أعطى والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، إشارة انطلاق تصوير أول مشاهد فيلم "السويقة"، الذي ينتجه التلفزيون الجزائري، سيناريو وإخراج عمار محسن، بحضور مدير الإنتاج بالتلفزيون الجزائري سمير قنز، ومشاركة العديد من الوجوه الفنية المعروفة على الساحة الوطنية، كالممثل حكيم دكار ومحمد دلوم. فيلم "السويقة"، يندرج ضمن الأفلام التي تحكي عن ثورة الجزائر في الفترة الزمنية لسنة 1958، وبالتحديد في شهر رمضان، حيث تم إعطاء إشارة انطلاق التصوير من أمام قصر "الباي أحمد"، بالساحة المحاذية لثكنة "الشهيد عبود بلحيمر"، غير البعيدة عن حي السويقة العتيق، هذا الحي الذي يعتبره معظم سكان الولاية القلب النابض لمدينة قسنطينة، وهو المكان الذي يضج بالحياة على مدار السنة، خاصة أن المتجول فيه ينتشي بعطر المدينة القديمة، ويحاكي شريط التاريخ، وتعود به المشاهد إلى الأزمنة الغابرة. جاء هذا الفيلم من أجل تسليط الضوء على دور أحد أهم الأحياء في الثورة المجيدة، وتقديم صورة ولو بسيطة عن المقاومة المسلحة، في مدينة لم تهدئ منذ دخول المستعمر الغاشم أسوارها، سنة 1937، بعد مقاومة شرسة من سكانها، تحت قيادة أحمد باي، فهي المدينة التي أنجبت العلامة عبد الحميد ابن باديس وضحت بخيرة أبنائها، في مرحلة فاصلة من تاريخ المقاومة بعد انطلاق الثورة، وكتبت اسمها بمداد من دم وذهب في تاريخ الصراع مع المستعمر، إلى غاية الاستقلال سنة 1962. وحسب سمير قنز، فإن التلفزيون الجزائري سخر إمكانيات كبيرة من أجل إنجاح هذا العمل السنيمائي، الذي يستمد وقائعه من أحداث واقعية، شهدتها قسنطينة في شهر رمضان من سنة 1958، وانتهت في عيد الفطر المبارك، حيث تروي تفاصيل عمل الفدائيين بهذه المدينة العريقة، وقال إن هناك استراتيجية جديدة من طرف التلفزيون الجزائري ورؤيا أخرى، من أجل العودة إلى تصدر المشهد الدارمي على المستوى الوطني، مضيفا أن الفيلم سيكون في مستوى تطلعات القسنطينيين، خاصة أنه فتح المجال أمام المواهب الشابة والأسماء الجديدة، من أجل التألق.