عبر عبد القادر طالب عمر، السفير الصحراوي بالجزائر، أمس، عن "تفاؤله" بنتائج الزيارة التي شرع فيها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، معربا عن أمله في أن يجد طريقا لبعث مسار السلام في آخر مستعمرة في إفريقيا. وقال السفير الصحراوي في منتدى الذاكرة، أمس، "نحن متفائلون لنتائج الزيارة، حتى وإن لم يحصل شيء اليوم، فإنه سيحصل في المستقبل، بقناعة أن تجربة الصحراويين مع الأممالمتحدة أثبتت حقيقة إضاعة هذه الأخيرة للوقت وتماطلها وعدم حسمها للأمور بسبب وجود دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي دأبت على عرقلة تطبيق القرارات الأممية". وأضاف طالب عمر أن النظام المغربي "نسف خطة السلام واتفاقيات وقف إطلاق النار لتعود الحرب ويعود التوتر"، معربا عن أمله في أن يجد دي ميستورا "طريقا له لبعث مسلسل السلام مجددا"، مؤكدا أن "المشكل ليس في وضوح القضية الصحراوية بل في تنفيذ القرارات الأممية الداعية إلى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وإجراء استفتاء لتقرير المصير". ورفع أعضاء المجلس الاستشاري الصحراوي، أمام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية مطلبهم في تحقيق "الاستقلال الوطني التام"، مشددين على أن الاستفتاء يبقى حلا وسطا مقبولا. وأكد المسؤولون الصحراويون، الذين التقوا، دي ميستورا، لدى وصوله إلى ولاية السمارة، في مخيمات اللاجئين الصحراويين، أن المطلب الجوهري للشعب الصحراوي هو "الاستقلال " وانهم ليسوا دعاة حرب، وأن دولة الاحتلال المغربي هي من سعت إلى ذلك. وذكروا في السياق، بالعدوان المغربي على المدنيين الصحراويين العزل في ثغرة الكركرات غير الشرعية، في 13 نوفمبر 2020، والذي نسف اتفاق وقف إطلاق النار . واعتبر المسؤولون الصحراويون، في لقائهم مع دي مستورا أن "لا شرعية المغرب تتجلى بوضوح من خلال عدم السماح للمبعوث الأممي بزيارة الأراضي الصحراوية المحتلة، والوقوف على ما يحدث فيها من انتهاكات تقوم بها القوات المغربية في حق المدنيين والنشطاء الصحراويين، ونهب ثرواتهم بغير وجه حق". وحظي ستافان دي ميستورا باستقبال شعبي، رفعت فيه الأعلام الصحراوية، وحملت فيه لافتات مطالبة بالاستقلال ، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، والعودة إلى أراضيه المحتلة. كما ردد الصحراويون الذين حضروا من شتى الشرائح العمرية، ومن الجنسين، شعارات منددة بالخرق السافر للمغرب لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع، من الطرفين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية، سنة 1991. ولخصت شعارات "كل الوطن أو الشهادة"، و"الحرية والاستقلال"، و"لا بديل لا بديل عن تقرير المصير" و"يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، التي رددت على مسمع المبعوث الأممي الشخصي ستافان دي ميستورا، مطالب الشعب الصحراوي. وكان ممثل جبهة البوليزاريو والمنسق مع المينورسو، سيدي محمد عمار، قد أكد على مطلب الاستقلال الوطني التام، لكنه أوضح أن الصحراويين يقبلون بالاستفتاء كحل وسط، بين مطلبهم المشروع من خلال كفاحهم لتكريس السيادة على كامل تراب الجمهورية الصحراوية، والمقترح غير المشروع للمغرب ب"ضم الأراضي الصحراوية". وأبرز سيدي محمد عمار، أمس، خلال الندوة الصحفية، التي عقدها بالمركز الثقافي لولاية بوجدور، أن "الاستفتاء فكرة أتت بها منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي حاليا) والأممالمتحدة، بعد أن أرغم ملك المغرب آنذاك على الانصياع لقراراتهما، عقب ادراكه استحالة الحل العسكري". وتتواصل زيارة دي ميستورا إلى مخيمات اللاجئين الى غاية اليوم أين سيلتقي بالرئيس الصحراوي الأمين العام لجبهة البوليزاريو، السيد إبراهيم غالي، حيث سيتم عقد محادثات رسمية بينهما. وأجرى دي مستورا خلال اليوم الاول من زيارته محادثات مع رئيس الوفد الصحراوي، مسؤول أمانة التنظيم السياسي، خطري أدوه ورئيس أركان الجيش الصحراوي، محمد الولي أعكيك، ووزيرة التعاون الصحراوي، فاطمة بن المهدي، وممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، والمستشار بالرئاسة الصحراوية، عبداتي أبريكه. مسؤولة صحراوية: لا نعوّل كثيرا على زيارة دي ميستورا أكدت والي ولاية بوجدور بمخيمات اللاجئين الصحراويين، السيدة عزت إبراهيم بابيه، أمس، أنه لا يعول كثيرا على زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ، لحل النزاع القائم مع المغرب، خاصة في ظل تقاعس مجلس الأمن الدولي، مشددة على ضرورة مواصلة الكفاح إلى غاية تحقيق الاستقلال. وقالت السيدة عزت إبراهيم بابيه "إن زيارة دي ميستورا إلى المنطقة، لا تختلف عن زيارة أسلافه، وفي ظل عدم اتخاذ الأممالمتحدة لإجراءات جدية وتقاعس مجلس الأمن، يواصل الاحتلال المغربي المضي في سياسة المماطلة وفرض الأمر الواقع، وعليه لا ننتظر أن يأتي ميستورا بحل للقضية". ولفتت إلى أن الصحراويين، "لا يطلبون المستحيل، بل حقهم في تقرير المصير، وهو حق تكفله جميع المواثيق الدولية. واعتبر سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى بوتسوانا، السيد ماء العينين لكحل، من جهته أن نجاح أو فشل، دي ميستورا، يتوقف بالدرجة الأولى على مستوى الدعم والمساندة التي سيتلقاها من مجلس الأمن الدولي ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية على وجه أخص. وأشار إلى أن زيارة المبعوث الأممي الشخصي إلى المنطقة "تدخل في صلب مهمة الرجل، وهي محطة أولى تضع فيها الأممالمتحدة حدا للغياب الطويل المسجل عليها في الملف منذ استقالة المبعوث السابق هورست كوهلر".