أبانت المحادثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة خلال اجتماعات رفيعة المستوى شارك فيها على هامش أشغال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، عن التقدير الكبير الذي يكنه الشركاء الأجانب للدور الرئيسي الذي تضطلع به الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون في الساحتين العربية والإفريقية. وسجل الوزير لعمامرة حضور الجزائر في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز، حيث أكد على ضرورة تعزيز دور الحركة في خضم التوترات المتصاعدة على الصعيد الدولي، مذكرا بالمقترح الذي تقدم به رئيس الجمهورية، لإطلاق "جهد جماعي لتهيئة الظروف المواتية لتمكين حركة عدم الانحياز من الإسهام في تفادي مزيد من التصعيد، وترقية علاقات متوازنة وودية بين الأمم على أسس المبادئ والمثل المكرسة في ميثاق الأممالمتحدة".. وكانت نفس الانشغالات المتعلقة بالتوترات الدولية على خلفية أزمة أوكرانيا، في صلب النقاشات التي طبعت أشغال الاجتماع الوزاري لمجموعة "أصدقاء الوساطة" تحت الرئاسة المشتركة لكل من تركيا وفنلندا. وهنا ذكر الوزير لعمامرة نظراءه من الدول الأعضاء، بالسجل الحافل للدبلوماسية الجزائرية في مجال الوساطة وفض النزاعات بالطرق السلمية، كان آخرها اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، داعيا في هذا السياق إلى الاستنارة بالدروس المستقاة من هذه التجارب الناجحة، وتفعيلها لتمكين الأممالمتحدة من الاضطلاع بدورها، وفقا لأحكام الفصل السادس من الميثاق الذي ينص على فض النزاعات بالطرق السلمية. كما شارك رئيس الدبلوماسية الجزائرية في اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية حول التغيرات المناخية التي انعقدت بمقر بعثة الاتحاد الإفريقي بنيويورك تحت رئاسة رئيس جمهورية كينيا، ويليام روتو. ويندرج الاجتماع في إطار تحضير المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) المقرر عقده بمنتجع شرم الشيخ بمصر بين يومي 6 و18 نوفمبر القادم. و شدد الوزير لعمامرة، على ضرورة توحيد مواقف البلدان الإفريقية، عبر تجديد الدعوة لمضاعفة الجهود نحو عمل مناخي "فعلي وفعال يأخذ في الحسبان أولويات القارة الإفريقية، وخاصة ما تعلق بالمحاولات المتكررة التي تستهدف إضعاف مبدأ المسؤوليات المشتركة والمتباينة". كما أجرى محادثات مع الوزير الأول لدولة غرينادا، توماس ميتشيل، وكذا مع نظرائه من كل من فنزويلا وإيرلندا وترينيداد وتوباغو وأوغندا، بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية الأمريكي. وثمن معظم الشركاء الأجانب المساعي التي تبذلها الجزائر لتوحيد الصف الفلسطيني، وجهودها لدعم الاستقرار في كل من ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء بصفة عامة.