عرفت مختلف أسواق الرحمة المتواجدة ببلديات ولايتي برج بوعريريج وميلة، إقبالا منقطع النظير من طرف المواطنين، الذين وجدوا فيها ملاذهم للهروب من نيران الغلاء، التي يتعمدها التجار خلال شهر رمضان المعظم، في المواد واسعة الاستهلاك، وفي هذا الصدد، تجولت "المساء" عبر العديد من الأسواق في الولايتين، لأخذ انطباعات المواطن البرايجي والميلي في هذا الموضوع. خلال تواجدنا في سوق الرحمة بحي بومرقد، في المخرج الشرقي لولاية برج بوعريريج، وجدنا أن الإقبال كان أكثر شيء على لحوم العجل، التي بلغ سعرها 1200 دج للكيلوغرام الواحد، وباقترابنا من البائع أكد أن هذه اللحوم ستكون متوفرة على مدار شهر رمضان كاملا، وبنفس السعر، أما سعر الدجاج، الذي بلغ في الأسواق الحرة 460 دج للكيلوغرام، فلم يتعد ثمنه في هذا السوق 350 دج، حيث وجدنا المواطنين يتهافتون عليه، نفس الأمر بالنسبة لزيت المائدة الذي كان متوفرا وبسعر 650 دج لقارورة 5 لترات... كان الإقبال أيضا على العديد من المنتوجات المتوفرة في سوق الرحمة، على غرار مختلف أنواع الزيتون، والفواكه المجففة التي يكثر استعمالها في شهر الرحمة. في هذا الصدد، أجمع كل من تحدثت إليهم "المساء"، من سكان البرج، أن السعر في متناول الجميع، وأنه موجه للناس البسطاء الذين هربوا من الأسواق الحرة التي أنهكتهم، واستغلت الظرف لرفع الأسعار وإفراغ جيوبهم، فيما أكد عبد الحق بازين، مدير التجارة وترقية الصادرات بولاية برج بوعريريج، أنه تم فتح 10 أسواق رحمة عبر دوائر الولاية، والتي سبقتها العديد من التحضيرات والترتيبات، تنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية والسلطات الولائية، مضيفا أن هذه الأسواق تتوفر على جميع الظروف الحسنة، وتوفر كل المواد الاستهلاكية، رغم ارتفاع الطلب وبأسعار تنافسية، مؤكدا أن مصالحه تسهر على توفير المواد الأساسية، وأن فرق الرقابة متواجدة بالمكان طيلة أيام الأسبوع، إذ ستعمل إضافة إلى مراقبة السوق، على تحسيس المواطنين من أجل التعقل في شراء المواد الاستهلاكية وعدم التبذير. وفرة في كل المواد بميلة ولاية ميلة هي الأخرى، كانت في الموعد، خلال شهر رمضان المعظم، بفتحها أسواق الرحمة أو سوق "الغلابة"، كما أطلق عليها المواطن الميلي، والتي شهدت إقبالا أرضى الوافدين عليه، لوفرة مختلف المنتوجات، خاصة السميد وزيت المائدة، وبأسعار تنافسية. خلال جولة قادتنا إلى سوق الرحمة باتيميتال في عاصمة الولاية، وسوق الرحمة ببلدية تاجنانت، جنوب الولاية، لاحظنا أن أغلب المواد واسعة الاستهلاك كانت متوفرة وبأسعار معقولة، على غرار السميد بسعر 400 دج لكيس 10 كلغ من النوع الرفيع، اللحوم البيضاء بسعر 350 دج وزيت المائدة ب 650 دج، وبحديثينا مع بعض المواطنين، أجمعوا أن أسواق الرحمة كانت عونا لهم في هذا الشهر الفضيل، متمنين أن تقام أسواق كهذه على مدار السنة، وليس خلال شهر رمضان فقط. في نفس السياق، أكد القائمون على مديرية التجارة، أنه تم فتح 12 سوقا جواريا تضامنيا بدوائر الولاية، وأن هناك متابعة يومية لهذه الأسواق من طرف مصالح الرقابة، التي جندت لهذا الغرض، بالتنسيق مع مصالح الأمن والدرك الوطنيين، والتي ستراقب النوعية وعملية نقل المواد الغذائية، مشيرين إلى أن لهذه الأسواق، ميزتين أساسيتين تتمثلان في غياب الوسطاء، أي أن السلع يعرضها المنتج أو المصنع مباشرة على المستهلك، بالتالي تختزل السلسة في حلقتين فقط، مما يساعد على التحكم في الأسعار. أما الميزة الثانية، فتتمثل في تسقيف هوامش الربح التي لا تتعدى في أقصى الأحوال 10٪. وبين هذا وذاك، طالب مواطنو الولايتين، السلطات المحلية، بضرورة توفير مثل هذه الأسواق على مدار أشهر السنة، من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار وكبح المضاربة التي تشهدها مختلف الأسواق.