تشهد أسواق العاصمة عشية رمضان المبارك، ارتفاعا كبيرا في أسعار الخضر والفواكه، خصوصا مادة البطاطا التي بلغت 120 دج للكلغ الواحد في أسواق التجزئة والمحلات التجارية، حيث لاحظت "المساء" في سوقي باش جراح والقبة، عزوف المواطنين عن شرائها، كتعبير منهم عن مقاطعة هذه المادة إلى غاية عودة ثمنها إلى المستوى المعقول. لم تعرف أسواق العاصمة أي انخفاض في الأسعار، مثلما كان متوقعا، تزامنا مع حلول شهر الصيام، إذ ماتزال أثمان أغلب أنواع الخضر والفواكه مرتفعة، ما أثقل كاهل المواطنين، لا سيما أصحاب الدخل المحدود، الذين عبّروا عن حيرتهم من الارتفاع غير المعقول في الأسعار. وأكد بعض المواطنين في حديثهم إلى"المساء"، أنهم كانوا يتوقعون انخفاضا في الأسعار خلال هذه الأيام المباركة بعد انتفاضتهم سابقا، لكن، للأسف، واصلت الأسعار في الارتفاع أكثر، وذلك في ظل غياب الرقابة على الأسواق والمحلات التجارية، لا سيما المتواجدة بالأحياء السكنية الجديدة. وفي جولة إلى بعض أسواق العاصمة، لاحظت "المساء" ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الخضر، حيث قفز سعر البطاطا، والكوسة "القرعة"، والطماطم، والخس، والثوم، والجزر، إلى أعلى مستوياته، وبلغت أسعار الطماطم والبطاطا والخس 120 دينار، فيما بلغ سعر الليمون 250 دينار، والكوسة 160 دج، ووصل سعر الباذنجان الذي يعد من خضر الفقراء إلى 150 دينار، وهي أسعار باهظة جدا، ولا تخدم القدرة الشرائية للمواطن. كما بلغ سعر البصل 60 دج، الجلبانة 150 دج، والفول 80 دج، والقرنون 100 دج، والفلفل بنوعيه 150 دج، والشمندر 120 دج، واللفت 80 دج، والفاصولياء الخضراء 180 دج، والثوم الجاف 1500 دج للكلغ. ولاحظت "المساء" أن أسعار الفواكه هي الأخرى عرفت ارتفاعا جنونيا، فالبرتقال لا يقل عن 200 دج، والليمون 250 دج، والفراولة 250 دج، والتفاح 400 دج، أمّا التمر فوصل إلى 800 دج للكلغ. واشتكى المتسوّقون الذين اكتفى أغلبهم بالمشاهدة، من غلاء أسعار الفاكهة، حيث حمّل زوار أسواق الخضر والفواكه مسؤولية ارتفاع الأسعار، للتجار الذين وصفوهم ب«الجشعين"، الذين يستغلون المناسبات لرفع الأسعار دون شفقة ولا رحمة، في ظل الغياب التام للرقابة من قبل مديرية التجارة، حسب تصريحاتهم، متسائلين عن المتسبب الحقيقي في إشعال نار الأسعار بهذا الشكل وعن دور الرقابة، وتعمّد التجار فرض منطقهم في تحديد الأسعار على حساب المستهلك. من جهة أخرى، أكد عدد من تجار التجزئة أن الأسعار فُرضت عليهم من قبل تجار الجملة، الذين يُرجعون الغلاء إلى الفلاح، فيما أرجعت مصادر أخرى التهاب الأسعار، إلى معادلة العرض والطلب. اللحم.. لمن استطاع إليه سبيلا كما وقفنا على أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والتي أصبح المواطن الفقير يعجز على شرائها، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى 1500 دج، ولحم البقر 1800 دج، واللحم مفروم 1800دج، ولا يختلف الأمر بالنسبة لأسعار اللحوم البيضاء، حيث أصبحت تتراوح بين 400 دج و450دج للكلغ، لدى تجار التجزئة، وبين 390 دج و400دج بالجملة. من جهة أخرى، أكد رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك "أمان"، في تصريح ل«المساء" أن الوقت حان لتجسيد مشروع تنويع استهلاك اللحوم على أرض الواقع ومحاولة تغيير الذهنيات بتناول لحوم الابل والماعز والأرانب المحصور حاليا بالمناطق الصحراوية فقط، ضمن مسعى تحاول الجمعية إلى تغييره من خلال حملات تحسيسية. وأشار محدثنا، إلى أن فكرة تنويع استهلاك اللحوم جاء تبعا لدراسات علمية دقيقة، أكدت أن أنواع اللحوم المذكورة صحية واستغلالها يساعد في تأهيل الثروة الحيوانية، داعيا إلى ضرورة تعزيز وسائل الإنتاج والرفع من القدرة الإنتاجية للحوم الإبل والأرانب والماعز، حفاظا على استقرار السوق والقدرة الشرائية، وعلى الصحة العمومية.