حذّر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع من خطورة استحواذ شركة صهيونية على أسهم في شركة الطاقات المتجددة بالمغرب بوتيرة متسارعة في تطبيعه مع الكيان الاسرائيلي على جميع المستويات دون استثناء، سياسية وثقافية وعسكرية ورياضية وغيرها. وذكر المرصد أن "ما يسمى مسؤول مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط أعلن عن صفقة كبيرة بشراء شركة صهيونية ل30 بالمئة من اسهم شركة الطاقات المتجددة بالمغرب "غايا إينيرجي"، محذّرا من خطورة هذه الخطوة في "اختراق السيادة الطاقية الوطنية بالمغرب بعد بضعة أيام من زيارة لوزيرة الاقتصاد الصهيونية للمغرب". وحذّر المرصد من أن "المغرب مع موجة التطبيع أصبح بوابة لاختراق المنطقة وإفريقيا في مشهد جد مخز"، مؤكدا متابعته "لهذا التطور الجد خطير بموجة التطبيع الجديدة لما بعد اتفاق الشؤم التطبيعي الرسمي للدولة المغربية". وقامت وزيرة الاقتصاد الصهيونية بزيارة للمغرب شهر فيفري الماضي، قوبلت برفض وانتقاد شديدين كونها تشكل "توغلا خطيرا" ضمن تحالف نظام المخزن مع الكيان الصهيوني. واعتبرها رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، "فضيحة جديدة تضاف لفضائح المطبعين وحلقة أخرى من حلقات التفريط في السيادة الوطنية، يتم بموجبها رهن الثروة الوطنية المغربية لشروط الصهاينة لرفع مكاسبهم على حساب تفقير الشعب المغربي". وقال إنه تحت مسمى "تشجيع الاستثمار الأجنبي" تواصل السلطة المخزنية "سلب ونهب أراضي المغاربة من فئة المستضعفين منهم ومنحها للصهاينة للاستثمار فيها ومساعدتهم على مراكمة الأموال تبديدا للمال العام وإغراق السوق المغربية الفلاحية بالسلع والتجهيزات الصهيونية". وعدد ويحمان، الشركات الصهيونية التي اخترقت السوق المغربية ووجدت موطأ قدم لها في المغرب على غرار شركة "نيتافيم" الصهيونية المختصة في صناعة العتاد الفلاحي التي أصبحت تحتكر السوق المغربية. وكانت الجبهة المغربية لدعم فلسطين من بين الأصوات التي أبدت غضبها ورفضها لزيارة الوزيرة الصهيونية للمغرب، حيث أدانت أمانتها الوطنية بأقوى العبارات المسار الخياني والتوغل الخطير في التحالف مع الكيان الصهيوني المجرم والمحتل والغاصب لأرض فلسطين"، معتبرة الزيارة "فرض للهيمنة الصهيونية الاقتصادية على المغرب". وأكدت الجبهة، أن هذه الخطوة "تؤكد أن الأمور تجاوزت تطبيع العلاقات إلى مستوى انخراط النظام المغربي من موقع التابع في حلف صهيوني هدفه تكريس الهيمنة الامبريالية على بلدان المنطقة ونهب خيراتها وتأجيج الصراعات وزرع الفتن وإشعال الحروب بين بلدانها وحماية الانظمة الرجعية الفاسدة والمستبدة". المخزن في حالة خوف من الانتفاضة قال القيادي في حزب "فدرالية اليسار" المغربي محمد الساسي، إن تردي الأوضاع التي تعيشها المملكة في كل مجالات الحياة في ظل ارتفاع موجة الاحتجاجات، جعل "النظام في حالة خوف من الانتفاضة ويحاول تأجيلها". وأكد في مداخلة خلال ندوة رقمية بعنوان "المغرب الفاعلون واستراتيجيات التغيير"، أن المغرب وبعد 65 سنة من استقلاله "لم يحل إشكالية التنمية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية"، وجعله يعجز عن الخروج من التخلّف، حيث اتسعت هوة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية والجهات مما قسم البلاد إلى مغربين، أول خاص بالذين يملكون كل شيء ومغرب للذين لا يملكون أي شيء"، مؤكدا أن الحديث عن مغرب سائر في طريق النمو ما هو إلا محاولة لإخفاء تخلف عن ركب التنمية الحقيقية. وهو ما جعله يعتبر أن "النظام المغربي في حالة رعب وخوف من الانتفاضة ويحاول أن يؤجلها أو يعلقها، ويعوّل على المسائل التقنية لحماية نفسه ويحاول استكمال حلقاته التسلطية، وفي النهاية كانت الديمقراطية أم لا تكن.. نظمت الانتخابات أم لم تنظم فإن مصدر القرار معروف". ولفت محمد الساسي، في هذا السياق إلى أن "مصدر القرار هذا ضيق وهو من يتخذ القرارات الاستراتيجية ويعبئ المؤسسات الأخرى كي تنسجم معه وذلك بعد تدخل مصالح المقربين في صياغته.