من أجل رد الاعتبار للأطباق الجزائرية التقليدية، نظم برياض الفتح أول صالون للطبخ التقليدي امتد إلى غاية 26 جوان الجاري. وحسب منظمة المعرض السيدة ربيعة سايح، فإن الهدف من تنظيم هذا الصالون هو التعريف بالأكلات التقليدية الجزائرية، ولهذا الغرض تم تنظيم مسابقة شارك فيها 60 طباخا جزائريا استمرت على مدار ثلاثة أيام، انتهت بتوزيع جوائز على الفائزين في إعداد أحسن طبق تقليدي، إلى جانب تنظيم عرض للأزياء. ولإعطاء المعرض صبغة خاصة تم استضافة الطباخة المغربية المعروفة" شميشة" كضيفة شرف. عرف المعرض مشاركة حوالي 20 عارضا لمختلف المواد الاستهلاكية التي لها علاقة بالطبخ الجزائري، بما فيها كتب الطبخ التي كان الإقبال عليها منقطع النظير. بداية جولة "المساء" كانت من أول جناح وهو الخيمة التي جاءت من عمق منطقة وادي سوف، حيث تم نصبها في مدخل المعرض لتعكس التراث التقليدي للجزائر وما تزخر به المنطقة من تنوع في الموروث التقليدي، وخصصت الخيمة لتأمين القعدة التقليدية، فيما اجتهدت دار لحلو التي مثلت جناح الكسكسي، في إعداد الطبق التقليدي الذي زين قعدة الخيمة. وعن الكسكسي قال سيد علي مدير دار لحلو " إن مشاركتنا اليوم بالمعرض تهدف إلى التعريف بأنواع الكسكسي المختلفة التي تعرف بها كل العائلات الجزائرية، كيف لا وطبق الكسكسي، هو رمز للأصالة الجزائرية، فلا يخفى عليكم أن هذا الطبق عرف عند البربر منذ أكثر من 10 آلاف سنة، ونحن دار لحلو حصلنا على المرتبة الأولى عند مشاركتنا في المهرجان الدولي لأحسن طبق كسكسى في ايطاليا". وأضاف "إن الهدف كذلك من المعرض هو تسليط الضوء على الأنواع الأخرى من الكسكسي التي لا يعرفها بعض الجزائريين والتي تم استحداثها من طرف دار لحلو من اجل مساعدة المرضى على تناولها، إذ يتوفر لدينا 13 نوعا من الكسكسي مثل كسكسى الأرز و وكسكسي البشنة وكسكسى الخروب والخرطان والبلوط وغيرها، والتي تتفنن نساء جزائريات من الريف في صناعته، لأننا نسعى من جهة إلى تشجيع ودعم اليد العاملة الريفية الجزائرية والحفاظ على هذه الصناعة التقليدية من الاندثار، وجعل الكسكسي وجبة عالمية من خلال المشاركة في المحافل الدولية ".
جناح التغذية الصحية ولأن للمريض الحق أيضا في تذوق الأكلات التقليدية، فقد خصص الصالون جناحا لتقديم بعض النصائح حول الطريقة الصحية لإعداد الوجبات الغذائية الخاصة بمرضى السكري، وفي هذا الخصوص كشفت الآنسة سعاد باحمد، أخصائية التغذية بدار داء السكري ل"لمساء" ب» أن الهدف من المشاركة في المعرض هو التواصل مع المواطنين والإجابة على انشغالات المصابين بداء السكري، ولتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول تناول بعض الوجبات الغذائية ". وأشارت إلى أنه "حتى نظل بصحة جيدة يجب أن تناول غذاء متوازنا مثل مريض السكري". مضيفة بأن مريض السكري يمكنه تناول كل الوجبات الغذائية على اختلاف أنواعها ولكن بنسبة قليلة حتى لا يعرض صحته للخطر، فمثلا يمكنه تناول المثلجات باعتبار أننا في فصل الصيف مرة في الأسبوع عوض الفاكهة.
الوجبة التقليدية الجزائرية في لائحة الوجبات الفندقية من جهته، قال المدير العام للمدرسة الوطنية العليا للسياحة، في دردشته مع "المساء" » إننا كمدرسة سياحية نركز بشكل كبير على إعطاء أهمية للطبخ التقليدي الجزائري، من خلال جعله من الوجبات القارة في فنادقنا، وهو ما شدد عليه شريف رحماني وزير تهيئة الإقليم والسياحة والبيئة، الذي قال بالحرف الواحد، لابد من أن يكون الطبخ الجزائري التقليدي حاضرا في كل الفنادق الجزائرية والمطاعم، ولم لا حتى في الفنادق الكبرى بالخارج، شأنه شأن الطبخ المغربي والتونسي الذي ذاع صيته«. وأضاف المتحدث » فعوض أن يفطر السائح الذي يزور الجزائر مثلا على الهلاليات نستبدلها بالرفيس أو الخفاف أو المسمن أو البغرير الذي يمثل التقاليد الجزائرية. وللعلم نحن بصدد العمل مع لجنة وطنية تجوب كل التراب الوطني بحثا في القرى والمداشر عن الأكلات التقليدية الجزائرية، من اجل اعادة بعثها والحفاظ عليها من الاندثار، وذلك من خلال تدريسها في المدارس الوطنية للفندقة«. وهو ما أكد عليه محمد لمين بودينة أستاذ الطبخ في معهد الفندقة والسياحة ببوسعادة، حيث قال » نحن اليوم نشارك في المعرض بالشخشوخة البوسعادية الحارة بلحم الضأن والتي تقدم مع اللبن أو الجبن أو الرايب ".
بنّة الطبخ التقليدي لا تكتمل إلا بالتوابل ولأن الأكلات الجزائرية التقليدية تشترط حضور التوابل في عملية الإعداد لتعطي نكهة قوية وطعما متميزا، خصص المعرض جناحا خاصا لعرض مختلف أنواع التوابل، والتي بلغ عددها 48 نوعا، حسب مدير مؤسسة التوابل الشرقية، السيد بلال شريف، الذي قال » اخترت تجارة التوابل لأنها سلعة مطلوبة على مدار السنة، حيث يكثر عليها الطلب، خاصة في شهر رمضان وفي المناسبات كالأعراس، في حين يقل عليها الطلب في فصل الصيف، حيث تركز العائلات الجزائرية على الوجبات الخفيفة«. وأضاف » نحن كمؤسسة لا نعتمد على جلب التوابل وبيعها فقط، بل نعمل على البحث عن أنواع غير معروفة وابتكار توابل جديدة، من خلال خلط بعض التوابل مع بعضها البعض، بعدها نجربها ونعرضها للبيع، وقد تمكنا من عرض خمس أنواع جديدة لم تكن معروفة في السوق الجزائرية، منها مثلا الحرور الهندي الذي يستعمل في تتبيل السمك، وخليط التوابل للعجائن والشواء وغيرها«. وعن المكان الذي يجلب منه السيد بلال توابله، قال » الجزائر ليست غنية بالتوابل، فهي تتحوي فقط على القصبر، حبة الحلاوة والزعتر والعكري مثلا أجلبه من المغرب والهيل من السعودية الذي يعطي لطبق الأرز نكهة متميزة والعطرية التي نأتي بها من فرنسا، إلى جانب أنواع أخرى كنجمة الأرض والزنجبيل«.
إقبال كبير على جناح كتاب الطبخ ولأن الصالون يتعلق بالطبخ فقد خصص جناح خاص لعرض مختلف أنواع كتب الطبخ التي حملت عناوين مختلفة، منها ما يخص الطبخ التقليدي والعصري وكتب أخرى للحلويات المحلية والعالمية، إلى جانب كتب لمختلف دول المشرق والمغرب العربيين. وحسب مدير دار الفكر العالمية الممثلة للجناح، فإن زوار المعرض أبدوا اهتماما كبيرا بكتب الطبخ التي عرضت، حيث كثر الطلب على كتب حلويات البسكوي، وتلك التي تناولت الأطباق الاقتصادية، إلى جانب الكتب التي قدمت وصفات حول الأكلات الصحية، لا سيما وان الأسعار خدمت كل الشرائح.وغير بعيد عن جناح الكتب دردشت "المساء" مع باية بوكردوس، التي مثلت جناح الحلويات التقليدية، ولديها خبرة 30 سنة في ميدان الحلويات، وحول مشاركتها قالت » نهدف من خلال المشاركة بالمعارض إلى التواصل مع المواطنين وتمكينهم من التعرف على ما تزخر به الجزائر من تنوع في إعداد الحلويات، كما نسعى إلى إطلاعهم على بعض الأنواع الجديدة التي نخترعها خدمة لبعض الفئات التي لا تستطيع أكل الحلويات، مثل حلوى الشعير التي اخترعتها خصيصا لمرضى "القولون"، وهي حلوى صحية تعتمد على مواد طبيعية مئة بالمئة، حيث نعدها من مسحوق الشعير ومسحوق التين وزيت الزيتون فقط«.