تحدّثت المختصة في التغذية، نجود معلم، العاملة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية لبرج الكيفان درقانة، ل"المساء"، عن السموم الثلاثة، التي لابد من الحذر منها وهي الملح، السكر والدقيق الأبيض، مشيرة إلى أنها أكبر خطر يهدد صحة الإنسان، حيث تطرّقت إلى أنواع السكر التي يحتاجها الجسم، والكمية المسموح بها، وماذا يحدث إذا تخلى الإنسان عن تناول السكريات، ثم أشارت إلى السم الصعب..الملح، الذي يتسبّب مباشرة في رفع ضغط الدم واحتباس الماء في الجسم، مع عرض البدائل الصحية للملح، أما فيما يخصّ الدقيق الأبيض فأوضحت أنّ الدقيق الأبيض لا يحتوي على عناصر غذائية، حيث تنزع النخالة من القمح عند تصنيع الطحين الأبيض. أشارت المختصة إلى أنّها عمدت إلى تحضير كتيب بعنوان "إرشادات في التغذية" وزّع على المواطنين خلال حملة أمراض الصيفّ، موضّحة أنّ أغلب سكان العالم يتناولون كميات من السكر ولا يمتنعون عن استهلاك المواد الحلوة إلا الحريصون على صحتهم أو الممنوعون من ذلك طبيا، وتقول "قبل عرض تبعات التوقف عن السكر، تجدر الإشارة إلى أنه يشكّل أحد المحفّزات الطبيعية للدماغ، فهو يمنحه المتعة على غرار العلاقات الجنسية، على اعتبار أنّ الطعام ليس مجرد طاقة للإنسان، كي يبقى على قيد الحياة، ولذلك يبدع الناس في إعداد أطباقهم بحثا عن اللذة". وفيما يخصّ نوعية السكر الموجودة وما يحتاج إليه الجسم منها، قالت "يحتاج الجسم عموما إلى السكر للحصول على الطاقة، لكن بعض أنواع السكر تساهم في الحصول على عدد كبير من السعرات الحرارية، مقابل لا شيء من العناصر الغذائية، ويعرف بالسكر المضاف، ويوجد في العصائر، والمشروبات الغازية، الحلويات، الشكولاطة، المثلجات، البسكويت والمخبوزات. وبالمقابل يحتاج الجسم إلى السكر الطبيعي الموجود في الحليب والفواكه الطازجة وبعض أنواع الخضروات التي توفّر الفيتامينات والمعادن إلى جانب الطاقة". "كم يحتاج الجسم إلى سكر؟"، تجيب المختصة معلم "يوصى بأن لا تتجاوز كمية السكر المضاف 5 بالمائة، من السعرات الحرارية التي يحصل عليها يوميا من الطعام والشراب، وفيما يأتي الحدّ الأعلى المسموح به يوميا من السكر المضاف حسب العمر، البالغون 36 غراما للرجال و25 للنساء، الأطفال في الفترة العمرية من 7 إلى 10سنوات 24 غراما، الأطفال في الفترة العمرية 4-6 سنوات، 19غراما أما بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، فيوصى بتجنّب السكر المضاف نهائيا .أما بالنسبة للكمية الموصى بها من السكر الطبيعي، فإنّها موجودة بالكربوهيدرات المتنوّعة عوضا عن السكر المضاف، ويمكن اعتماد مبدئ الطبق الصحي يوميا، بأن يحتوي نصفه على الفواكه والخضروات وأن يحتوي ربعه على الحبوب الكاملة وربعه الثاني على البروتين. أما نسبة الكربوهيدرات من السعرات الحرارية الاجمالية، فتشكل ما يعادل 45-65بالمائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. اترك السكر وأبشر.. تؤكّد المختصة، أنّه في حال عمد الفرد إلى التخلي عن السكر، فإنّه سينال حظا وافرا من الصحة، لكون انفعالاته ستقل وإدراكه سيزداد وذاكرته تتحسّن، كما أنّ الوزن سينخفض ودقات القلب ستنتظم، نظافة الفم ورائحته ستتحسن وكذلك التنفس، يقل احتمال إصابة الفرد بالسكري ومرض الكبد الدهني سيقل، يتحسّن النوم والمزاج وينخفض التعرض للاكتئاب، تضاؤل احتمال الإصابة بالزهايمر والخرف، ضغط الدم ومستوى الكولسترول سينخفضان، كما أنّ البشرة ستزهر وتتحسّن وتختفي منها البثور والحبوب. وهو ما يستوجب ترك المشروبات الغازية نهائيا، وكذا الوجبات السريعة والمخبوزات، استبدال السكر الأبيض ببدائل أفضل، واستبدال الحلويات بفاكهة منخفضة الكاربوهيدرات. بدائل صحية للملح أشارت معلم إلى مخاطر السم الأبيض، الملح، الذي علاوة على ما ذكر يسبّب حصوات الكلى، وخللا بوظائفها كما يزيد من الإصابة بأمراض القلب وقصور الشرايين التاجية ويزيد من الإصابة بقرحة وسرطان المعدة ويسبب كذلك الجفاف مع زيادة الشعور بالعطش، لذا يستوجب الاكتفاء بكمية قليلة جدا من الملح يوميا، من خلال عدم وضعه على طاولة الطعام وبالتالي عدم استعماله، مع الاكتفاء بكمية قليلة جدا من الملح خلال الطبخ والابتعاد عن المأكولات ذات التركيز العالي كالزيتون والاجبان والوجبات السريعة. الدقيق الأبيض وأفضل أنواع الخبز وفيما يخصّ الدقيق الأبيض، أوضحت محدّثة "المساء" أنّ الطحين الأبيض لا يحتوي على عناصر غذائية وذلك لأنه يتم إزالة النخالة من القمح عند تصنيع الطحين الأبيض، والتي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن، ولمنحه اللون الأبيض يضاف اليه برومات البوتاسيوم الذي يعتبر من المواد المسرطنة، كما يحتوي على الالوكسان، الذي يزيد من الإصابة بمرض السكر. وأشارت إلى أنّ أفضل أنواع الخبز، هو الأسمر، المكوّن من حبوب القمح الكامل والنخالة، والذي يحتوي على فيتامينات ب1، ب2، ب3، حديد، زنك، كالسيوم، فسفور وألياف. والقطعة منه بها 70 سعرة حرارية، كما أنّه مفيد لمرضى السكري ويعزّز الجهاز المناعي ويحلّ مشكلة الإمساك ويحمي من سرطان القولون. أما خبز النخالة، فهو مكوّن من القشور المتبقية والنخالة ودقيق البر، ويحتوي عل فيتامين ب1، وب2 وب3 حديد، زنك، كالسيوم وفوسفور وألياف، وهو مفيد لمرضى السكر ويحلّ مشكلة الإمساك ويحمي من سرطان القولون وقليل السعرات الحرارية، يسرّع عملية الهضم ويقلّل مدّة امتصاص المعادن المهمة إلاّ أنّ كثرته يتسبّب بانسداد الأمعاء ويقدّم 69 سعرة .