❊بصمة الرئيس تبون بارزة في التحوّلات التي عرفها تسيير الرئاسة ❊ولى عهد الإشاعات والتسريبات ولا "مرادية موازية" ❊الولاة المعنيون بالحركة تم إعلامهم لحظات قبل الإعلان الرسمي تمكن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من إرساء قواعد وتقاليد جديدة في نظام حكم البلاد، تفرعت عنها إستراتيجية عمل خاصة بتسيير شؤون الدولة، عمادها السرية والانضباط، مؤكدا الدور المحوري لرئيس الجمهورية كأول مؤسسة مسؤولة على تسيير شؤون الدولة. إستراتيجية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، منذ توليه تسيير شؤون البلاد وسعيه الحثيث لاسترجاع هيبة الدولة كأولوية ضمن الأولويات التي حملها برنامجه الانتخابي، مكنته من بسط منطقه ورؤيته وقناعته في ضرورة فرض ثقافة الدولة، وبصفة خاصة فيما يخص تسيير شؤون قصر المرادية التي لم يعد فيها مكان للعمل الموازي، غير الرسمي وغير المنظم، مثلما كان عليه الأمر لما يزيد عن عشريتين مضتا. فلقد عكف رئيس الجمهورية على عصرنة تسيير المؤسسة الأولى في البلاد وإضفاء الاحترافية على أداء مهامها، ولنا في عديد الملفات أمثلة وأسوة حسنة ودليل على التقدم الهائل الذي تم إحرازه في تسيير هياكل رئاسة الجمهورية. فالمشروع الإصلاحي المتكامل الذي يحمله الرئيس تبون، والذي اكتملت أسسه وقواعده وتجسدت عمليا على أرض الواقع ببناء جزائر جديدة، لا يترك فيه اليوم شيء للصدفة، حيث وضع الرئيس تبون بصمته لاسيما في ما يخص التحوّلات التي عرفها تسيير شؤون قصر المرادية، تحوّلات واستراتيجية عمل جديدة، أنهى بها الرئيس تبون عهدا قد ولى من التسريبات والإشاعة وتغذية الإشاعة وأحيانا كانت تصل حد المساومة. رئيس الجمهورية في جميع خرجاته وقراراته، يؤكد أنه أرسى تقليدا جديدا في نظام الحكم والتسيير وحتى في فلسفة القائد المنسجم مع قراراته وخياراته، فالرئيس تبون في كل محطة من المحطات التي تعرفها البلاد يؤكد بالدليل والحجة أنه رئيسا لجميع الجزائريين، مترجما ذلك بقربه وحضوره ومشاركته مختلف فئات المجتمع أحزانهم قبل أفراحهم، فرئيس الجمهورية حاضر مع النوابغ من التلاميذ والطلبة وحاضر إلى جانب الرياضيين المتوّجين عالميا وعربيا، وداعم للعلماء وللأئمة ورجال الدين، وناصر للضعفاء والفئات الهشة وبرعاية وتحفيز استثنائي شمل الجميع خاصة، ذوي الهمم الذين ظلوا لعقود منسيين. إرساء منطق وثقافة الدولة كنمط تسيير مؤسسات الدولة، تتقدمها مؤسسة الرئاسة، ترجمه الإعلان عن التعيينات التي يقرها رئيس الجمهورية، فلم يعد للتسريبات مكان قبل صدور بيان رئاسة الجمهورية، فالرئيس أقفل باب التكهنات، فلم تعد تجرؤ أي وسيلة إعلام على التكهن بأسماء المغادرين أو الوافدين على المسؤوليات بمختلف مستوياتها. التعيينات الأخيرة بداية من الحركة في سلك القضاء، مرورا بالتعديل الحكومي الأخير، وصولا إلى الحركة في سلك الولاة، جميعها تعيينات لفتها السرية والكتمان، مؤكدة أن عهد الإشاعات والتسريبات قد ولّى سواء صحيحة كانت أم غير ذلك، على نقيض فترة سابقة كانت فيه جريدة إلكترونية وقناة تلفزيونية معروفتان تحوزان على القائمة المرسلة من الرئاسة 48 ساعة قبل وكالة الأنباء الرسمية، في صورة رسخت الانطباع يومها بتهلهل مؤسسات الدولة، وأن الأمور في تلك الفترة لم تكن تسير على ما يرام. على نقيض سياسة الكيل بمكيالين واستصغار الهيئات الرسمية ومؤسسات الدولة خلال العشريتين السابقتين، أبانت الحركة الأخيرة التي أجراها رئيس الجمهورية في سلك الولاة والتي استغرقت ثلاثة أشهر من عمل تقييمي دقيق لمردود كل وال، أن إعلانه لم يحد عن هذه القاعدة التي رسخها رئيس الجمهورية تقليدا غير قابل للكسر والتجاوز. فالمعنيون أنفسهم بالحركة من ولاة للجمهورية، لم يتم إعلامهم إلا لحظات قبل الإعلان الرسمي، فلقد حدّد الرئيس تبون النهج الواجب إتباعه، مشددا على ضرورة تحلي وزراءه ب"السرية" و"الانضباط"، إذ يتعين عليهم السهر بشكل خاص على احترام ما يتم تداوله خلال مجلس الوزراء واجتماعات الحكومة، فالأمر متعلق بمصداقية الدولة، وكذا أحد الواجبات الملزمة لإطارات الدولة وهو ما تعلق بواجب التحفظ.