وتم بهذه المناسبة تدشين عدة معارض لفناني زخرفة ومنمنمات من مختلف الولاياتالجزائرية وأيضا من تركيا وإيران والهند وأوزبكستان واندونيسيا وسلطنة عمان وغيرها, حيث طاف والي تلمسان, أمومن مرموري, رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي لتلمسان وممثل لوزيرة الثقافة والفنون وكذا محافظة المهرجان, بالعديد من الأجنحة التي ازدانت بلوحات ذات تعبير جمالي كبير تمثل مدارس فنية مختلفة, وبحضور فنانيها. وقال والي تلمسان أن هذا المهرجان هو بمثابة "ملتقى لهذا الفن الإسلامي, يجمع أشهر الفنانين من البلدان المتفوقة في هذا الاختصاص الفني بحيث نتذكر من خلال هذه التظاهرة الفنان التشكيلي الجزائري بشير يلس,الذي غادر عالمنا في أغسطس الماضي, تكريما لمساره الفني الطويل الذي كرسه لخدمة الفن والثقافة والتراث في الجزائر". واعتبر من جهته ممثل وزيرة الثقافة والفنون, سمير ثعالبي, أن "المدرسة الجزائرية في فنون الزخرفة والمنمنمات قد قطعت أشواطا من التألق بفضل محمد راسم, وهو الرائد الكبير للفن التشكيلي الجزائري الحديث وفن المنمنمات بالتحديد, وتأثيره جلي على الفنانين الجزائريين الذين نبغوا في هذا الفن", مضيفا أنه "استطاع أن يظهر براعة في تطوير التقنيات والانتقال بهذا الابداع من التقليد إلى المعاصرة مستفيدا من التجربة التشكيلية الأوروبية مع الحفاظ على الهوية الجزائرية". ولفت ثعالبي إلى أن تنظيم هذه التظاهرة الدولية "يأتي ضمن سلسلة المهرجانات الثقافية التي دأبت وزارة الثقافة والفنون على تنظيمها خلال هذه السنة والتي ستصل مع نهاية شهر ديسمبر إلى 50 مهرجان تغطي أكثر من 38 ولاية بمختلف أشكالها", مشيرا إلى أن هذا "سيعطي فرصة لإعادة النظر, في 2023, في هذه المهرجانات, من خلال توزيعها ودعمها ..". وأوضحت من جهتها محافظة المهرجان, سامية قادرين, أن الهدف من هذا الأخير"إبراز خصائص المدرسة الإسلامية الجزائرية وتشجيع الفنانين من أجل الخوض في هذا الفن ومتابعته", مضيفة أن هذه الطبعة "تتميز بدورات تدريبية ستحمل اسم بشير يلس تنظم لأول مرة لفائدة طلبة مدرسة الفنون الجميلة بعنابة وملحقة مدرسة الفنون الجميلة بعزازقة (تيزي وزو) وكلية الفنون الإسلامية بتلمسان والتي سيؤطرها نخبة من الأساتذة البارزين في مجال الفنون الإسلامية من الجزائروتركيا وإيران وغيرها". وكان حفل الافتتاح قد عرف أيضا عرض شريط فيديو حول حياة ومسار بشير يلس (1921 – 2022), وهي وقفة عرفان وتقدير لهذا الفنان الذي كرس حياته لخدمة الفن والثقافة الجزائرية, في التشكيل والمعمار, حيث أنجز منذ نهاية الستينيات سلسلة من الطوابع البريدية والجداريات التي استلهم فيها عناصر التراث الجزائري, كما شارك في تصميم العديد من مباني المؤسسات المعروفة في عدة مدن جزائرية, وقد تم في هذا الإطار تكريم عائلته. وتهدف هذه الطبعة، التي تحمل شعار"جسور ذهبية"، إلى تسليط الضوء على أبرز المدارس الفنية في العالم الإسلامي ومختلف التجارب الرائدة في هذا المجال والتي من بينها المدرسة الجزائرية وتجارب الفنانين الجزائريين في هذه الممارسة الفنية العريقة التي أرسى قواعدها في الجزائر محمد راسم, وتوفير جو للاحتكاك والتواصل بنظرائهم من البلدان ذات التقاليد في هذا المجال. وستنظم ندوة علمية غدا الأحد, بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي المصادف ل18 نوفمبر, حول "مدارس الفن الإسلامي", وهذا بمشاركة أساتذة وأكاديميين من الجزائر والبلدان المشاركة تتناول مواضيع الزخرفة العثمانية نهاية القرن 16, والمدرسة الجزائرية للمنمنمات من خلال الأخوين محمد وعمر راسم, وكذا تطور مدارس المنمنمات في العالم الإسلامي وتطور فن الزخرفة. كما ستنظم في الأيام المقبلة ورشات في فن الإبرو التركي والزخرفة والتذهيب, وكذا المنمنمات الجزائرية (منمنمات راسم) والمنمنمات التركية والمنمنمات من شبه الجزيرة الهندية, مع توفير فضاءات فنية خاصة بالطفل. وسيكون اختتام المهرجان بإعلان نتائج المسابقة الدولية ل "فن المنمنمات والزخرفة" التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي والتي تندرج في إطار الرفع من مستوى المنافسة بين الفنانين في هذا المجال حيث تشمل ثلاث جوائز في كل فئة. الوسوم افتتاح مهرجان