تعهدت ليز تروس، الوزيرة الأولى البريطانية الجديدة، بمجرد ترسيم تعيينها في منصبها، أمس، أنها ستعمل، ضمن أولوياتها، على إخراج المملكة المتحدة مما أسمتها ب"العاصفة"، في إشارة إلى الأزمة الطاقوية التي تضرب بلادها، والتي تسبّبت في ارتفاع مضاعف لأسعار الطاقة، التي أدت إلى أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة. وقالت الوافدة الجديدة على مقر 10 دوانينغ ستريت، وثالث سيدة تتولى منصب الوزيرة الأولى في المملكة المتحدة بعد المرأة الحديدية، مارغريت تاتشر بين سنتي 1979 و1990 وتيريزا ماي بين سنتي 2016 و2019، والتي خلفت الوزير الأول المغادر بوريس جونسون، المثير للجدل، أنها ستعمل، بداية من الأسبوع القادم، على اتخاذ الإجراءات العملية للحد من أعقد أزمة اقتصادية تواجهها بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، والعمل على وقف تدهور القدرة الشرائية لشرائح واسعة داخل المجتمع البريطاني، بسبب الارتفاعات المتلاحقة لأسعار الطاقة التي انعكست بشكل كارثي على الوضعية المعيشية للبريطانيين. ووضعت ليز تروس، وهي تهم بولوج قصر داونينغ ستريت، من بين أولوياتها، ثلاثة تحدّيات يتعين إيجاد حلول فورية لها وهي الأزمتين الاقتصادية والطاقوية ومشاكل المنظومة الصحية، وقالت، بكثير من الإصرار، "إنه لا يجب أن ينتابنا أدنى شك بقدرتنا في مواجهة هذه التحديات التي يتعين علينا مواجهتها وإيجاد حلول لها". وأضافت، وهي تتحدث تحت أمطار غزيرة رفقة عدد من النواب، انه مهما كانت قوة العاصفة، "فإنه يتعين علينا مواجهتها وأعلم علم اليقين أن الشعب البريطاني قوي، وبإمكانه رفع تحدي إعادة بناء الاقتصاد البريطاني". وفي محاولة منها لكسب ود البريطانيين، فقد جدّدت تعهدها بتبني مخطط جريء لخفض الضرائب والعمل، منذ الآن، على مساعدة العائلات التي خنقتها أزمة الطاقة بارتفاع فاتورة الكهرباء والوقود، والتي انعكست على كل مناحي الحياة. وذكرت صحف بريطانية، أمس، أن خليفة بوريس جونسون ستعلن، بداية من يوم غد الخميس، عن مخطط بعشرات الملايير لوقف ارتفاع سعر الوقود والكهرباء، التي ارتفعت بنسبة 80 بالمئة في وقت قياسي. وقالت تروس، التي قادت الدبلوماسية البريطانية، من جهة اخرى، انها ستعمل على الدفاع عن الديمقراطية والحرية في كل العالم، بتنسيق العمل مع كل حلفاء بريطانيا.