تسعى السلطات الولائية ببومرداس، إلى تسجيل مشروع هام؛ من أجل تعزيز شبكتي مياه الشرب والتطهير عبر كامل إقليم الولاية. ويهدف هذا المشروع، حسب الوالي يحيى يحياتن، إلى استدراك النقص في الهياكل القاعدية، لا سيما بالمدن الكبرى، التي عرفت توسعا سكانيا متسارعا خلال العقدين الأخيرين. يدخل مشروع تعزيز شبكة مياه الشرب وشبكة التطهير عبر كبرى مدن ولاية بومرداس، في سياق تحسين الإطار المعيشي للسكان؛ حيث فرض نفسه بإلحاح خلال السنوات الأخيرة، بفعل التوسع السكاني الكبير الذي عرفته الولاية منذ زلزال 2003. وأكد الوالي يحيى يحياتن في هذا السياق، أن هذا المشروع يدخل في إطار استدراك النقائص التي تعاني منها ولاية بومرداس بصفة عامة، ومدينة بومرداس الكبرى بصفة خاصة، والتي تضم إضافة إلى بلدية بومرداس، كلا من بلدية قورصو وتيجلابين، لا سيما في ما يخص شبكة التطهير، وتعزيز شبكات المياه الصالحة للشرب بصفة عامة. وأضاف المسؤول التنفيذي في تصريح خاص ب "المساء" على هامش زيارة تفقدية لعدد من المشاريع التنموية ببلدية بومرداس الخميس المنصرم، أن المدن الكبرى بالولاية عرفت توسعات سكنية كبيرة ومتسارعة ولكن غير متوازنة؛ ما يستدعي منا كسلطات، مخططا استعجاليا لاستدراك هذا النقص في ما يخص الهياكل القاعدية". ويضيف الوالي في هذا الصدد، أن هذا المسعى يتطلب إعادة النظر في كل شبكات التطهير بشكل خاص، وفي كل ما يخص تجميع المياه المستعملة عبر كل أحياء مدينة بومرداس، وتوجيهها نحو محطة التصفية. هذه الأخيرة التي قال بشأنها يحياتن إنها "أصبحت لا تفي بالغرض؛ ما يستوجب إعادة هيكلتها، وتوسيعها". وفي سياق متصل، تحدّث والي بومرداس عن سعي مصالحه إلى رفع التجميد عن محطات التطهير بكل من بودواو البحري، وزموري، ولقاطة؛ من خلال إعداد ملف كامل وشامل يُرفع إلى الوزارة الوصية، ومنه الانطلاق في التجسيد بما يزيد من تحسين الإطار المعيشي للسكان من جهة، والمساهمة في حماية الساحل والمحيط من جهة ثانية، مشيرا في هذا الإطار، إلى محطة التطهير ببودواو البحري، التي ستمكن فور تجسيدها، من تجميع كل مياه الصرف الصحي الوافدة من مدن الجهة الجنوبية الغربية للولاية، بينما ستعمل محطة زموري فور إنجازها بعد رفع التجميد عنها، على استقبال مياه الصرف الصحي للمدن الواقعة بالمنطقة الشمالية الشرقية للولاية. يُذكر أن تصريح يحيى يحياتن حول مشروع تعزيز شبكتي مياه الشرب والتطهير بولاية بومرداس، جاء على خلفية زيارته التفقدية لمشروع تهيئة وتعبيد (ط.و/24) نحو حي بوترنة، وهو من الأحياء التي سجلت توسعا سكانيا كبيرا؛ بدليل الترقيات العقارية المختلفة التي ظهرت بالحي، مثلما هو شأن كل من أحياء بوكروشة، وعليلقية والساحل... وغيرها من الأحياء، التي يؤكد الواقع أن أغلبها أصبحت تؤمّ الكثير من الترقيات العقارية التي تُبنى بصفة شبه عشوائية، بدون أن يأخذ المرقي العقاري في الحسبان، احترام أدنى معايير التعمير؛ حيث طُرحت على الوالي بالحي المذكور، إشكالية قنوات الصرف الصحي، التي قالوا إنها مهترئة أو تكاد تكون منعدمة في بعض جهات الحي، فيما يكمن الإشكال الحقيقي حسب ما استفيد من الشرح التقني للجهات المختصة - في التوسع السكاني العشوائي، الذي لا يحترم الشبكات القاعدية. كما تعمل مصالح الموارد المائية، حاليا، على إنجاز مشروع تجميع مياه التطهير قدوما من حي الساحل، نحو حي بوترنة؛ من خلال تمديد عدة قنوات، وتجميعها في مكان واحد، وبالتالي عدم رمي مياه الصرف عشوائيا بالوادي، مع الإشارة إلى كون هذا المشروع جاريا، وقد بلغت نسبة أشغاله 50 ٪.