كانت أمسية أول أمس، جزائرية بامتياز، بعد تألق رياضة الملاكمة، بقصر العارض ب"المدينة الجديدة"، بمناسبة نهائيات اللعبة ، والتي عززت رصيد الجزائر ب13 ميدالية ( 5 ذهبيات و05 فيات و03 برنوزيات ) ،في حصيلة هي الأفضل للملاكمة للجزائرية في تاريخ مشاركاتها في الألعاب المتوسطية . بداية تألق الملاكمة الجزائرية، دشنها القفاز النسوي، بنيل رمسياء بوعلام ذهبية (وزن 48 كلغ )، بعد فوزها على التركية أيس كاغيرير، وكعادتها ظهرت بوعلام بكامل إمكانياتها في المنازلة، التي سيرتها لمصلحتها بذكاء، خاصة وأنها واجهت صاحبة اللقب العالمي في وزنها، والذي تحصلت عليه مؤخرا في أسطنبول التركية . من جهتها، أبت حجيلة خليفة إلا أن تحذو حذو مواطنتها بوعلام، وترصع صدر الجزائر بميدالية ذهبية ثانية، بعد تفوقها على المغربية رهادي شيماء في منازلة (وزن 60 كلغ )، ورغم تعمد المغربية الاستفزاز، والالتصاق بها في أغلب زمن المنازلة، للتأثير على معنوياتها، وبالتالي منعها من فرض منطقها عليها ، إلا أن حجيلة تجاوزت هذه المطبات بإصرار، مسجلة نقاطا ثمينة خاصة في الجولتين الأخيرتين، ومنهية المنازلة بفوز مستحق، ومؤكدة في ذات الوقت تفوقها على الملاكمة المغربية مرة أخرى، بعد غلبتها في البطولة الإفريقية الأخيرة . كعادتها، لم تضيع الملاكمة إيمان خليف الموعد، واقتنصت ذهبية منازلة ( وزن 63 كلغ )، التي جمعتها بالايطالية أسونتا كونفورا ، وسيرا على زميلاتها قدمت خليف لوحات فنية في القفاز النسوي ، تجاوب معها الجمهور الحاضر الذي شجّعها كباقي ممثلينا في تلك الأمسية ، لتنال الأفضلية في الجولات الثلاث للمنازلة . عكس الثلاثي الذهبي ،اكتفت الملاكمة الواعدة إشراق شعيب بالميدالية الفضية، بعد خسارتها أمام التركية بوسيناز سورمانلي في منازلة ( وزن 66 كلغ )، وقد وجدت إشراق صعوبة كبيرة في فرض أسلوبها ذلك أنها نازلت منافسة تركية بجعبتها لقبا عالميا في فئتها ،وكذا ميدالية اولمبية . لدى الرجال ، كانت الحصيلة مقبولة إلى حد كبير، ودشن عدادها الملاكم يوغرطة آيت بقة الذي نال ذهبية ( وزن 69 كلغ ) بعد انسحاب منافسه ستيفان زايكوفيتش من دولة الجبل الأسود بداعي الإصابة .، ليلحق به يحيى عبد اللي الذي أحرز ذهبية ( وزن 63 كلغ ) على حساب الايطالي جيونلويجي مالونكا ، ورغم توقف المنازلة في الجولة الثانية بسبب إصابة عبد اللي بجرح على مستوى الحاجب الأيمن، إلا أن الحكام قرروا فوز الملاكم الجزائري، مستندين على النقاط التي سجلها في الجولتين الأولتين، وهو ما لم يرق الملاكم الايطالي مالونكا ومدربيه . وفي الوقت الذي توقع الجمهور الغفير الحاضر، أن يقتفي اثر زميليه آيت بقة وعبد اللي ، اكتفى الملاكم أسامة مرجان بالميدالية الفضية ل ( وزن 57 كلغ ) بعد خسارته في نزاله أمام التركي باتوهان سيفتسي ونفس الشيئ حصل للجزائري الأخر نموشي يونس الذي نال الميدالية الفضية ( وزن 75 كلغ )ن بعدما سقط أمام الملاكم السوري احمد قوسون، الذي أظهر قوة بدنية صعبت من مهمة نموشي، كما أن كثرة الالتحامات بين الملاكمين، فوتت على نموشي تسجيل عديد النقاط وبالتالي، تدارك تأخره المسجل في الجولة الأولى، لكن دون جدوى ، فخرج السوري متوجا، وتحت تصفيقات الجمهور الجزائري . ولم يكن حومري أكثر حظا من نموشي ، حيث عرف نفس المصير، ونال ذات الميدالية ( الفضية ) في (وزن 81 )، لكن حومري لحقه بعض الإجحاف من قبل الحكام ، وخاصة التونسي الذي مال بقراره الحاسم في الجولة الثالثة لمصلحة منافس حومري الصربي فلاديمير ميروتشيكوف، وهي الجولة التي كانت أغلب نقاطها للملاكم الجزائري، بعدما تعادل مع منافسه الصربي في الجولتين الأولتين ، وهذا القرار من الحكم التونسي قابله الجمهور الحاضر باستهجان كبير . وختم محمد سعيد حماني صعود الجزائريين فوق المنصة ، بنيله الميدالية الفضية ل( وزن 91 كلغ ) ، بعد خسارته أمام الإيطالي عزيز عباس محي الدين ، وظهر جليا أن حماني لم يقدر على مجاراة منافسه الإيطالي الذي اعتمد أسلوبا فنيا جيدا، جعل منه أفضل ملاكم في المنافسة . أما الميداليات البرونزية الجزائرية ، فجلبها كل من عبد الناصر بلعربي ( وزن 60 كلغ )، بعد فشله في تخطي الدور ما قبل النهائي أمام الفرنسي ميشال قرو ، وشعيب بولودينات ( وزن + من 91 كلغ ) ، بعد سقوطه في الدور نصف النهائي أمام المصري يسري حافظ ، والملاكمة فاطمة الزهراء عبد القادر حجالة ( وزن 54 كلغ )، بعد انهزامها أمام ملاكمة الجبل الأسود بويانا قويكوفيتش . المهم ، أن حصيلة الملاكمة الجزائرية كانت هي الأفضل لها، ومقارنة بكل الرياضات الأخرى التي شاركت فيها الجزائر، ولا أدل من تتويج 13 ملاكما من أصل 15 شاركوا في المسابقة، وتلك حصيلة تستحق التقدير والاحترام .