❊ اليد العاملة النسوية تجاوزت 50 من المائة في الجزائر أكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن، أن الحكومة تحرص على المضي قدما نحو تعزيز المكتسبات التي تحققت للمرأة والعمل على تنسيق الجهود على جميع المستويات، وفق منهجية تشاركية لتعزيز قدراتها وإبداعاتها في الإنخراط في مسار التنمية الإقتصادية للبلاد، وتحسين وضعها وتعزيز حقوقها وحمايتها من كل أشكال العنف. قال الوزير الأول خلال اشرافه على افتتاح الملتقى الدولي لنضال المرأة الجزائرية من ثورة التحرير إلى مسيرة التعمير، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، إن المجهودات المبذولة للرفع من مكانة المرأة، يندرج في اطار إلتزام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بإيلاء المرأة أهمية كبيرة ضمن برنامجه الذي تعمل الحكومة على تطبيقه، بمواصلة العمل على التمكين الإقتصادي للمرأة وإنشاء آليات لتعزيز المقاولاتية النسوية لاسيما في المناطق الريفية. وأضاف السيد بن عبد الرحمن، أن الدور الكبير الذي لعبته المرأة الجزائرية في معركة التحرير لم ينقطع، بل تواصل فيما بعد في معركة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، مشيرا إلى مساهمتها البارزة في معركة البناء والتشييد، لاسيما في ظل الدمار الذي خلفه المستعمر على جميع الأصعدة، حيث كان لها دور كبير وبنفس العزيمة والإرادة في إعادة بناء أسس الدولة وقواعدها، مؤكدا حرص رئيس الجمهورية على تعزيز الدور المحوري الذي يلعبه العنصر النسوي كمتغير أساسي في معادلة البناء. وفي ذات السياق، أفاد رئيس الجهاز التنفيذي، أن المحطات المتميزة من مساهمة المرأة في المجتمع، قابلتها إرادة سياسية قوية من أجل ترقية المرأة، وضمان حقوقها وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية والإقتصادية، بالشكل الذي يستجيب لتطلعاتها، ويرقى إلى مستوى التضحيات التي قدمتها في سبيل الوطن، معتبرا بأن هذه الإرادة السياسية ترجمتها الدولة كمبادئ دستورية راسخة بتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، وهو ما تشهد عليه الأرقام والإحصائيات. وتطرق الى الحديث عن المكتسبات التي حققتها المرأة في العديد من القطاعات بتجاوز اليد العاملة النسوية، نسبة تقدر بأكثر من 50 من المائة، كقطاع الصحة والتربية والتعليم، مشيرا إلى تجاوز عدد الطالبات في الجامعة عدد الطلبة بكثير، وحتى تلك المهن التي كانت في وقت قريب حكرا على الرجال كأسلاك الأمن والجمارك والحماية المدنية، زيادة على تسجيل منحى تصاعدي في توظيف العنصر النسوي، وفتح الباب أمامها لتولي المناصب القيادية والمسؤولية. وذكر الوزير الأول، بأن المرأة الجزائرية المقاومة والثائرة أثبت مكانتها في ساحة النضال والكفاح من أجل إستقلال البلاد، من خلال تقديمها صورة مشرفة ورائعة عن وقوفها مع أخيها الرجل أمام همجية الإستعمار، واستلهمت منها العديد من حركات التحررعبر العالم تجاربها ،مضيفا أن المرأة الجزائرية كانت دائما وفي الأوقات العصيبة التي مرت بها الجزائر على مر التاريخ، درعا صلبا وحصنا منيعا للذود عن حمى الوطن. وأضاف أن كفاحها تجلى في إسهامها غير المسبوق، خلال الثورة التحريرية المباركة في المدن والقرى والأرياف وتضحياتها الجسام، مذكرا بأن العمليات الفدائية النوعية التي نفذتها المرأة لم يكن حتى بإمكان الرجال القيام بها، اذ كانت الفدائية والكاتبة والموزعة لمنشورات الثورة وأيضا الممرضة والمداوية لمصابي جيش التحرير. وفي هذا الخصوص، أشار السيد بن عبد الرحمن إلى أن التاريخ يحتفظ بصور ومشاهد ناصعة رسمتها العديد من المجاهدات من بينهن لالة فاطمة نسومر ورفيقاتها ممن سرن على دربهن من المجاهدات الثائرات ضد الظلم والتحقير للمجتمع، وحسيبة بن بوعلي وفضيلة سعدان، مليكة قايد وجميلات الجزائر وجميلة بوحيرد وجميلة بوعزة وجميلة بوباشا، قائلا إن القائمة طويلة من حرائر الجزائر، اللواتي يعتبرن رمز النضال والكفاح. وأبرز بن عبد الرحمن، أهمية المؤتمر الدولي لنضال المرأة الجزائرية، الذي ينعقد في أعقاب إحياء الذكرى الستين لعيد الاستقلال، قائلا إنها محطة بارزة يستحضر فيها الشعب الجزائري ذكرى تحرره بعد أكثر من 132 سنة من الظلم والإبادة وتضحيات بالنفس، مقابل استرجاع حرية وسيادة دولته الجزائر بعد سنوات من المقاومة والكفاح المسلح.