أجرى المبعوث الخاص لوزارة الشؤون الخارجية المكلّف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، السبت الماضي مشاورات مثمرة مع مفوض الاتحاد الإفريقي المكلف بالشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي أدوي بانكول. وتناول اللقاء جملة من المسائل والقضايا المرتبطة بالسلم والأمن في القارة الإفريقية، على رأسها مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. في هذا الصدد، أطلع المفوض السفير بلاني على نتائج زيارته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف وفحوى اللقاءات التي جمعته مع كل من المسؤولين الصحراويين وممثلي منظمات المجتمع المدني والشباب والنساء بالمخيمات. وأعرب بانكول عن تأثره الشديد لما شهده من معاناة إنسانية كبيرة بالمخيمات في ظل الظروف المناخية القاسية وتراجع المعونات الدولية، ولما لمسه في نفس الوقت من حسّ عال لدى الشعب الصحراوي والآمال الكبيرة التي لا يزال يعقدها على المنظمة القارية لإنصافه وتمكينه من حقوقه المشروعة المنصوص عليها بوضوح في الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي، لاسيما تلك المرتبطة بالمبادئ الأساسية التي ناضل من أجلها الآباء المؤسّسون في مجال محاربة وتصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وبخصوص العملية السياسية، أكد عمار بلاني على أهمية تفعيل آلية الترويكا الإفريقية المعنية بالصحراء الغربية لمساعدة طرفي النزاع على الانخراط مجدّدا في مفاوضات مباشرة، بحسن نية ودون شروط مسبقة، بما يدعم مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في التوصّل إلى حلّ سياسي دائم ومقبول من الطرفين على أساس قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي. ويأتي لقاء بلاني بمفوض الاتحاد الإفريقي بعد أسبوع فقط من تأكيدات وتصريحات إعلامية أطلقها بخصوص تعمد السلطات المغربية عرقلة مهمة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا بفرض شروط على زيارته الجديدة. وقال بلاني في تصريحات إعلامية أن المغرب تعمّد عرقلة زيارة مبعوث الأممالمتحدة إلى المغرب بصفته الطرف الأول في النزاع وكذا زيارة المناطق الصحراوية المحتلة للحديث مع الممثلين الأصليين للشعب الصحراوي الذين يعيشون تحت الاحتلال. وتأسف بلاني لعرقلة السلطات المغربية للزيارة التي كان ستافان دي مستورا على وشك القيام بها إلى العيون والداخلة حسب ما أعلن عنه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة. وأضاف أن "السلطات المغربية أرادت بشكل خاص فرض شروط غير مقبولة بهدف منع ستافان دي مستورا من التواصل بحرية مع المجتمع المدني الصحراوي. ومن المؤكد أن هذه العقبة الواضحة أمام جهود المبعوث الشخصي ستُعرض، في الوقت المناسب، على أعضاء مجلس الأمن".