أطلقت شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية أمس أول رحلة طيران مباشرة من مطار العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء باتجاه الكيان الصهيوني تكريسا لاتفاق التطبيع الموقع بين الجانبين منذ 15 شهر. وتم الإعلان عن تسيير هذه الرحلة المباشرة على متن طائرة "بوينغ" في تغريدة لنائب رئيس البعثة الإسرائيلية لدى المملكة المغربية، إيال دافيد، الذي أعلن أيضا عن "اطلاق أربع رحلات أسبوعية متواصلة في هذا الخط الجوي الجديد". وكانت شركة الخطوط الملكية المغربية أعلنت أنها ستشغل هذا الخط الذي تم تأخير إطلاقه لثلاثة أشهر بسبب تداعيات جائحة كورنا. وتحججت بأنه يهدف إلى "تسهيل التنقل بين البلدين لمجموع المسافرين من سياح ورجال أعمال مغاربة". والمؤكد أن نظام المخزن ماض في تطبيعه مع الكيان الصهيوني وتقديم له كل التسهيلات للتحكم في كل مجالات الحياة في المغرب، سياسية واقتصادية وثقافية وحتى عسكرية في تطورات متسارعة صعدت المخاوف من مغبة توغل الصهيونية داخل المملكة. ولا يزال الشارع المغربي يعيش على وقع احتجاجات وحملات رافضة للتطبيع تقودها أطراف وهيئات مناهضة مصرة على مواصلة نضالها وكفاحه إلى غاية إسقاط هذا الاتفاق المخزي الذي لطخ جبين المخزن. في هذا السياق، أصدر خبراء بالمغرب تحذيرات من التهديد المستمر على السلم الاجتماعي بالبلاد، في ظل تفاقم الأزمات التي يتخبط فيها المواطن ومنها مشكل المياه وأثره السلبي على مجال الزراعة الذي يأن بسبب تفاقم أزمة المياه في المملكة. وهو ما صعد المخاوف من النتائج السلبية لتطبيع نظام المخزن مع الكيان الصهيوني، الذي بلغ المجال الفلاحي عبر الاعلان عن مشاريع تتعلق إحداها بزراعة فاكهة "الأفوكادو" على نطاق واسع بالمملكة، والتي قد تدق آخر مسمار في نعش أزمة الماء بالبلاد. وكشفت أكبر شركة للمنتجين والمصدرين "للأفوكادو" في الكيان الصهيوني "مهادرين" عن انطلاق مشروع لإنتاج هذه الفاكهة التي تحتاج لكميات هائلة من المياه بالمغرب على مساحة 455 هكتار. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "مهادرين" الصهيونية أن "زراعة الأفوكادو في المغرب جزء من خطة أكبر لنكون قادرين على تزويد الزبائن الأوروبيين بسهولة أكبر بحكم القرب الجغرافي للمغرب والتكاليف الأكثر تنافسية". وهو ما يبرز وفق الخبراء أن "الفائدة الاقتصادية والمالية لهذا الاستثمار ستعود على الكيان الصهيوني، فيما لن ينال المغرب سوى الضرر في مائه وتبعا لذلك في اقتصاده وتنميته". ويرى خبراء بالثروة المائية وفق جريدة "الأيام" المغربية أن توسيع مساحات زراعة الأفوكادو بالمملكة سيستنزف الفرشة المائية، خاصة بالمناطق التي تعرف نقصا في هذه المادة الحيوية. وفي تعقيبه على إعلان الشركة الصهيونية لمشروع إنتاج الأفوكادو بالمغرب حذر، عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع من أن التطبيع الفلاحي مع الكيان الإسرائيلي بلغ مستويات "كبيرة"، خاصة وأنه تم رصد الاختراق التطبيعي في عدد الزراعات والصناعات الزراعية المرتبطة بالمجال الفلاحي. كما كشف هناوي عن أشكال متعددة أخرى للاختراق الصهيوني للمجال الفلاحي وعلى رأسها مجال التمور والتجهيزات الفلاحية، علاوة عن المعلومات المتوفرة بخصوص "دخول شركات صهيونية للاستثمار في الكيف والقنب الهندي". من جانبه، أكد الكاتب الصحفي المغربي، يونس مسكين، أن استثمار الكيان الصهيوني في القطاع الفلاحي ومنه زراعة الأفوكادو هو "جريمة أخرى في حق المغاربة". وأوضح في تدوينة نشرها بحسابه على "فايسبوك" أن الأفوكادو من أكثر الفواكه استهلاكا للماء. ويأتي هذا التطور في التطبيع بين نظام المخزن والكيان الصهيوني بعد وقت قصير من الكشف عن احدى "الثمار السامة" لهذا التقارب على اثر 'علان ما يسمى بمسؤول مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط عن استحواذ الشركة الإسرائيلية "مارون إنرجي" على 30 بالمئة من أسهم الشركة المغربية "غايا إنرجي" العاملة في مجال الطاقة المتجددة، مما أثار استياء شديدا لدى مناهضي التطبيع.