❊ غياب سوق بلدي وتجار يرفضون استغلال المحلات ❊ الزحمة المرورية سببها تأخر إنجاز الطريق الاجتنابي ❊ ضيق مكتب البريد حرم المواطنين من خدمات لائقة يطالب سكان بلدية السحاولة بغرب الجزائر العاصمة، باستدراك عدة نقائص مسجلة بمنطقتهم، تتوزع على عدة قطاعات ذات صلة بالحياة اليومية للمواطنين، الذين أكدوا ل "المساء"، أنهم طالما رفعوا انشغالاتهم إلى المنتخبين المحليين؛ قصد التدخل لدى مصالح الولاية، لاستكمال المشاريع الحيوية المتأخرة، واقتراح حلول لإزالة نقائص أخرى، بمدينة توسع بها العمران، وبقيت مرافقها ضيقة، لا تلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان. زائر بلدية السحاولة التي شهدت توسعا عمرانيا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، يلاحظ أن مواصفات المنطقة لم تعد تلك المدينة الصغيرة، بل ازداد عدد سكانها ليقارب، اليوم، 100 ألف نسمة، وازدادت معها احتياجاتهم إلى مختلف المرافق العمومية، لا سيما الضرورية منها؛ كالمؤسسات التربوية، والمصحات، والخدمات البريدية، وهياكل التسوق، فضلا عن الزحمة المرورية بوسط المدينة وأطرافها، حيث تتعقد الوضعية بشكل مقلق على مدار أيام الأسبوع، خاصة في ساعات الذروة. محلات مهملة ووضعية التسوق دون المستوى يشكو مواطنو السحاولة غياب سوق بلدي أو جواري؛ حيث لا يجد زائرها إلا طاولات تُعد على رؤوس الأصابع، موضوعة بجزء صغير من المحلات، التي لايزال 90 ٪ منها، مهملة، وعرضة للتخريب والفضلات البشرية، كما لاحظنا. وحسب أحد بائعي الخضر استفاد من محل بالطابق الأرضي، فإن أغلب التجار المستفيدين من المحلات، رفضوا النشاط بالطابقين السفليين، تاركين المكان في وضعية كارثية؛ حيث تحوّل الطابقان إلى مكان للتبول والروائح الكريهة، التي تتسلل إلى الطابق الأرضي، الذي يعج بالمتسوقين. كما تحوّل السوق القديم المشيَّد بالإطار المعدني، إلى هيكل بلا روح بعد أن هُدّمت جدرانه، وصار حظيرة عشوائية لركن السيارات؛ ما دفع بسكان السحاولة، في ظل نقص الأسواق الجوارية، إلى التنقل نحو سوق بئر خادم، لاقتناء حاجياتهم، مطالبين السلطات البلدية بالتدخل لاستغلال هذه المحلات، ومنحها لمن يستغلها. وأوضح رئيس البلدية حميدات أزرقي، في تصريح ل "المساء"، أن مصالح البلدية على علم بهذا المشكل، وغياب سوق بلدي بالمنطقة، مؤكدا أنه تم توزيع 40 محلا على أبناء المنطقة منذ سنوات، لكنهم رفضوا استغلالها، إلا العدد القليل منهم الذين ينشطون، اليوم، بالطابق الأرضي، مما دفع بمصالح البلدية إلى إبطال عقود أكثر من 20 مستفيدا، مفيدا بشأن السوق القديم، أنه تم منحه لأحد المستثمرين الخواص، الذي سينجز مرفقا ذا منفعة عامة بالشراكة مع البلدية. مقر بريدي ضيق والزبائن يشتكون ومن بين النقائص المسجلة بهذه المدينة التي تشهد توسعا عمرانيا وكثافة سكانية معتبرة، نقص الخدمات البريدية؛ بسبب ضيق المقر المتواجد بوسط المدينة، والذي صار لا يتسع للعدد الهائل من الزبائن، الذين يقصدونه يوميا؛ فزائر مكتب بريد السحاولة الواقع بوسط المدينة، يلاحظ تلك الطوابير والزحمة الدائمين. وعبّر العديد من المواطنين الذين التقينا بهم بمكتب البريد، عن المتاعب الكبيرة التي يواجهونها بسبب ضيق المقر، رغم أن مستخدمي البريد يحاولون تسريع وتيرة العمل، لكن ذلك لا يفي بالغرض المطلوب، حسبهم، أمام ضيق مكاتب المبنى القديم لبريد السحاولة، الذي لا يرقى لتقديم خدمات أفضل؛ لعدم وجود حيز مكاني يستوعب العدد الهائل من الزبائن، مما يضطر أغلبهم للانتظار خارج جدران المبنى تحت أشعة وحرارة الشمس صيفا، والبرد والأمطار شتاء. وحسب رئيس البلدية، فإن المجلس السابق اقترح على مديرية البريد لولاية الجزائر، مقرا جاهزا بوسط المدينة، لصيقا مع المسجد، إلا أن الإدارة رفضته، مما جعل البلدية تمنحه لجمعية المسجد، حيث تم تحويله إلى مدرسة قرآنية، كانت محل طلب. ولتخفيف الضغط الحاصل على بريد وسط المدنية، اقترحت مصالح البلدية عدة مقرات بالأحياء الكبرى، منها أولاد بلحاج، الذي استغل مقر الفرع البلدي، وآخر ببابا علي، لكن إدارة البريد رفضت مقرا بحي السوايح، مبررة ذلك بغياب السكن الوظيفي. ضغط بالمؤسسات التربوية ومشاريع لاستدراك النقص وفي ما يتعلق بالقطاع التربوي، خصت مصالح بلدية السحاولة، 13 مليار سنتيم، لتهيئة المدارس، حيث انتهت الأشغال ب 13 مدرسة من أصل 16 ابتدائية تضمها بلدية السحاولة، بينما فسخت عقود 3 مقاولات لم تلتزم بدفتر الشروط لتجسيد الأشغال. ويعترف رئيس البلدية بأن هناك عدة مدارس تواجه مشكل الاكتظاظ، منها مدارس منطقة أولاد بلحاج، التي اقترح بها إنجاز ابتدائية ومتوسطة، مفيدا: "لتخفيف مشكل الاكتظاظ، تم اختيار أوعية عقارية لإنجاز 6 ابتدائيات. ولم يبق إلا تسوية الإجراءات الإدارية، المتمثلة في تحويل العقار من الطابع الفلاحي إلى الطابع العمراني". تأخُّر مشروع الطريق الاجتنابي وراء مشكل الاختناق المروري يُنتظر أن تزول الزحمة المرورية بوسط مدينة السحاولة، بمجرد فتح الطريق الاجتنابي الذي يربط بئر خادم بالخرايسية مرورا بالسحاولة، وهو المشروع الذي تأخر بسبب فسح عقود "مقاولة حداد" السابقة، واستبدالها بأخرى انطلقت أشغالها منذ 3 أشهر، حيث تسير الأشغال بطريقة متسارعة، مشيرا إلى أن والي العاصمة الذي التقى المسؤولين المحليين في اجتماع تقييمي، أسدى تعليمات بإنهاء هذا المشروع الحيوي، الذي سيفكّ الخناق بحوالي 60 ٪ وسط بلدية بئر خادم. وفي ظل هذه الوضعية غير المريحة، تبقى طوابير المركبات تملأ الطريق الحالي الرابط بين بئر خادم والسحاولة على مدار أيام الأسبوع، خاصة في وقتي الذروة، لتطال حتى الطريق الوطني رقم واحد بجزئه الواقع ببئر خادم، وحي عين المالحة ببلدية جسر قسنطينة. كما يُنتظر، حسب مسؤول البلدية، بناء جسرين بطريق الدويرة، أحدهما على مستوى حي كسيرا، والآخر بحي غزالي، واقتراح بناء حواجز حجرية لمنع انزلاق التربة على ضفاف وادي الغولة، الذي يمر بوسط المدينة. وتم تفجير جسر على مستواه خلال العشرية السوداء، ثم رُمِّم فيما بعد بطريقة غير مدروسة، مشيرا إلى أن والي العاصمة أعطى تعليمات لمدير الأشغال العمومية، بترميمه بمواصفات تقنية صحيحة. وكشف "المير" أن ولاية الجزائر منحت البلدية 9 ملايير سنتيم، لتجسيد مشاريع التهيئة، وتعبيد طرق 4 أحياء؛ منها الكشاطلة، وعدة، والرملة، وعلي خوجة وغيرها. مرافق صحية في الأفق وفي الشق الصحي، أكد رئيس المجلس البلدي لبليدة السحاولة، أنه يجري تجسيد مشروع إنجاز عيادة متعددة الخدمات بحي 640 مسكن "عدل"، حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال، 30 ٪، فضلا عن بعث مشروع تهيئة 4 قاعات علاج منتشرة بمختلف الأحياء، لتخفيف الضغط عن العيادة متعددة الخدمات بوسط المدنية، التي لاتزال تشهد ضغطا كبيرا.