تنظم مدرسة الفنون الدرامية حامة ملياني بمنطقة ليل الفرنسية، حفلا لتكريم الفنان القدير الراحل أحمد بن عيسى، غدا الأحد. وقد دُعي إلى هذه الالتفاتة عدد من أصدقاء الفنان الذي فقدته الساحة الثقافية الجزائرية مؤخرا. وقد ووري الممثل القدير الثرى يوم الأربعاء الأخير بمقبرة العالية في الجزائر العاصمة، بعد وفاته يوم الجمعة الماضي بفرنسا، عن عمر ناهز 78 سنة، ثم نُقل جثمانه من فرنسا. ورافق جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، عدد كبير من الصحفيين والفنانين ورفقاء دربه، في جو مهيب ساده الحزن، حيث ألقيت كلمة تأبينية في هذا الفنان، الذي ترك بصمة لا تمحى في المشهد الثقافي الجزائري. ويُعد الممثل والمخرج المسرحي أحمد بن عيسى الذي وُلد بتلمسان سنة 1944، من أبرز شخصيات المسرح والسينما الجزائرية، حيث تميز مساره الفني بنشاط حثيث في المسرح والسينما والتلفزيون في الجزائر، وخارجها. وبدأ مسيرته السينمائية عام 1971. وأدى أدوارا في العديد من الأفلام، حيث عمل مع عدة مخرجين، على غرار بن عمار بختي، ومرزاق علواش، وجميلة صحراوي، وأحمد راشدي، ورشيد بوشارب. وكان الفقيد ممثلا معروفا بموهبته الاستثنائية. كما قدّم العديد من المشاريع على خشبة المسرح في الجزائر العاصمة ووهران. وكان الفقيد مديرا للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس عام 1995. وتعامل خلال مسيرته الثرية، مع الممثلين الشباب، حيث أطلق مشروع "نجمة"، الذي سمح بتقريب الممثلين الشباب الهواة، من نص كاتب ياسين، وتقديم عشرات الوجوه الجديدة الصاعدة. وأصيب المرحوم بوعكة صحية في مدينة كان بفرنسا، خلال انطلاق مهرجان كان الذي يُعد من أهم التظاهرات السينمائية في العالم، والذي يعرض أحدث أعماله السينمائية "نقطة ذهب"، للمخرج الفرنسي كليمون كوجيتور، وذلك في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد. وكانت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، قدّمت تعازيها الخالصة لعائلة الفقيد ولمحبيه، وللأسرة الفنية والثقافية كافة، التي فقدت أحد قاماتها البارزة، تاركا وراءه إرثا فنيا مسرحيا وسينمائيا نال به العديد من الجوائز الوطنية، وشرّف الجزائر به في العديد من المحافل الدولية.