توّج، أمسية أول أمس الجمعة، الفائزون بالمسابقة الوطنية للأغنية الوطنية للشباب، التي نظّمتها الإذاعة الجزائرية، احتفاء بستينية استرجاع السيادة والذكرى ال66 لتأسيس الإذاعة السرية، وذلك في حفل رسمي حضره أعضاء من الحكومة، واحتضنته قاعة العروض "لمين بشيشي" بالإذاعة الجزائرية. بالمناسبة، نوّه وزير الاتصال، محمد بوسليماني، بمبادرة الإذاعة الجزائرية التي قال إنها تحمل دلالات وأبعاد وطنية مخلصة في شعارها "شباب الجزائر يغني الجزائر" وفي ارتباطها بستينية الاستقلال المجيد، مشيرا إلى أن وضع هذه المسابقة تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية، يترجم دعمه المباشر والواضح لوسائل الإعلام ولفئة الشباب، التي تعد من أولويات برنامج الجزائر الجديدة. وأكد وزير الاتصال، أن الإذاعة الجزائرية، وبنفس القناعات الوطنية، تواصل مسارها في تقديم الخدمة العمومية وتراعي الحق في المعلومة الصحيحة وتساير التكنولوجيات الجديدة في الإعلام والاتصال وترافق، باحترافية، التحولات الداخلية والدولية، مشيرا إلى أن مؤسسة الإذاعة الوطنية اندمجت في حتمية الرقمنة والإعلام الإلكتروني وتعززت بإعلام جواري، يعمل في الأساس بوضعية الساكنة ويقربها من الإدارة المحلية. وأضاف بوسليماني قائلا: "استحدثت الدولة منشآت مؤسساتية خاصة بفئة الشباب كما فتحت لها أبواب الاستثمار والابتكار، لتساهم في رقي الوطن والحفاظ عليه وفاء لرسالة نوفمبر التي ضحى من أجلها شعب بكامله لاسيما الشباب من الجنسين "، مذكّرا بالتضحيات و"النضالات المخلصة" لمن أسّسوا "إذاعة صوت الجزائر". من جهتها، أبرزت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، أن الرعاية السامية لرئيس الجمهورية للمسابقة "دليل ساطع على دعم وتشجيع الشباب في شتى الميادين خاصة منها الفنون والإبداع والعلوم"، مؤكدة أن الأغنية الوطنية بعثت قيمة الاستمرار والوفاء لنهج الكبار، كما بعثت الحالة الجمالية لمفهوم الانتماء والإعتزاز بالوطن في نفوس الشباب الجزائري المبدع. ودعت إلى تكرار هذا النوع من المبادرات لتكون تقليدا مضيئا في المشهد الإعلامي والثقافي. كما قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، إن الذكرى ال66 لتأسيس الإذاعة السرية هي "سانحة لاستذكار الأغنية التي ساهمت في نصرة الثورة وكذلك مناسبة لاستذكار أرواح الشهداء ومجاهدي التحرير من الصحفيين الجزائريين، الذين دوّن التاريخ أسماءهم من أمثال عيسى مسعودي". وفي السياق، كشف أن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ستطلق، في غضون الأيام القادمة وكبادرة أولى، خمسة أغان وطنية مصورة لشباب الجزائر، من بينها واحدة لرمز من رموز الفن وهو المجاهد الفنان آكلي يحياتن. من جانبه، قال وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، إن هذه التجربة كانت رائعة على مستوى كل هياكل الشباب والرياضة، في مختلف ولايات الوطن وكانت نتائجها مبهرة. وثمّن المدير العام للإذاعة، محمد بغالي، إقبال الشباب على المسابقة، مذكّرا في هذا الصدد، بنضال الأبطال والقامات الذين أطلقوا في 16 ديسمبر 1956 "الإذاعة السرية" التي كانت "صوت الجزائر المكافحة"، التي تصدّت للحملات الإدعائية الاستعمارية "المقيتة" والدنيئة" وخاضت "معركة استرجاع السيادة الوطنية والهوية". للإشارة، تحصل على الجائزة الأولى للمسابقة (400000 ألف دج) كل من عبد الرحمان بوحبيلة من قسنطينة في فئة الأغنية بالعربية وسعدية إيدير من تيزي وزو بالأمازيغية، فيما عادت الجائزة الثانية (300000 دج) لأيمن مخلوفي من الوادي وفاطمة بلحاجة من تمنراست في فئتي العربية والأمازيغية على التوالي. ونالت الجائزة الثالثة (250000 دج) حنان زعموم من تيزي وزو في الأغنية الأمازيغية وإسراء سعيدي من البويرة في الأغنية العربية. ومنحت لجنة التحكيم الوطنية، برئاسة عبد القادر بوعزارة، جوائز تشجيعية لكل من أوركسترا "الساورة" من بشار وفرقة "القافلة" من سعيدة وفرقة "حنين" من الأغواط، إضافة إلى فرقة نسوية مكونة من ثلاث طالبات من جامعة أم البواقي. وتم بالمناسبة، تكريم المجاهد والوزير الأسبق دحو ولد قابلية، وهو من مؤسسي الإذاعة السرية، إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم وعدد من الوزراء وممثلين عن الهيئات والمؤسسات التي ساهمت في إنجاح هذه المسابقة. للتذكير، شارك في المسابقة الوطنية للأغنية الوطنية للشباب، 1066 عمل من بينها 285 عمل باللغة الأمازيغية.