أسدل الستار، أول أمس، على فعاليات الطبعة الثانية عشر للمهرجان الدولي الثقافي للمنمنمات وفنون الزخرفة، المنظم من 19 إلى 24 نوفمبر، في "مركز الدراسات الأندلسية" بولاية تلمسان، تحت شعار "جسور ذهبية". بالمناسبة، أسفرت نتائج المسابقة التي تم إطلاقها في شهر سبتمبر الماضي، عن فوز جيلالي قرين من ولاية مستغانم، بالجائزة الأولى في فن المنمنمات، عن لوحته "الحرقة" (300 ألف دينار جزائري)، تبعها سيد عبد العرفان من دولة الباكستان، الذي فاز بالجائزة الثانية (200 ألف دينار جزائري)، أما الجائزة الثالثة، فقد ظفرت بها هدى مليك من بوسعادة، عن لوحتها "زوجان جزائريان" بقيمة 100ألف دينار جزائري.كما قدمت لجنة التحكيم ثلاث جوائز تشجيعية بقيمة 50 ألف دينار لكل من؛ الفنان محمدي نجيب، والفنانتان فريال موخنشي وأمينة قاضي، إلى جانب تكريم ضيوف المهرجان من الدول المشاركة. تميزت فعاليات الطبعة الثانية عشر للمهرجان الدولي الثقافي للمنمنمات وفنون الزخرفة، طيلة ستة أيام، بتنظيم العديد من الأنشطة التي شملت معارض فني الزخرفة والمنمنمات، شارك فيها فنانون من مختلف الولاياتالجزائرية، ومن تركيا وإيران والهند وأوزبكستان وأندونيسيا وعمان، مع تنظيم ورشات حية ودورات تدريبية ليلية، ومسابقة دولية حضرت فيها أبرز المدارس الفنية الإسلامية، من إيرانية فارسية ومنغولية، وصولا إلى العثمانية والجزائرية، أطرها بعض الخبراء المشاركين في هذه الطبعة. كما تم أيضا، تنظيم محاضرات وندوات فكرية، تزامن موضوعها مع الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي، الذي يوافق 18 نوفمبر، حول "مدارس الفن الإسلامي"، بمشاركة أساتذة وأكاديميين من عدة بلدان، بالإضافة إلى برمجة خرجات سياحية إلى بعض المواقع الأثرية بتلمسان، حيث نالت إعجاب المشاركين.بالمناسبة، نوهت سامية قادرين، محافظة المهرجان، بجهود كل من ساهم في إنجاح التظاهرة. أما ممثل وزيرة الثقافة والفنون السيد ثعالبي سمير، فقد أكد في كلمة ألقاها نيابة عن الوزيرة، قطع المدرسة الجزائرية في فنون الزخرفة والمنمنمات أشواطا من التألق، بفضل "محمد راسم"، مضيفا أن وزارة الثقافة والفنون تدعم هذا اللون التعبيري بالغ الأهمية في المشهد التشكيلي الجزائري خاصة، والثقافي بوجه عام. من جهته، ثمن السيد أمومن مرموري، والي ولاية تلمسان، المشاركة الجزائرية الواسعة، التي مثلها جيل فني تشكيلي جديد، أتقن فن المنمنمة والزخرفة على خطى الأخوين عمر ومحمد راسم، اللذين بعثا روح العصرنة في المنمنمة الإسلامية، كما كانت له الفرصة رفقة ممثل وزيرة الثقافة والفنون، السيد ثعالبي سمير، والوفد المرافق لهما لهذه التظاهرة، من أجل زيارة معرض، ضم مجموعة من الأعمال الفنية، استنطقت في محتواها التاريخ العربي والإسلامي العريق، وجسدت هويتنا الراسخة، إلى جانب تكريم عائلة المرحوم الفنان التشكيلي الجزائري الراحل "بشير يلس" (1921-2002)، الذي يعتبر من أبرز وجوه الفن التشكيلي في الجزائر، تقديرا لمساره الإبداعي الثري والحافل في مجال التشكيل، وفي فن العمارة الراقي أيضا.