تحرص حرائر الجزائر على الظهور بتصاميم وتشكيلة رائعة ومميزة في الأعراس. ورغم المنافسة الشرسة في تصاميم الموضة والغلاء الكبير الذي طال الملابس التقليدية الخاصة بالأعراس، ومن بينهما البلوزة الوهرانية والشدة التلمسانية، وهما فخر الألبسة بالغرب الجزائري وفي كل ربوع البلاد، لا سيما أن العروس الجزائرية كانت لوقت غير بعيد، ولاتزال المقتدرة ماديا، تحرص على ارتدائها في التصديرة، للتعريف بكل جماليات اللباس التقليدي الجزائري، علما أن الشدة التلمسانية صنفتها اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي. يعود تاريخ البلوزة الوهرانية إلى القرن التاسع عشر، واسمها الحقيقي "القندورة". وهي قطعة مهمة في جهاز العروس، ومن إبداع المرأة الوهرانية. تُصنع من أقمشة بسيطة، وأخرى فاخرة، منها أنواع عدة، وهي بلوزة الزعيم المصنوعة من العقيق والسمق والسوتاج و"تشرشرك" و"جلفة البصل" و"سموك"، إلى جانب بلوزة الكرسي الخاصة بالعروس، و"القيمة" التي تُلبس في المناسبات، و"بلوزة الكبارات"، وأخرى تسمى "بلوزة الوقر"، خاصة بالأتراح؛ أي المناسبة الحزينة. الشدة التلمسانية ميراث الأميرات يُعرف لباس العروس التلمسانية بالشدة، وهي لباس تقليدي مشهور، يجعل صاحبته أميرة في يوم العمر. مكون من قطع عدة، عمادها الزينة الثقيلة من الذهب المرصّع بالمجوهرات، التي تأخذ حيزا كبيرا من الصدر، وتصل حتى الركبة وفق القدرة المادية للعروس. وتتكون الشدة من "البْلوزة"، وهي فستان حريري واسع الأكمام، مصنوع من قماش رقيق وشفاف يسمى "القَطيفة"، منمّق بحبات من اللؤلؤ، ومطرّز بخيط مغلّف بالذهب أو الفضة. يوضع فوقها ثوب آخر مطرز بخيوط من الذهب يسمى "السترة"، مصنوع من الفتلة أيضا، ومرصّع بالمجوهرات والحلي التي تغطي منطقة الصدر. ويُلبس فوقه القُفطان، الذي يطلَق عليه اسم "الزَّرْزاف" إلى يومنا هذا. كما تزيّن الشاشية الرأس، وهي عبارة عن تاج مخروطي مرصّع بالأحجار الكريمة، يوضع على رأس العروس، يزيدها بهاء وجمالا.