❊ دفع أطر التعاون الثنائي بما يجسّد متانة العلاقات وتجذّرها ❊ مواصلة التنسيق والتشاور حول القضايا العربية والإقليمية ❊ ترسيخ التضامن والعمل المشترك وتقوية التبادل الاقتصادي وصل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، إلى دولة قطر الشقيقة، مساء أمس الأحد، في زيارة دولة تدوم يومين بدعوة من أميرها سموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي كان في استقباله بمطار الدوحة الدولي، حيث تم استعراض تشكيلة من الحرس الأميري الذي أدت التحية الشرفية لهما. كما سيشارك رئيس الجمهورية، في القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي تنعقد في الدوحة. أوضح بيان رئاسة الجمهورية أن الزيارة تدخل في إطار "تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين ودفع أطر التعاون الثنائي قدما، بما يجسد متانة العلاقات وتجذرها بين قيادتي البلدين وشعبيهما". وقد غادر رئيس الجمهورية أرض الوطن، أمس، حيث كان في توديعه كل من الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة ومدير الديوان برئاسة الجمهورية عبد العزيز خلاف. وتشكل هذه الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وتعميق التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته وكذا مواصلة التنسيق والتشاور حول القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ارتياح للتطوّر الإيجابي للعلاقات وكان الرئيس تبون والشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد التقيا في فيفري 2020 بالجزائر العاصمة، خلال زيارة رسمية للجزائر قام بها الشيخ تميم، سجل خلالها الطرفان ارتياحهما للتطوّر "الإيجابي" الذي تشهده العلاقات القائمة بين البلدين، واتفقا خلالها على "توسيع مجالات التعاون بما يسمح باستغلال قدرات البلدين". وتعرف العلاقات الجزائرية-القطرية ديناميكية تتجلى بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتي كانت آخرها زيارة وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة إلى قطر منتصف جانفي الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، حيث استقبل بالدوحة من قبل أمير دولة قطر وسلمه رسالة خطية من الرئيس تبون. وبحث الجانبان خلال هذا اللقاء العلاقات الثنائية واستعراضا الفرص الواعدة لتنمية التعاون المشترك، خاصة في الميادين التجارية والاقتصادية والاستثمارية. كما أكد الطرفان على "تكريس توجيهات قيادتي البلدين الحريصة على ترسيخ أواصر التضامن والتعاون والتنسيق والعمل المشترك، خدمة للقضايا التي تهم الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية"، كما تناولا أهمية ترقية العمل العربي المشترك في ظل التحضير للاستحقاقات الهامة المقبلة، خاصة القمة العربية المرتقبة بالجزائر خلال هذا العام وضرورة استغلال هذا الموعد لتكريس تقدم نوعي يعيد للعمل العربي المشترك نجاعته ومصداقيته ويعزز آلياته لحلّ الأزمات والنزاعات في المنطقة العربية. وكان السفير الجديد لقطر لدى الجزائر، قد ثمّن عقب تسليم أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية في نوفمبر الماضي، "الأشواط التي قطعها مسار التعاون الثنائي" بين الجزائر وبلاده، مؤكدا إمكانية الدفع به إلى "آفاق أرحب"، بالنظر الى الإمكانيات التي يزخر بها البلدان. إعطاء قفزة نوعية للتعاون الاقتصادي والتجاري وفضلا عن تعاونهما الثنائي في المجال السياسي والديبلوماسي، تسعى الجزائروقطر إلى إعطاء قفزة نوعية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وهو ما أكده الاجتماع الأول لمجلس الأعمال الجزائري-القطري الذي تراسه وزير التجارة، كمال رزيق ووزير التجارة والصناعة القطري، علي بن أحمد الكواري والمنعقد في أفريل الفارط عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد. وأكد رزيق خلال هذا الاجتماع على ضرورة تأسيس "شراكات جديدة" بين البلدين و"فتح آفاق واسعة لإطلاق مشاريع مشتركة ذات المنفعة المتبادلة تلبية لاحتياجات وتطلعات المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين". ودعا الكواري بدوره إلى تشجيع الاستثمارات المتبادلة في كلا البلدين وتوسيع الشراكات لتشمل مجال القطاعات الفاعلة، على غرار الصناعة والتجارة والصناعات الغذائية والصناعات التحويلية وقطاع السياحة والخدمات والطاقات المتجددة وغيرها. تقوية ملفتة للشراكة الاقتصادية وشهد التعاون الاقتصادي بين الجزائروقطر قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، تجسّدت بإنشاء شركة "الجزائريةالقطرية للصلب" المالكة لمجمّع الصلب في منطقة بلارة بولاية جيجل باستثمار يناهز ملياري دولار. وفي مجال الاتصالات، تسجل مجموعة "أوريدو" تواجدها بالجزائر منذ 2004، حيث تعد حوالي 5ر12 مليون مشترك، محتلة بذلك المرتبة الثالثة في سوق الهاتف النقال بالجزائر. وفي مجال الإعلام الرياضي، كان رئيس إدارة شبكة "بي إن سبورت" القطرية رئيس جهاز الاستثمار الرياضي في قطر، ناصر الخليفي، قد صرح مؤخرا عقب استقباله من قبل الرئيس تبون، أن زيارته للجزائر ستكون "بداية لعلاقات مشتركة مع مؤسسات بي إن سبورت" المتخصصة في الإعلام السمعي البصري الرياضي. وينتظر أن تفتح الشبكة مكتبا لها بالجزائر عن قريب. كما استقبل الرئيس تبون بداية شهر جانفي الفارط الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي لأمير دولة قطر، الذي سلمه سارية علم كأس العرب لكرة القدم وهي ذهبية مرصعة باللؤلؤ تحمل شعار البطولة وألوان الراية الوطنية الجزائرية، بعد تتويج المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم بالنسخة الأخيرة لهذه البطولة التي نظمت شهر ديسمبر الفارط بقطر. وكالة الأنباء القطرية.. زيارة الرئيس تبون إلى الدوحة تكتسي طابعا "استثنائيا" أكدت وكالة الأنباء القطرية "قنا" أن الزيارة التي شرع فيها، أمس، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى الدوحة، تكتسي طابعا "استثنائيا"، كونها ستساهم في تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين. وأوضح تقرير نشرته وكالة "قنا" بعنوان "محطات مضيئة وعلاقات تاريخية متنامية"، أن زيارة الرئيس تبون إلى قطر تأتي قبل انعقاد القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر، كما تتزامن مع القمة 6 لرؤساء الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز التي ستعقد بالدوحة خلال الأسبوع الجاري، علما بأن الدولتين من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، فضلا عن أنهما دولتان محوريتان في إطار جامعة الدول العربية وفي المحيط الإقليمي". وأضافت، أن هذه الزيارة تندرج "في إطار العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين والحرص المشترك والمتواصل على دعمها والارتقاء بها نحو آفاق أعمق وأشمل، بما يخدم المصالح والأهداف والتطلعات المشتركة للدولتين وشعبيهما الشقيقين". وينتظر أن يستقبل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم، في ديوانه الأميري، الرئيس تبون لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى آخر تطوّرات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأضافت "قنا" أن الزيارة والمباحثات المقرر إجراؤها، ستساهم في "تطوير وتعزيز العلاقات بين الدوحةوالجزائر في شتى المجالات وتقديم المزيد من الدعم والإسناد للقضايا العربية والدولية التي يتشارك البلدان حيالها، رؤى واحدة ومتطابقة". وأكدت الوكالة، بأن العلاقات بين الجزائروقطر ترتكز على "الاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق المستمرين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك"، مشيرة إلى أن هذه العلاقات "التاريخية" تعززت وازدادت رسوخا عبر سلسلة من الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين. وكانت آخر هذه الزيارات، تلك التي قام بها أمير قطر إلى الجزائر في فيفري 2020 والتي ساهمت في تعميق التعاون الثنائي على كافة الأصعدة، خاصة على المستويين الاقتصادي والاستثماري "اللذين يشهدان نموا مطردا وسريعا" .