ال الحقوقي المغربي، معطي منجب، إن شعبية النظام المغربي تراجعت بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة، بسبب تنكره لكل الوعود التي أطلقها سنة 2011، في ظل التدهور الخطير لمستوى التعليم وخدمات الصحة واتساع دائرة الفقر وتفشي الرشوة وتردي الحريات ضمن تشريح جعله يتوقع انهيار النظام الملكي قبل نهاية العقد الجاري. وقال منجب، إن حزب العدالة والتنمية المحسوب على التيار الإسلامي تراجعت شعبيته بعد أن تخلى عن مشروعه الاجتماعي، وفضل الخضوع بمحض إرادته لنزوات وأوامر القصر الملكي والمخزن إلى درجة أنه أذعن ووقع اتفاق المهانة مع حكومة المتطرف الصهيوني نتانياهو، في نفس الوقت الذي قامت فيه أياد عابثة بالتلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة نكاية في رئيس الحكومة الإسلامي، سعد الدين العثماني وضد اليساريين المناهضين للنظام. وأضاف بخصوص حكومة الملياردير، عزيز اخنوش أنها حكومة أرجعت الشعب المغربي إلى زمن الحكومات اللاسياسية التي سادت في المغرب حتى أواسط تسعينيات القرن الماضي وجعلت زراءها مجرد موظفين وقاعدتهم مشكلة أساسا من أعيان محليين مرتشين وأصحاب مصالح نافذين. وتأسف منجب، لجوء المخابرات المغربية التجسس على هاتفه النقال باستخدام برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي معتبرا ذلك جريمة وقلة حياء، وخاصة وأنه "ليس لدي ما أخفيه أو أتراجع عنه، فانتقاد وضع الحريات بالبلاد كنت أفعله قبل وبعد التجسس، وقبل وبعد السجن". وقال إنه بسبب ذلك أصبح يخجل ببلاده التي جعلته أول مواطن في شمال إفريقيا تخضع هاتفه وجهاز الحاسوب الذي يملكه لبرنامج "بيغاسوس" الاسرائيلي منذ سنة 2017 والذي كلف خزينة الدولة مبلغ 230 ألف دولار كان يمكن تخصيصها لإعانة الجياع من ابناء الشعب المغربي. وقال إنه لمن العيب وقلة عقل أن يُضيّع بلد نصفه فقير موارده على أشخاص ذنبهم أنهم ينتقدون الوضع بسبب رفضهم، الظلم والقمع والفساد. وأضاف بخصوص موقف الشعب المغربي من نظام محمد السادس، أن الفقراء الذين يعانون الأمية واستبداد المخزن وفساده هو من يصفق لنظام متعفن بالإضافة إلى البلطجية المنظمة والنخبة الريعية، أما الطبقة الوسطى الواعية فقد تراجع تأييدها للنظام بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة بسبب تراجع الملك "الشاب" عن كل وعوده التي قطعها على نفسه سنة 2011، وبسبب تراجع مستوى حياة جزء لا بأس به من هذه الفئة التي تعاني من تدهور خطير لمستوى التعليم والصحة وتفشي الرشوة الصغيرة والكبيرة إلى واضحة النهار. إلى جانب عودة سلوكيات التسلط والعنترية واحتقار الشعب من طرف الإدارة والمخزن، وهو الشيء الذي كان قد بدأ يخف منذ بداية التسعينيات وترسخ خلال السنوات الأولى لما سمي بالعهد الجديد، وأقول إن عودة هذه السلوكيات المقيتة جعلت كل مغربي يتحول إلى معارض إما للسلطات المحلية أو المركزية أو هما معا. وقال من جهة أخرى إن المملكة المغربية أصيبت بنكسة كبرى عندما اعتقدت مخطئة أن الدول الأوروبية ستحذو حذو الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس المغادر دونالد ترامب باعترافه المزعوم بمغربية الصحراء الغربية بقناعة أنه إذا فعلها الكبير فلماذا لا يفعلها الصغير؟ قبل أن تسقط كل حساباته كون الدول الأوروبية لها مصالحها ورؤيتها الخاصة للقانون الدولي وهي تساند الحل السياسي المتفاوض عليه بخصوص النزاع في الصحراء الغربية. وأضاف أن تبادل الرباط وتل أبيب التمثيل الدبلوماسي لم يُغيّر الأمور بشكل حاسم لصالح المغرب، خصوصا وأنه بعد صعود المتطرف نفتالي بينيت سدة الحكم صرّح ممثله بالرباط بأن موقف الاحتلال من قضية الصحراء هو التفاوض المباشر بين الرباط وجبهة البوليزاريو وكان ذلك بمثابة حمام بارد وقع ماؤه فوق رأس الملك ورأس عراب التطبيع وزير الخارجية ناصر بوريطة.