ينظم المجلس الأعلى للغة العربية ملتقى دوليا، احتفاء باليوم العربي للغة الضاد، حول "تعليم اللغة الإنجليزية: خيار استراتيجي أم استيعاب لغوي"، اليوم، في المكتبة الوطنية الحامة في الجزائر العاصمة. يرتقب أن يدور نقاش الملتقى، حول قضية تعليم أكثر من لغة في المرحلة الابتدائية في المدارس الجزائرية، بطرح عدة إشكاليات عنوانها الأساسي "تعليم اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، خيار صائب لدى تلاميذ الابتدائي وحاجة علمية وثقافية واقتصادية وسياسية"، نظرا لاستعمالاتها العالمية، خصوصا في مجال البحث العلمي. تزايد هذا الاهتمام، بعد أن أدركت الجزائر أن اللغة الإنجليزية باتت وسيلة اتصال بين كثير من المتحدثين بها، كلغة ثانية، فهي اللغة الأكثر استخداما في العديد من المؤسسات، خاصة في ظل الانفتاح السياسي والاقتصادي الذي عرفته الجزائر في الآونة الأخيرة. هذا القرار أثار جدلا واسعا بين فئات المجتمع الجزائري، فمنهم من رحب به ورآه مشروعا تعليميا حضاريا، وخيارا استراتيجيا موفقا، من شأنه أن ينقل التعليم الجزائري إلى الأمام، والبعض الآخر ربط هذا القرار، بمحاولة التخلص من اللغة الفرنسية، فيما رأت الفئة الأخرى، أن المشكلة ليست في تعليم اللغة الإنجليزية في الابتدائي، بل المشكلة الأساسية تتعلق بالمنظومة التعليمية ككل، كالمناهج وطرق التدريس وبكفاءة المعلمين وتكوينهم، وهذا كله لاستهداف طلبة الدراسات العليا في التخصصات المختلفة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الثقافة، إلى جانب الإعلاميين والصحافيين والمهتمين بتعليمة اللغة الإنجليزية للناطقين بها، والناطقين بغيرها. يُفترض أن يتناول الملتقى عدة محاور، على غرار تحديات اعتماد اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، باعتبارها وسيلة اتصال بين الكثير من المتحدثين عبر العالم، وباعتبارها لغة ثانوية تستخدم في الحياة اليومية، لترقية تعليم اللغات الأجنبية في المدارس الجزائرية، وسبل إنجاح تعليم لغة أجنبية في الابتدائي، وكلغة تدريسية أساسية ينطبق عليها ما ينطبق على المواد الأساسية الأخرى، ومحور الخدمات المرجوة من تعليم اللغة الإنجليزية في تحقيق أهداف الأمة الاستراتيجية (سياسيا، اقتصاديا، ثقافيا)، وعلاقة تعلم اللغات الأجنبية بالتحصيل الدراسي، وتعليمية اللغة الإنجليزية في المدرسة الجزائرية، لمعرفة مستوى التلاميذ والنتائج المترتبة عن إدراج تدريس هذه المادة. ينتظر من الملتقى، أن يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف، تتمثل في النظر في الجدل حول جدوى تعليم لغتين أجنبيتين لتلاميذ المرحلة الابتدائية، ومعرفة مدى استفادة المتعلمين في هذه المرحلة من هذين اللغتين، وكذا معرفة استعدادات وزارة التربية والتعليم لإنجاح قرار تعليم اللغة الإنجليزية في الابتدائي، بهدف دعم قرار رئيس الجمهورية الذي جاء بتاريخ 20 جوان 2022، في إدراج تدريس الإنجليزية في الابتدائي بصفة رسمية، وكمادة أساسية في السنة الثالثة ابتدائي، والمساعدة في إنجاحه وترقيته إلى ما هو أفضل، مع الكشف أيضا عن تأثير تعلم اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية على اللغات "العربية والفرنسية"، والهدف الأسمى من هذا الملتقى، هو ترقية تعليم اللغات الأجنبية في المدارس الجزائرية من أجل غد أفضل.