❊ 29 ألف مدمن .. ومليون فحص متخصص في الأمراض العقلية سنويا أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أن تعاطي المواد المختلفة والإدمان عرف منحنيات مقلقة مما جعل المصالح الطبية في حالة تأهب قصوى قصد التكفل بالمدمنين في محاولة لإخراجهم من دوامة هذه الآفة. قال الوزير سايحي، بمناسبة اليوم العالمي للصحة العقلية تحت شعار "الصحة العقلية للجميع"، إن الوزارة وضعت هياكلها المتخصصة في حالة يقظة وتأهب مستمرين لتوفير الوقاية والرعاية الصحية في هذا المجال بالنظر إلى التزايد المقلق لحالات الإدمان واستهلاك المواد المختلفة. وأوضح وزير الصحة، أن الجزائر أدرجت في دستورها حق المواطنين في حماية صحتهم، حيث قامت لأجل ذلك باستثمارات ضخمة منذ الاستقلال لتوفير رعاية صحية متكاملة للجميع، مشيرا إلى أن الصحة العقلية تعد حقا أساسيا وجزءا لا يتجزأ من الصحة، إذ تعتبر إحدى اهتمامات الصحة العمومية كما أكد على ذلك قانون الصحة 18-11. وذكر الوزير، أن الجزائر صادقت على مخطط العمل العالمي للمنظمة العالمية للصحة لأجل الصحة العقلية للفترة 2013 - 2020، كما تندرج ضمن أجندة المنظمة العالمية للصحة 2020-2030، موضحا أن السياسات المعتمدة في الجزائر مكّنت من إحراز تقدم معتبر سواء من حيث الهياكل التي بلغ عددها 24 مؤسسة استشفائية متخصصة، بالإضافة إلى المصالح الموجودة عل مستوى المراكز الاستشفائية الجامعية وبعض المؤسسات العمومية الاستشفائية، أو من حيث الموارد البشرية، فضلا عن الانتشار الواسع للتكفل بالصحة العقلية على مستوى المؤسسات الجوارية والعيادات الخاصة. وأكد الوزير سايحي، أن المخطط الوطني لترقية الصحة العقلية " 2017-2020"، الذي يتضمن 6 محاور استراتيجية، جاء مكمّلا للبرنامج الوطني للصحة العقلية لعام 2001، الذي تم إنشاؤه في إطار استراتيجي شامل من أجل تنسيق جوانب الترقية والوقاية والعلاج وإعادة التأهيل، مشيرا إلى أنه على الرغم من جميع الإجراءات التي تم اتخاذها إلا أنه لا تزال بعض التحديّات، خاصة في ظل صعوبة الحصول على الرعاية الخاصة بالصحة العقلية بسبب نقص التغطية المتخصصة في بعض مناطق الوطن، والنظرة السلبية التي لا تزال تلاحق المصابين باضطرابات عقلية، بالإضافة إلى حصر الرعاية الخاصة بالصحة العقلية على مستوى مستشفيات الأمراض العقلية، وهو الأمر الذي قد يحد من الجهود المبذولة من أجل توفير رعاية مستمرة لهذه الحالات التي غالبا ما تكون مزمنة. وأشار السيد سايحي إلى أن التعاون متعدد القطاعات يبقى ضعيفا، رغم التعاون المعتبر مع الوسط المدرسي والسجون، بالمقابل يشهد الطب النفسي للأطفال تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، لكنه يحتاج إلى تعزيز في ظل الطلب المتزايد. وأوضح وزير الصحة، أنه ابتداء من مارس 2020، مع ظهور الجائحة صدرت تعليمات إلى مختلف الهياكل من أجل تعبئة الموارد البشرية للمتابعة النفسية. وسمحت التعليمة الوزارية المشتركة رقم 02 المؤرّخة في 20 أفريل 2021، بإنشاء نظام وطني متعدد القطاعات للمرافقة النفسية، ومهدت الطريق لإحصاء وتنظيم وتكوين المتدخلين من مختلف الهيئات والقطاعات، وتم تحديد نقاط اتصال على مستوى الولايات وتكوينها وتعبئتها، وتمّ القيام بعدّة أنشطة في هذا الإطار سيما أثناء الحرائق التي شهدتها الجزائر خلال صائفتي 2021 و2022، وبغية تلبية احتياجات الموظفين إلى التكوين فيما يخص التدخل النفسي بعد الأزمات، يتم حاليا تطوير دليل بدعم من المنظمة العالمية للصحة وتمّ أمس مناقشة مسودته الأولى. وقال المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة، محمد شكالي، إن عدد المدمنين بالجزائر بلغ 29 ألف مدمن، فيما بلغ عدد الفحوصات المتخصصة في الأمراض العقلية ما بين 900 ألف ومليون استشارة خاصة بالأمراض العقلية.