا نُدرك صعوبة المأمورية. يجب أن نواصل العمل، ونسترجع قوّتنا. لدينا 5 أيام من أجل التحضير لمواجهة غينيا الاستوائية". هاريس بلقبلة: خانتنا الفعالية أمام المرمى «لعبنا مباراة معقدة، كنا نعلم أن الظروف المناخية ستكون صعبة، وهذا ليس التماسا للأعذار، لأن هذا يخص الفريقين. كانت لدينا العديد من الفرص، وكان بإمكان ترجمتها إلى أهداف. خانتنا الفعالية أمام المرمى. المباراة انتهت، وعلينا بالتركيز على اللقاء القادم؛ يتعين علينا رفع المستوى الفني لطريقة لعبنا". و.توفيق كتيبة بلماضي تحقق رقمين مميَّزين حقق المنتخب الوطني رقمين مميزينن رغم تعثره أمام سيراليون، في افتتاح مباريات المجموعة الخامسة من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2022 بالكاميرون. وقبل بداية مواجهة أول أمس أمام منتخب سيراليون، كان منتخب الجزائر صاحب الرقم القياسي الإفريقي في عدد المباريات بلا خسارة (34 لقاء). ورغم التعادل السلبي فقد كسب المحاربون رقما جديدا، حيث بلغوا حاجز 35 مباراة من دون خسارة، وهو نفس رقم منتخب البرازيل، ومنتخب إسبانيا بطل العالم (2010). ويتطلع "الخضر"، خلال كأس أمم إفريقيا الحالية، لتحطيم الرقم القياسي العالمي، ودخول سجلات "غينيس"، والذي هو بحوزة منتخب إيطاليا بأطول سلسلة مباريات بدون هزيمة برصيد 37 مباراة. ويلتقي المنتخب الوطني يوم الأحد المقبل، منتخب غينيا الاستوائية، قبل مواجهة كوت ديفوار، يوم 20 من الشهر الجاري، في ختام دور المجموعات من البطولة القارية، حيث يسعى "الخضر" لكسب اللقاءين للاقتراب من رقم منتخب إيطاليا. وعرفت المباراة ضد سيراليون تسجيل رقم آخر لرفقاء رياض محرز، الذين فشلوا في زيارة شباك المنافسين للمرة الأولى منذ تاريخ 16 أكتوبر عام 2018، عندما خسرت تشكيلة المنتخب الوطني أمام البنين بهدف بدون مقابل. ويملك هذا التاريخ رمزية في مشوار "الخضر" تحت قيادة المدرب الوطني جمال بلماضي، لأن تلك الخسارة هي الأولى والأخيرة في فترة المدرب، الذي قاد المحاربين إلى تحطيم الكثير من الأرقام. ومنذ ذلك التاريخ، لعب المنتخب الوطني 35 مباراة، فاز في 25 منها، وتعادل في عشرة مواعيد. و.توفيق إجلاء محرز من البوابة الخلفية للملعب وجد قائد المنتخب الوطني رياض محرز ، بعض الصعوبات للخروج من ملعب جابوما، الذي احتضن مباراة الجزائر سيراليون لحساب المجموعة الخامسة، حيث تفاجأ النجم الجزائري بتجمع جماهير غفيرة، انتظرته قرب المدخل الرئيس للملعب، كانوا في حالة هيستيرية من أجل الاقتراب منه ومصافحته، أو أخذ صور معه. محرز قام بتحية الجماهير الرياضية الكاميرونية التي يحظى لديها بشعبية كبيرة. وقد صعب على محرز المرور على المدخل الرئيس للملعب، فاضطرت مصالح الأمن الكاميرونية للتدخل؛ خوفا من حدوث تجاوزات، وقامت بإجلائه بشكل سريع من الباب الخلفي للملعب؛ حيث كانت في انتظاره سيارة ديبلوماسية، أوصلته إلى غاية فندق أونومو مكان إيواء المنتخب الوطني الجزائري. ع .إسماعيل