تدعّمت شبكة الهياكل السياحية بولاية تمنراست، بمشاريع جديدة يجري تجسيدها حاليا، وتندرج ضمن جهود استغلال القدرات السياحية بهذه المنطقة التي تحصي في الوقت الحالي 17 مؤسسة استقبال سياحي من بينها 8 فنادق و9 مخيمات بطاقة استيعاب اجمالية تقدّر ب 1019 سرير إلى جانب تواجد 90 وكالة سياحية. كما تتوفّر الولاية على 3 مناطق للتوسّع السياحي تجسّد بها حاليا 4 مشاريع استثمارية، إلى جانب وجود 5 مشاريع أخرى في إطار الاستثمار الخاص أيضا، لكن خارج مناطق التوسع السياحي، وفق ما صرح به مدير السياحة والصناعة التقليدية بتمنراست، أورزيق حيب الله. ويراهن أصحاب الوكالات السياحية بالمنطقة على ضمان المرافقة لترقية التسويق لمختلف المنتجات السياحية من مسارات وبرامج التي تعكس ثراء المنطقة، استنادا لما أكده رئيس جمعية الوكالات السياحية، محمد زونقة. وشدّد نفس المتعامل السياحي أيضا على أهمية ضمان التكوين الأمثل لمنتسبي قطاع السياحة من خلال تطوير القدرات والتدريب على استعمال التقنيات الرقمية الحديثة في تسيير البرامج ومختلف الأنشطة ذات الصلة بالتسيير السياحي. وأشار المتحدث، إلى أنّ المنطقة يتعيّن عليها أن تنهض بقدراتها السياحية الهائلة التي تزخر بها لتنمية الاقتصاد المحلي وتنويع فرص الاستثمار وتوفير مناصب الشغل، وهو ما يتطلّب، حسبه، ضبط مقاربة جديدة ترتكز على إقحام كافة الفاعلين، بما يضمن توفير بيئة ملائمة للاستثمار السياحي والمساعدة على استقطاب أكبر عدد ممكن من المتعاملين وترقية السياحة الداخلية. وتعدّ ولاية تمنراست، وجهة مفضّلة للسيّاح من داخل وخارج الوطن، لما تزخر به من قدرات واعدة يراهن عليها في دعم الاقتصاد المحلي وترقية الاستثمار والسياحة الصحراوية بما يساهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني عموما تجسيدا للتوجّهات الجديدة للدولة. وتتميّز هذه الولاية، بكونها منطقة سياحية بامتياز تزاوج بين عديد المؤهلات السياحية والحضارية ومن بينها المناظر الطبيعية الساحرة وسلاسل الجبال الشاهقة التي تداعبها أشعة الشمس والنقوش والرسومات الصخرية التي تعود إلى آلاف السنين والتي تبرز جوانب من حياة الإنسان القديم وسيوف الرمال الذهبية والصناعة التقليدية المتنوعة، وهي كلّها عوامل تستقطب فيها الأهقار الوافدين اليها سواء من السياح العاديين أو عشاق المغامرات. وتشكل جبال "الأسكرام" الواقعة على نحو 80 كلم من مقر الولاية وعلى ارتفاع يقارب 2800 متر عن سطح البحر، واحدة من المعالم الطبيعية الخلابة التي تهدي لزائرها مشاهد بانورامية رائعة على هضبة الأتاكور الشاسعة التي توجد بها فوهة "أهران" البركانية الضخمة. كما تتخلّل هذه الجبال مواقع طبيعية تتدفّق المياه من أعلى صخورها على غرار منبع الماء المعدني "تاهابورت". كما تحصي هذه المنطقة الصحراوية مواقع أخرى لتدفق المياه على غرار شلالات"إيملاولاون" و"إسيقراسن" و"تامركرست" ووادي "أفيلال"، فضلا عن أنّ موقع الأسكرام يمنح لزائريه فرصة مشاهدة أجمل شروق وغروب للشمس في العالم حسب التصنيف السياحي العالمي. كما تشكل صناعة الحلي التقليدية والجلود تراثا حرفيا يعكس ذلك الرصيد الثقافي الثري الذي تزخر به منطقة الأهقار، وهي تتميز بأشكالها المتنوعة التي تبدع فيها أنامل كبار الحرفيين الصائغين أو ما يعرفون ب "إيناضان" المتواجدين بمراكز ومحلات الصناعة التقليدية عبر بلديات ولاية تمنراست. ومن أهم الحلي التارقية، تجد أقراط الآذان "تيزاباتين" والخلخال "إهبقان" والخواتم "تسغين" وحلي أخرى منها "تلخوكام" و"تيروت" و"أدلال". وتحترف نساء الأهقار غالبا حرفة الجلود لتوفير لوازم الحياة اليومية وهي تتميّز بكونها أكثر تنوّعا وثراء ومن أهم منتجاتها "الخيم" والحافظات الجلدية أو ما يسمى ب "أغرقان" وهي عبارة عن أكياس لحفظ الطعام، إلى جانب صناعة الأحذية والأحزمة المختلفة.