باشرت مصالح محافظة الغابات لولاية قسنطينة، عدة إجراءات تزامنا مع موسم الاصطياف، للتصدي لحرائق بالغابات، ومنع حدوثها. ومن ضمن التدابير المتخذة تنصيب 7 أبراج مراقبة في عدة مناطق غابية حساسة، أعيد استغلالها مؤخرا، فضلا عن 5 فرق تدخّل في إطار جهاز الوقاية والمكافحة ضد حرائق الغابات، يضاف إليها الرتل الولائي المتحرك الجديد، الذي نُصّب لذات الغرض. أوضح المفتش الرئيس بمحافظة الغابات ومسؤول الإعلام والاتصال بالمديرية زقرور علي، أنه تمت تهيئة وتجهيز 6 أبراج مراقبة قديمة، كانت مهملة نظرا لوجوده بمناطق معزولة. كما تمت إعادة استغلالها من جديد بالنظر إلى أهمية أبراج المراقبة في حماية الغابات من مختلف الأخطار التي يمكن أن تمسها، وأبرزها الحرائق خلال فصل الصيف، كاشفا، في نفس السياق، عن مشروع إنجاز برج جديد بمنطقة الكنتور بعد رفع الوصاية التجميد عنه مؤخرا، مع إبرام المحافظة 32 عقد عمل مؤقت لشباب المناطق المجاورة للغابات، من بينهم 14 عونا يعملون بأبراج المراقبة، والبقية تدعّم بهم فرق التدخل. التبليغ المبكر يسمح بالتدخل السريع وأضاف محدّث "المساء" أن التبليغ المبكر عند رصد اندلاع النيران في بدايتها، يمكّن من التدخل السريع، وبالتالي عدم تكبّد خسائر كبيرة، موضحا أن الخطر يكمن في عدم التفطن للنيران بعد توسع رقعتها، لأنه قد يصعب التحكم فيها ومحاصرتها. كما تحدّث عن أهمية الرقم الأخضر 1070 للتبليغ عن الحرائق، حيث قال إن أعوان المحافظة يتلقون عشرات المكالمات عبر خطوطها، للتبليغ عن الحرائق، خاصة من قبل مستعملي الطريق، مضيفا أن المحافظة تستعين كل صيف، بسكان المناطق المتاخمة للغابات، من أجل التبليغ عن الحرائق، والمشاركة في إخمادها عن طريق عقود عمل مؤقتة. تهيئة المسالك الغابية لتسهيل عمليات التدخل وفي السياق، تطرق المسؤول بمحافظة الغابات، لعدة إجراءات استباقية اتُّخذت تحسبا لفصل الصيف، الذي يعرف اندلاع كثير من الحرائق الغابية، منها إنجاز وإعادة تهيئة العديد من المسالك بالمناطق التي تُعد نقاطا سوداء، على غرار 5 غابات حساسة بالولاية، وهي "العداج" بعين عبيد المتاخمة لولاية سكيكدة، و"غابة شطابة" التي تُعد أكبر غابة في قسنطينة ونصف حضرية، معروفة بكثافتها الغابية، ومقصد للزوار، و"غابة ذراع النافة" ذات الغطاء النباتي المختلط والرعوي، فضلا عن "غابة الجباس" التي بها مفارغ عشوائية تسبب الحرائق، و"غابة جبل الوحش" كمحمية طبيعية سياحية، تمت بشكل استعجالي بقرار من الوالي بمشاركة عدة قطاعات، حيث تمت تهيئة مسلك غابي بابن باديس طوله 7 كيلومترات، ومسلك آخر بحاج بابا على امتداد كيلومترين، وذراع الناقة على طول 7 كيلومترات، وبغابة بوزفيزف بزيغود يوسف على مسيافة 5.5 كلم، وهي الممرات التي قد تصل مدة صلاحيتها حتى 15 سنة، وفق المتحدث، إذ تسهّل التدخل الفوري والفعال عند نشوب حريق، كما تُستخدم من قبل سكان المنطقة في تنقلاتهم. تنصيب الرتل المتحرك الجديد وتطرق المسؤول لتخصيص 5 فرق تدخّل متنقلة من أعوان الغابات، إذ تتشكل كل فرقة من 24 عونا، وشاحنة مجهزة بمضخة بسعة 5 آلاف لتر، وعتاد للتدخل اليدوي، وكذا صهاريج مائية تضاف إلى الرتل الولائي الذي نُصب الأسبوع الفارط والمتكون من 8 سيارات، كل سيارة بها 3 أعوان وسائق، إلى جانب رئيس الرتل، مشيرا إلى أن الرتل مجهّز بأحدث التجهيزات، ويعمل على مدار 7 أيام طوال الصيف؛ من جوان إلى أكتوبر. كما إن نطاق تدخّل الرتل المتحرك يكون عبر 12 بلدية. أما التدخل خارج الولاية فيكون، حسب تأكيد المتحدث، بناء على تعليمات من المديرية العامة. وأضاف المسؤول أن محافظة الغابات لولاية قسنطينة، كانت، في السابق، تشترك مع سكيكدة وعنابة في رتل متحرك واحد، قبيل تنصيب رتلها الجديد مؤخرا، مشيرا إلى توظيف 35 عونا مؤقتا للعمل ضمن الرتل المتحرك لمدة 3 أشهر، بعد أن تم إخضاع الأعوان لتدريب خاص بإشراف من مختصين من الرتل المتحرك للحماية المدنية، حول كيفية استخدام تجهيزات الرتل المتطورة جدا، وكيفية التدخل لإخماد الحرائق. حشد كل نقاط المياه في حال وقوع حرائق ومن بين الإجراءات الاحترازية التي تدخل ضمن مخطط التصدي ومكافحة حرائق الغابات، تخصيص العشرات من نقاط المياه بالتنسيق مع مصالح الموارد المائية والري، و"الجزائرية للمياه"، لاستغلالها في حال وقوع حرائق من أجل التزويد بالمياه لعملية الإطفاء. وتأتي هذه التدابير المتخذة، حسب مسؤول الإعلام والاتصال بمحافظة الغابات بالتنسيق مع عدة هيئات ومؤسسات، لتفادي وقوع حرائق، فضلا عن تنظيم مناورة افتراضية حول جاهزية كل القطاعات، ضمن مخطط المخاطر الكبرى، بإشراف والي قسنطينة، مشيرا إلى أن المناورة الافتراضية تضم كل القطاعات، وتهدف إلى تجريب التجهيزات، والوقوف على مدى جاهزية القطاعات للتدخل عند حدوث كارثة ضمن قانون المخاطر التي من بينها الحرائق. كما إن التمرين الافتراضي سيتم على مستوى غابة شطابة. حملات تحسيسية استباقية للتقليل من النيران وتخلَّل مخطط وبرنامج مكافحة حرائق الغابات، حسب نفس المسؤول، الحملات التحسيسية الاستباقية، ومنها القافلة التي نظمتها المحافظة، وضمت عدة هيئات جابت التجمعات السكانية القريبة من الغابات، وهي القافلة التي لاتزال تجوب العديد من بلديات الولاية بمبادرة من مصالح الحماية المدنية، والمديرية المحلية للمصالح الفلاحية والبيئة، والتي تهدف، أساسا، إلى التقليل من عدد المساحات التي تأتي عليها ألسنة اللهب كل موسم صيف. قرار ولائي بإغلاق الفضاءات الغابية ومنع التخييم تَقرر إغلاق الفضاءات الغابية في 22 ولاية، من بينها قسنطينة خلال شهري جويلية وأوت القادمين، أثناء فترات النهار ما بين الساعة 12 والرابعة مساء؛ لتفادي نشوب حرائق في الفترة التي تسبق عيد الأضحى المبارك، التي تكثر فيها جرائم حرق الغابات للحصول على مادة الفحم، والفترة التي تلي العيد، والتي تتوجه فيها العائلات والشباب للتخييم، وإقامة المشاوي في المحيطات الغابية، حيث أصدر والي قسنطينة خلال الأيام الماضية، قرارا ولائيا بمنع التجول داخل الفضاءات الغابية قصد الراحة والاستجمام أو التخييم. وتضمّن هذا القرار الحامل لرقم 1246، والموقّع من قبل الوالي، حسب نسخة تحوز "المساء" عليها، منع تجوال المواطنين داخل الغابة، أو نصب الخيام أو التخييم بها، أو ركن المركبات والدراجات داخل أو بمحاذاة المساحات الغابية. كما يمنع طهي الطعام، أو إقامة موائد الشواء، خاصة في فترة عيد الأضحى المبارك، على مستوى الأملاك الوطنية الغابية. وأكد القرار أنه إذا ما اقتضت الضرورة المبررة دخول الغابة بالشاحنة أو أي نوع من المركبات، فالواجب الحصول على ترخيص بذلك من رئيس الدائرة المختص إقليميا، بعد أخذ رأي مصالح محافظة الغابات، في حين أن كل مخالف لمضمون القرار، يصبح عرضة للمتابعة الجزائية المنصوص عليها في التنظيم المعمول به، مع تكليف قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، ورئيس أمن الولاية، ورؤساء الدوائر والبلديات، ومحافظ الغابات، ومديري الحماية المدنية، والأشغال العمومية، والنقل والمصالح الفلاحية، بتطبيقه. ويهدف هذا القرار الولائي إلى ضبط بعض التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة، للحيلولة دون وقوع الحرائق بالغابات منذ بداية جوان إلى غاية شهر أكتوبر المقبل.