تشهد أسواق العاصمة، هذه الأيام، ارتفاعا كبيرا في أسعار الخضر والفواكه، خصوصا مادة البطاطا التي بلغت 140 دج للكلغ الواحد في أسواق التجزئة والمحلات التجارية، حيث لاحظت "المساء" في سوق باش جراح، عزوف المواطنين عن شرائها؛ في إشارة منهم إلى مقاطعة هذه المادة إلى غاية عودة ثمنها إلى المستوى المعقول. لم تعرف أسواق العاصمة أي انخفاض في الأسعار، كما كان متوقعا، إذ ماتزال أثمان أغلب الخضر والفواكه مرتفعة؛ مما أثقل كاهل المواطنين، لا سيما أصحاب الدخل المحدود، الذين عبّروا عن حيرتهم من الارتفاع غير المعقول في الأسعار. وأكد بعض المواطنين في حديثهم إلى "المساء"، أنهم كانوا يتوقعون انخفاض الأسعار خلال الأيام الجارية بعد انتفاضتهم سابقا، لكن، للأسف، واصلت الأسعار في الارتفاع أكثر؛ إذ يحدث ذلك في ظل غياب الرقابة عن الأسواق والمحلات التجارية، لا سيما المتواجدة بالأحياء السكنية الجديدة. وفي جولة إلى بعض أسواق العاصمة، لاحظت "المساء" ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الخضر، حيث قفز سعر البطاطا، والكوسة "القرعة"، والطماطم، والخس، والثوم، والجزر، إلى أعلى مستوياتها، وبلغ سعر الطماطم 160 دج، والبطاطا 140 دج، والخس 230 دينار، فيما بلغ سعر الثوم 750 دج، والليمون 600 دينار، والقرعة ب 180دج. ووصل سعر الباذنجان الذي يُعد من خضر الفقراء إلى 110 دينار، وهي أسعار باهظة جدا، ولا تخدم القدرة الشرائية للمواطن. واشتكى المتسوّقون الذين اكتفى أغلبهم بالمشاهدة، من غلاء أسعار الفاكهة؛ حيث بلغ سعر الخوخ 600 دج للكيلوغرام، فيما تراوح سعر التين ما بين 350 دج و450 دج، والعنب بسعر لا يقل عن 250 دج. وحمّل زوار أسواق الخضر والفواكه مسؤولية ارتفاع الأسعار، التجار، الذين وصفوهم ب "الجشعين"، الذين يستغلون المناسبات لرفع الأسعار بدون شفقة ولا رحمة؛ بإطلاق العنان لإشعال نار الغلاء، في ظل الغياب التام للرقابة من قبل مديرية التجارة، حسب تصريحاتهم، متسائلين في نفس الوقت، عن المتسبب الحقيقي في إشعال نار الأسعار بهذا الشكل، وعن دور الرقابة، وتعمّد التجار فرض منطقهم في تحديد الأشعار على حساب المستهلك. ومن جهة أخرى، أكد عدد من تجار التجزئة أن الأسعار فُرضت عليهم من قبل تجار الجملة، الذين يُرجعون الغلاء إلى الفلاح، فيما أرجعت مصادر أخرى التهاب الأسعار، إلى معادلة العرض والطلب.