يشرع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم، في زيارة إلى المملكة العربية السعودية تدوم ثلاثة أيام، هي الأولى له إلى أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم منذ عام 2016. ويعقد الرئيس الصيني لقاءات مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان، قبل مشاركته في قمتين خليجية - صينية وعربية - صينية يحضرهما قادة دول المنطقة العربية. وتأتي زيارة الرئيس الصيني، كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "بدعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وتعزيزا للعلاقات التاريخية والشراكة الإستراتيجية المتميزة، التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية". وسيتم خلال القمتين مع الزعماء العرب مناقشة "سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي، انطلاقا من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية مع الصين". وتعد هذه ثالث زيارة للرئيس الصيني إلى خارج بلاده منذ تفشي جائحة "كورونا"، وهو الذي كان التقى مؤخرا بنظيره الأمريكي، جو بايدن، في قمة شكّلت بداية لإذابة الجليد العالق منذ مدة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وأكدت أهمية الدور الصيني الذي عرف كيف يتعامل مع التطورات الدولية في أوج الأزمات والصراعات التي تعصف بالعالم، على غرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وما تلاها من تداعيات على الوضع العالمي. وحسب محللين سعوديين، فإن الزيارة تعكس "علاقات أعمق تطورت في السنوات الأخيرة" بين البلدين من منطلق أن الصين تعد أكبر مستورد للنفط السعودي، مما جعلها شريكا مهما للرياض. وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية - الأمريكية توترا إثر قرار المملكة خفض إنتاج النفط ضمن مجموعة "أوبك +"، والذي نظرت إليه الولاياتالمتحدة بعين الريبة والشك، بعد أن اعتبرته بمثابة موقف يقف إلى جانب دعم روسيا في حربها بأوكرانيا، في اتهامات مبطنة للرياض التي رفضت مثل تلك الاتهامات. ويؤكد محللون، أن تبني علاقات أوثق مع الصين لا يعني بالضرورة بأن المملكة العربية السعودية تريد خفض مستوى شراكتها مع الولاياتالمتحدة، خاصة وأن مختلف المسؤولين السعوديين شدّدوا، حتى في أوج التوتر بين الرياض وواشنطن، على أهميتها. وبينما يتوقع أن يكون النفط مطروح بقوة على جدول أعمال الزيارة أكثر مما كان عليه خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، إلا أن الكثير من المحللين يتوقعون مناقشة قادة البلدين الصفقات المحتملة التي يمكن أن تشهد انخراط الشركات الصينية بشكل أعمق في المشاريع الضخمة، التي تعتبر محورية في رؤية الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط.