افتتح مساء السبت المنصرم، بدار الثقافة "رشيد ميموني" ببومرداس، الأسبوع الثقافي لسوق أهراس أول ولاية تحط رحالها بالصخرة السوداء لهذا الموسم في إطار التبادل الثقافي ما بين الولايتين وضمن المهرجانات الثقافية المحلية للفنون والثقافات الشعبية التي تأتي تدعيما للتبادل الثقافي والفني بين الولايات. حملت قافلة سوق أهراس أجمل ما جادت به الأيادي الإبداعية لسكان هذه الولاية الحدودية زادتها رونقا إيقاعات الفرق الموسيقية التي أطربت زوار حفل الافتتاح بالأنغام والرقصات الفلكلورية، كما حملت أجندتها مجموعة زاخرة من الكنوز الثقافية المتنوعة للمنطقة على رأسها الفرق الموسيقية الفلكلورية منها جمعية "الإسراء" للمديح الديني التي أطربت الحضور لما يزيد عن نصف ساعة من الزمن بأنغام العيساوة التراثية. وقد تجاوب زوار دار الثقافة كثيرا مع "الاسراء" خاصة وأن الأنغام تمازجت برقصات إيقاعية جميلة أدتها ذات الفرقة التي قال رئيسها، محمد بلكيرات، في حديث مع "المساء" أن تاريخ الفرقة يعود إلى سنة 1800 وهي أقدم فرقة للمدائح الدينية بالجزائر وهو تراث متواصل عبر الأجيال عن طريق التوريث. وخاصية المديح الديني هو الصوت الجهوري الذي يُردّد على نغمات الدف والمزمار أشعارا محلية موروثة هي الأخرى. واختارت الفرقة في أدائها لحفل الافتتاح المسائي شعرا يبدأ مطلعه : قلبي مشتاق لأهل الزيّار..لمدينة مكة يا الله..بُشرى للعشاق محمد حاضر..ربي هو السلطان في وسط الحضرة.. ويشمل برنامج الأيام الثقافية المسطر من طرف محافظة المهرجان المحلي الثقافي لولاية سوق أهراس على فعاليات فكرية، أدبية وأخرى فنية ينشطها العديد من الجمعيات والفرق الموسيقية، ومعارض للفنون التشكيلية تضم لوحات لكل من محمد بوثليجة، بارا أحمد الصالح وشعلان شريف وكذا معارض للصناعة التقليدية والحرفية ومعرض للصور الفوتوغرافية تبرز جمال الولاية الشرقية الحدودية. الأسبوع الثقافي لسوق أهراس ينظم بالتوازي مع إقامة معرض لنخبة من مبدعي ولاية بومرداس بغية إنجاح هذه التظاهرة الثقافية كمبادرة تتيح التواصل والتكامل بين الولايتين، ونذكر أنّ ثاني وجهة تقصدها سوق أهراس بعد بومرداس ستكون غليزان ثم بجاية ومن بعدها تندوف.