ثمّنت أستاذة اللغة الإنجليزية بالمتوسطة صباح الزاوي، قرار إدراج اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في المنهج الدراسي ابتداء من مرحلة الابتدائي، مؤكدة أن للطفل الصغير كل القدرات والإمكانات على استيعاب لغة جديدة في هذه المرحلة، مشددة على أهمية تعزيز هذه الثقافة من خلال توسيع فضاء تعلمها، على أن لا تكون فقط داخل القسم، بل لتشكل نشاطات خارجية أخرى، ستعزز، بذلك، قدرة الطفل على تعلمها، خصوصا النطق بها بالطريقة الصحيحة. أصبح تعلم اللغات الأجنبية ضرورة واتجاها في الوقت الحاضر، لأسباب عديدة ومختلفة، لا سيما أن العالم، اليوم، أضحى أكثر انفتاحا. وأدت العلاقات بين شعوب العالم إلى جعل تعلم اللغات وسيلة للتواصل والخروج من قوقعة العزلة، التي قد يفرضها عدم فهم الطرف الآخر. ومن هذا المنطلق يتعين على الآباء تشجيع أطفالهم على تعلم اللغات الأجنبية. والأمر ذاته ينطبق على المؤسسات التعليمية والمدارس المحلية، التي ينبغي أن تولي اهتماما خاصا بتعليم اللغات الأجنبية، وهو ما ركزت عليه الدولة الجزائرية، من خلال إقرار جعل اللغة الإنجليزية أكثر اللغات حديثا حول العالم، اللغة الحية الأولى بعد اللغة الأم اللغة العربية، ليتمكن الطفل الجزائري من الحديث بها، وإتقان، على الأقل، ثلاث أو أربع لغات بعد تخرجه من الجامعة. وكثيرا ما وجد الفرد الجزائري صعوبات في تعلم اللغة الإنجليزية، خصوصا في سن متقدمة، حسب تأكيد أستاذة اللغة الإنجليزية، التي قالت: "رغم سهولتها مقارنة باللغة الفرنسية إلا أن قلة استعمالها تجعلها تبدو من اللغات الصعبة، بل إن تعلمها بالشكل الصحيح لا يتطلب إلا سنة واحدة، وفق منهج صحيح وحديث مع من يتقن اللغة". وأكدت الزاوي أن الطفل قبل سن الأربع سنوات، يمكنه تعلم أي لغة شاء، وهذا وفق دراسات أجرتها العديد من مراكز البحث في اللغات، وقدرة استيعاب الفرد لها. وبعد سن ست سنوات إلى غاية العاشرة، يمكن الطفلَ تعلّم أكثر من ثلاث لغات في وقت واحد، لكن بعض خبراء التدقيق اللغوي، يحبذون أن لا يكون تعلم لغتين أجنبيتين من نفس الصنف، مثلا تعلم لغتين أو ثلاث لغات لاتينية في آن واحد، مثلا محاولة تعلم اللغة الإسبانية والفرنسية معا، أو الإسبانية والإنجليزية معا، لأن ذلك سوف يجعل العقل البشري يعاني تداخل الكلمات، فتحدث خربطة بين الكلمات، وحتى في نطقها، لذا من المستحب، حسب ذات المختصين، تقول الأستاذة، أن يتم اختيار لغتين مختلفتين، فمثلا لغة لاتينية كالإنجليزية وأخرى سيريلية، كاللغة الروسية، لأنها تختلف في الحروف، والنطق وكل القواعد، وبالتالي لا يحدث تداخل بينها، إلا أنها تؤكد أن نطقها مختلف، قائلة: "إن تعلم اللغة مهما كان، لا بد أن يكون وفق المنهج الصحيح، وهذا ما يجعلها صعبة أو سهلة، فإذا أحسن الأستاذ تلقين اللغة يكون تعلُّمها سهلا، والعكس". تنمية القدرات التعليمية عند الطفل أكدت المتحدثة أن هذا القرار سوف ينمي قدرات الطفل التعليمية، ولا خوف عليه في استيعاب تلك اللغات، بل ستعطيها القاعدة الأساسية للتعمق فيها مستقبلا، وستسهل له إتقانها بقواعدها الأساسية، فإدراج لغة أجنبية كمادة إضافية إلزامية، سيمنح الأطفال بعد أربع وخمس سنوات، تصورا جديدا، فتعلّمهم للغة جديدة في سن مبكرة يحسن مهارات الاستماع والكتابة والقراءة لديهم، مما يؤدي إلى التطور الشامل لقدراتهم العقلية والإبداعية مقارنة بالأطفال الآخرين، الذين حُرموا من هذه اللغة الحية سابقا. وتتميز كل لغة أجنبية بثقافتها الخاصة، تقول الزاوي. وإذا كان تعلّم لغة أجنبية منتشرة جدا يساعد الفرد على التطلع على أغلب أو جميع الثقافات التي يرغب فيها، وسيفتح له آفاقا مهنية، إذ تكمّل اللغة والثقافة بعضهما البعض ولا يمكن أحدهما أن يكون دون الآخر، تشدد الأستاذة على ذلك، فإن العديد من الدول تعمل جاهدة، على حماية اللغات المهددة بالانقراض وثقافاتها. وشددت المتحدثة على ضرورة عدم التركيز في المرحلة الأولى، على طريقة النطق، أو البحث عن أي لهجة هي الأفضل بين الإنجليزية البريطانية والإنجليزية الأمريكية، فالأهم من كل ذلك هو النطق الصحيح حتى وإن اعتاد الفرد على نطقها على النحو الفرنسي مثلا، ليتم العمل على اللهجة مستقبلا عند التقدم في تعلمها، لأن، في بعض الحالات، ذلك الضغط الذي يمارسه الأستاذ على التلميذ للنطق باللهجة الصحيحة، سيفقده الرغبة في المواصلة، وسيجعله يشعر بالحرج عند الإخراج الخاطئ للكلمة. والأهم من كل ذلك، تقول الأستاذة الزاوي، "لا خوف على الطفل في إدراج في منهجه، لغة جديدة، بل ذلك سيكون إيجابيا، وسيزيد من رصيده الثقافي؛ فتعلّم لغة أجنبية أفضل طريقة لفهم اللغة الأم الخاصة بنا، فضلا عن ثقافتها وبعض الجوانب الأخرى، من خلال المقارنة بينها وبين بقية اللغات والثقافات".