مع مرور الأيام وتلاشي حظوظ "الخضر" في التأهل إلى مونديال قطر 2022، سيجد المدرب الوطني جمال بلماضي، نفسه مضطرا لطي صفحة المسلسل المؤلم "الجزائر - كاميرون"، والدخول، مباشرة، في جدية العمل بسبب المواعيد الهامة التي تنتظر الفريق الوطني، إذ لا يفصلنا عن التربص القادم لزملاء رياض محرز، سوى خمسة عشر يوما، والذي تم برمجته من أجل التحضير لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2023، ضد منتخبي أوغنداوتنزانيا المقررين يومي 4 و8 جوان القادم، على التوالي. يريد بلماضي، بشكل خاص، استغلال الأيام التي تسبق التربص وإعادة ترتيب أوراقه في شتى الجوانب، لا سيما في ما يتعلق بتعداد التشكيلة الوطنية بلاعبيها القدامى أو الجدد، الذين يستعد الناخب الوطني لاستدعائهم للمشاركة في أول تربص لهم مع الفريق الوطني. وتحفّظ بلماضي، إلى حد الآن، عن تسريب أي معلومات عن التعداد الذي سيعتمد عليه في الخرجات الرسمية الأولى الخاصة بالتصفيات الإفريقية، لكن بالرغم من تكتّمه عن هذا الموضوع، إلا أن معلومات متسربة من محيط الفريق الوطني، كشفت عن الأسماء الجديدة التي وقع عليها خيار المدرب الوطني، وفي مقدمتها الحارس الفرانكو- الجزائري أنطوني موندريا، المنتمي لنادي أنجي الفرنسي، والبالغ خمسة وعشرين من العمر. ويبدو استدعاء حارس جديد ينشط في الخارج، منطقيا بسبب تقدم عمر الحارس الأساس رايس مبولحي الذي يبلغ اليوم 36 سنة، وأن استخلافه منطقي بعد فترة طويلة قضاها في عرين الفريق الوطني، لا سيما أن الفاف تسعى للاستفادة من خبرته، عبر تعيينه مدربا لحراس المرمى على مستوى المنتخبات الوطنية. وكان مستخلفه المحتمل أنطوني موندريا، صرح بأنه مهتم كثيرا بحمل ألوان الفريق الوطني الجزائري. كما وقع اختيار بلماضي على لاعبين اثنين ينشطان في وسط الميدان، الأول حملد عبدلي (22 سنة) الذي ينتمي لنفس النادي الذي يلعب في صفوفه الحارس أنطوني مندريا، بينما الثاني هو ياسين عدلي الذي يلعب مع نادي بوردو. ويُعد استدعاء هذين اللاعبين ضروريا لكون وسط ميدان الفريق الوطني تراجع مستواه في الفترة الأخيرة بالرغم من تواجد كل من رمزي زروقي وإسماعيل بن ناصر. وبخصوص خط الدفاع، لم يكن، من جهته، عن منأى من اهتمام الناخب الوطني، الذي يريد له نشاطا أكثر قوة بالرغم من أنه لن يستغني عن ركائزه المعروفة مثل بلايلي، ومحرز وسليماني. كما وجد بلماضي نفسه، اليوم، في حاجة إلى صانع ألعاب حقيقي. وقالت في هذا الصدد مصادر إعلامية سيتم استدعاء مهاجمي نادي كورتري البلجيكي قادري عبد القهار، وبلال مسعودي، وهما عنصران يجيدان تنظيم اللعب في الخط الأمامي. ويظن بلماضي أن استدعاء هذين اللاعبين سيقضي على مشكل كبير لطالما عانى منه هجوم الفريق الوطني الجزائري. كما قد يقوم جمال بلماضي باستدعاء الجناح الأيمن لفريق أولمبيك نيس الفرنسي بلال ابراهيمي، الذي يتميز بسرعة تنفيذ الهجومات. وفي ظل هذه التكهنات، لم يكشف بلماضي، بعد، عن كل الخيارات من أجل منح دم جديد للمنتخب الوطني، الذي يتعين عليه تسجيل دخول قوي في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023، لا سيما أن مباراته الأولى سيلعبها هنا في الجزائر ضد أوغندا، فضلا عن ضرورة استرجاع ثقة الأنصار التي اهتزت كثيرا بعد فشل "الخضر" في تحقيق التأهل إلى مونديال قطر، وعليه يريد بلماضي، بشكل خاص، استخلاص الدروس من كل الكبوات التي عاشها رفقة الفريق الوطني، لكي يعود هذا الأخير بقوة كبيرة على المستوى الدولي. السؤال الآخر الذي تطرحه الأوساط الرياضية الجزائرية، هو مستقبل الطاقم الفني، الذي شغل مع بلماضي في السنوات الأخيرة، حيث يتعين التساؤل عما سيتجه بلماضي للاحتفاظ بكل طاقمه، أم أنه سيقوم ببعض التغييرات. كما قالت ذات المصادر لا يستبعد قيام بلماضي بتعيين مستشار قد يكون مدربا وطنيا سابقا، أو لاعبا نشطا في السابق ضمن الفريق الوطني. بلماضي يريد ثلاث مباريات ودية ل "الخضر" من جهة أخرى، يكون جمال بلماضي اقترح على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تنظيم ثلاث مباريات ودية لصالح الفريق خلال فترة الفيفا التي تمتد من 1 جوان إلى منتصف ذات الشهر. المباريات الودية ستجري بعد المبارتين الرسميتين ضد أوغندا بملعب وهران الجديد، وضد منتخب تنزانيا بملعب هذا الأخير، غير أن خيارات بلماضي في هذا الشأن، لم تتحدد بعد، إذ يتعين دخول الفريق الوطني في التربص لمعرفة خصوم "الخضر" في الوديات.