تتشرف مدينة خنشلة التي دأبت على تنظيم مهرجان مسرح الطفل هذه السنة، بفتح ذراعيها لأطفال العرب وخاصة أطفال فلسطين الذين يحضرون تظاهرة مهرجان مسرح الطفل في إطار الاحتفالات بالقدس عاصمة الثقافة العربية، وبالمناسبة إلتقت "المساء" بالفنان المسرحي الفلسطيني خالد المصو، المدير الفني لمسرح "عناد" القادم من بيت لحم للمشاركة في التظاهرة وأجرت معه هذا الحوار. - المساء : ماهو شعوركم وأنتم تتلقون الدعوة من محافظة المهرجان؟ * خالد المصو : اسعدتنا كثيرا هذه الالتفاتة من بلد البطولات، التي نستلهم منها كل أعمالنا الفنية لأننا نعاني الحصار الثقافي، الاقتصادي والتعليمي، لذا فبمجرد أن استلمنا الدعوة قررنا السفر إلى هذا البلد المضياف مهما كانت الظروف. - هل وجدتم صعوبات في الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي الجزائرية؟ * نعم، بما أننا نعاني من غطرسة الاحتلال وجدار العار فإن كل عمل ودعوة نتلقاها لا تروق للعدو الذي يعمل على كتم الأفواه وكسر كل جسور التواصل مع الآخر، إلا أن إيماننا بقضيتنا النبيلة وسلاحنا الفني، مكننا من الحصول على تأشيرة السفر بفضل إطارات الثقافة لدينا وبفضل السلطات الجزائرية التي كان لها الفضل في وصولنا إلى بلد الأمير عبد القادر. - وكيف وجدتم منطقة الأوراس وبالضبط مدينة خنشلة؟ * حقيقة لم أر في حياتي استقبالا حارا كالذي لقيناه في الجزائر وفي مدينة الشاوية فالقلوب الحنونة، وعبارات التضامن والالتفاف حول القضية الفلسطينية جعلتنا لا نحس أبدا أننا خارج فلسطين لأن الجزائر دائما في قلوبنا وقلوب كل الشعوب المضطهدة. - وصولكم إلى دار الثقافة "علي سوايحي" جعلكم تدخلون في جو المسرح قبل بداية المهرجان؟ * الديكور المميز الذي صنعه الأطفال ونحن نصل إلى دار الثقافة بيّن لنا مدى تعطش الأطفال للقاء اخوانهم الفلسطينيين، فالأطفال متحمسون للعطاء والابداع من خلال المسرح الذي يعد جسرا لتواصل كل أطفال الأمة العربية. - وماذا عن برنامجكم الخاص بهذا المهرجان؟ * في أجندة الفرقة، عمل مسرحي رائع سيكتشفه الجمهور وهي مسرحية "بائعة الكبريت" من انتاج "سامية أبوحمود" وتأليف واخراج خالد المصو، تسافر بالأطفال إلى عالم ياسمين بائعة الكبريت ليتعرف على حقوقه وواجباته من خلال الواقع الذي تعيشه الفتاة والأحلام التي تلجأ إليها كلما أحست بالآلام المستمرة من الجوع والتعب والخوف. - وماذا عن أعمالكم الأخرى؟ * نحن دائما نستلهم أعمالنا من بطولات الشعب الجزائري وانجازاته العظيمة لأننا نعرف حياة كل أبطال الجزائر، لأننا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ونحن بكل بساطة تلاميذ للفنانين الجزائريين كعبد القادر علولة رحمه الله، سعيد حلمي، وآخرون سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب في سماء المسرح العربي والعالمي. - ماهي الرسالة التي تودون إيصالها إلى أطفال الجزائر؟ * أطفال فلسطين يحبون ويعشقون الحياة، ككل أطفال المعمورة، يعيشون النكبة والنكسة، يعانون من هول الجدار، جدار العار والاستعمار، فهم يزرعون الفن، يجنون محبة الآخر ويرفضون القمع والتسلط فهم يريدون أن يعيشوا، يفرحوا ويأملوا في رؤية اسم فلسطين يسطع في سماء الحرية، الحب والسلام. - وهل من أمنية لديكم تأملون تحقيقها في القريب العاجل؟ * أملنا أن تفتح لنا الجزائر مقاعد بيداغوجية في مدارس الموسيقى والمسرح لأنها حقيقة بوابة للتألق والاحتراف في مجال الفن والابداع، فنحن بحاجة إلى الأقلام الجزائرية، والفنانين الجزائريين والساسة الجزائريين للإلتفاف حول قضيتنا العادلة ونصرتها. - كلمة أخيرة للسيد خالد المصو بمناسبة حضوركم للمهرجان الثقافي لمسرح الطفل بخنشلة؟ * أولا، أود أن أشكر وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي لتمسكها بشعار القدس عاصمة للثقافة العربية، ثانيا أريد أن أشكر من أعماق قلبي محافظة المهرجان السيدة بوزيدي فطيمة على هذه الالتفاتة الطيبة وحسن الضيافة والاستقبال، كذلك أزف كل تحياتي لسكان خنشلة على سعة صدرهم وأحاسيسهم الفياضة وألف شكر للشعب الجزائري ومزيدا من الرقي والتقدم والنصر لفلسطين وللجزائر.