اتهم صحفيان مغربيان، خلال مشاركتهما في الطبعة الثانية للمنتدى الدولي للصحافة المستقلة المنعقد بتونس، نظام المخزن باقتراف "انتهاكات ممنهجة" ويوجه تهما "لا أخلاقية" لقمع الصحافة المستقلة بسبب مناهضتها "للظلم والاستبداد". وقدم الصحفيان المغربيان المستقلان، عبد اللطيف الحماموشي وهاجر الريسوني خلال المنتدى الدولي الذي شارك فيه نحو 700 صحفي من 30 دولة، شهادات "مثيرة وخطيرة" توثق الأساليب "اللاأخلاقية" التي تستخدمها السلطات المغربية ضد الصحفيين المستقلين بسبب رفضهم الانبطاح واصرارهم على الدفاع عن الحريات. وقال عبد اللطيف الحماموشي بأن الصحافة في المغرب "أصبحت صعبة جدا" بالنظر الى الممارسات التي تستهدف الصحفيين المستقلين من "مراقبة أمنية لصيقة وتشهير واتهام بالعمالة للخارج وتهديد بالاعتقال". وأشار إلى أنه يتم تجنيد الصحافة المخزنية للتشهير بالصحفيين لتخويفهم وزرع الرعب بداخلهم بهدف اجبارهم على التوقف عن الكتابات التي تفضح "الظلم والاستبداد". وأبرز في سياق متصل أن "هناك مواقع وصفحات متخصصة للتشهير بالصحفيين المستقلين والخوض في اعراضهم"، تحصل على بعض المعلومات عن طريق أجهزة التنصت، مشيرا إلى أنه قبل أيام قليلة من الكشف عن فضيحة التجسس ببرنامج "بيغاسيس" التي تورط فيها نظام المخزن تلقى اتصالا يخبره أن هاتفه تعرض للاختراق. واستدل في حديثه عن حملات التشهير ضد الصحفيين بما وقع له بعد نشر تحقيق له في موقع اخباري، حيث هاجمه الذباب الالكتروني بالسب والشتم واتهمه بالعمالة للخارج. كما استدل بالإنزال الامني المكثف امام بيته بعد نشره مقالا انتقد فيه السلطة الحاكمة في المغرب. وإلى جانب حملات التشهير، فرضت السلطات الامنية في المغرب "مراقبة أمنية مستمرة على منزله لمدة 6 أشهر وطوال ساعات النهار والليل"، مشيرا إلى أن سيارة تلاحقه حيث انتقل وراتحل. كما قامت عناصرها بتصويره لبث الرعب فيه بهدف حمله على تعديل الخطاب المناهض للسلطة وتم التضييق على أفراد عائلته. وكشفت الصحفية هاجر الريسوني أنها غادرت المغرب نحو السودان بسبب التضييق الذي كانت تتعرض له قبل وبعد خروجها من السجن، حيث كانت مواقع موالية للسلطة الحاكمة تهاجمها بسبب مواقفها وتصريحاتها. وقالت إنها كانت تتعرض للتشهير بشكل مستمر "بنشر معطيات شخصية تخصها وأحيانا بتلفيق معطيات" لا أساس لها من الصحة مع فرض مراقبة أمنية لصيقة عليها خلال تواجدها بالمغرب، مضيفة أن المستوى الثاني من المضايقات عليها، بدأ بعد اعتقال عمها الصحفي سليمان الريسوني رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" المغربية المتوقفة عن الصدور. أكدت الريسوني أنها لم تتمكن من مغادرة بلادها إلا بعد تدخل مسؤول في الحكومة المغربية السابقة لدى وزير الداخلية قدم ضمانات لهذا الأخير بأني "سألتزم الصمت".