بذلت الجزائر جهودا كبيرة لإنجاح الطبعة 19 المقبلة من الألعاب المتوسطية التي ستنطلق بعد 11 يوما بوهران (25 جوان - 6 جويلية). و"التحدي يُعد كبيرا إلى درجة أنه يجب على الجميع العمل بجدية أكبر، لتكريم صورة بلدنا"، على حد تأكيد رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية عبد الرحمن حماد، الذي تمنى في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن يتجسد ذلك ميدانيا بتضافر كل الجهود. وقال حماد: "لقد عملنا بشكل مستمر مع لجنة تنظيم الطبعة التاسعة عشرة للألعاب، وكذلك الاتحادات الوطنية المعنية بالمشاركة في هذا الموعد، من أجل ضمان الظروف المثلى لتألق رياضيينا، ورعاية أفضل لهم". وتتولى اللجنة الأولمبية والرياضة الجزائرية مهمة إعداد الوسائل اللوجستيكية بما في ذلك المعدات الرياضية للوفود الجزائرية، ومرافقة الرياضيين من خلال تخصيص المنح الأولمبية للرياضيين المواهب، من أجل تحضير جيد. وفي حقبة زمنية معيّنة، تلقّى خمسة رياضيين الدفعة الأولى من منحة التضامن الأولمبية الممنوحة من اللجنة الأولمبية الدولية، وذلك في حدود 1500 دولار شهريا إلى غاية الألعاب الأولمبية المقبلة بباريس الفرنسية (2024). وكانت ألعاب القوى (لاعبان)، والسباحة (01)، ورفع الأثقال (1)، والمصارعة المشتركة (1). وبخصوص الجانب الفني المتعلق بإعداد الرياضيين الجزائريين، أوضح المسؤول أن "الاتحادات الرياضية مسؤولة عن إعداد لاعبيها، من خلال المشاركة في الدورات التدريبية المختلفة، والبطولات والمسابقات الدولية والقارية". وأردف قائلا: "اللجنة الأولمبية استجابت، بشكل إيجابي، لجميع الطلبات الواردة من الاتحادات التي تعاني من صعوبات مالية"، مضيفا أن "الدولة الجزائرية لم تبخل عن توفير كل وسائل الدعم اللازمة لإنجاح النسخة التاسعة عشرة، وجعلها راسخة في أذهان كل المشاركين بمختلف الفئات". كما سلّط رئيس الهيئة الأولمبية في حديثه، الضوء على الموارد البشرية والمادية الكبيرة التي حشدتها الدولة الجزائرية لإنجاز المشاريع الرياضية بوهران، معتبرا ذلك مكسبا كبيرا للرياضة الوطنية بصفة عامة، ولشباب الغرب الجزائري ومدينة وهران؛ "إن رئيس اللجنة الدولية مرتاح جدا لما تم تحقيقه على صعيد بناء البنية التحتية الرياضية، بالإضافة إلى التمكن من الجوانب التنظيمية المختلفة، مما يؤكد النجاح المتوقع لهذا الحدث الرياضي"، كما قال. أما بخصوص مرافقة الرياضيين الجزائريين المشاركين في هذه الألعاب المتوسطية، فأكد رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، أنه "تم تنفيذ جميع الوسائل، سواء من خلال وزارة الشباب والرياضة، أو من قبل لجنة المتابعة، للسماح للرياضيين بالاستفادة من الدورات التحضيرية في الخارج.. فنحن في اللجنة على اتصال دائم بوزارة الشباب والرياضة وجميع الاتحادات الرياضية الوطنية، ولم يطرح أحد أدنى مشكلة". وعن حظوظ الرياضة الجزائرية في التألق في طبعة وهران المتوسطية، أشار عبد الرحمان حماد إلى أن فرص الحصول على ميداليات ستكون أكثر في الرياضات الفردية منها في التخصصات الجماعية، وقال: "يمكن التخصصات مثل الملاكمة وألعاب القوى والسباحة أو حتى المصارعة المشتركة، أن تحقق تتويجات في الألعاب.. أعتقد أن الملاكمة تستحق ميداليات، خاصة الملاكمتين إيمان خليف الحائزة على الميدالية الفضية، وإشراق شايب صاحبة البرونزية، اللتين أكدتا مستواهما في بطولة العالم بإسطنبول بدون أن ننسى ألعاب القوى، ورياضات أخرى". وقال صاحب الميدالية البرونزية في سباق الوثب الطويل بدورة سيدني 2000 للألعاب الأولمبية، أيضا على المستوى الفني العالي للمنافسين من حوض البحر الأبيض المتوسط، ولا سيما أولئك الذين يمثلون دولا مثل إيطالياوفرنسا والمغرب، "نحن لدينا رياضيون شباب في ألعاب القوى، حان الوقت للتأكيد على موهبتهم خلال احتفالية وهران حتى وإن كانت مهمتهم صعبة ضد منافسين يملكون مستوى أرفع". وبحسب حماد، فإن الرياضيين مثل أمين بوعناني (110 م / حواجز) وعبد المالك لحلو (400 م / حواجز) وياسر محمد طاهر التريكي (الوثب الثلاثي) وجمال سدجاتي وياسين حتات (800 م)، يمكنهم، أيضا، الفوز والصعود على منصة التتويج. ولم ينس رئيس اللجنة أن يذكر النتائج التي حققتها السباحة الجزائرية والمصارعة المشتركة، وهما تخصصان يواصلان التألق، وتحقيق مردود طيب في مختلف المسابقات، قد تمكن، حسب قوله، من "ضمان ميداليات الجزائر". وعلى عكس الرياضات الفردية، ظهر رئيس الهيئة الأولمبية أقل تفاؤلا في ما تعلق بالرياضات الجماعية التي تمر بفترة صعبة للغاية، كما هي الحال بالنسبة لاتحاد كرة اليد. وعلّق في هذا الجانب قائلا: "في الرياضة الجماعية، سيكون المستوى مرتفعا جدا، لا سيما مع مشاركة منتخبات تمثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.. وقد أثر عدم الاستقرار على مستوى اتحاد كرة اليد على مستوى لاعبي ولاعبات المنتخب، وبشكل كبير.. مؤسف جدا ما تمر به كرة اليد الجزائرية". وبعد سبعة وأربعين عاما من استضافتها الألعاب المتوسطية في الجزائر العاصمة عام 1975، تجدد الجزائر العهد مع الألعاب المتوسطية باحتضان مدينة وهران الطبعة 19 منها، بحضور مميز ل 3432 رياضي من 26 دولة، ينافسون في ما لا يقل عن 24 نوعا رياضيا.