تشهد أسواق الرحمة ببلديات العاصمة، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، الذين صنعوا الحدث بالوقوف في طوابير طويلة لاقتناء مختلف المواد الغذائية واللحوم، التي عرفت أسعارها انخفاضا محسوسا مقارنة بتلك الطبقة، خارج هذه الأسواق بنسب متفاوتة، حسب ما لاحظته "المساء" خلال زيارتها لبعض هذه الأسواق. كسرت أسواق الرحمة بالنقاط الموزعة عبر أحياء العاصمة، أسعار المواد واسعة الاستهلاك بالأسواق الجوارية؛ حيث شرعت هذه الفضاءات التجارية في عرض منتجاتها منذ بداية شهر رمضان المبارك، بكل من ساحة الشهداء، وساحة عيسات إيدير بأول ماي، وببلديات سيدي موسى، والمعالمة وغيرها. وتنقلت "المساء" إلى الأسواق المذكورة سالفا، ووقفت عند أجنحتها التي تنوعت منتوجاتها بين مشروبات ولحوم وعجائن، وحتى ملابس وأجهزة إلكترونية. وأهم ما شد انتباهنا الطوابير الطويلة التي شكّلها المواطنون لاقتناء اللحوم الحمراء المستوردة. الحليب والفرينة مطلَبان أساسيان التقينا خلال تجوالنا بسوق الرحمة بالحراش، إحدى النساء المسنات، التي قالت لنا إنها تمكنت من اقتناء كيسين من الحليب لأبناء ابنتها التي تقطن في "بلكور"؛ بسبب غياب هذه المادة عن المحلات التجارية. والأمر نفسه بالنسبة لإحدى المواطنات، التي اشتكت من ندرة الحليب بكل من السحاولة وخرايسية. كما أكدت سيدة أخرى أن ندرة الحليب راجعة إلى اقتناء الفرد الواحد، أزيد من 6 أكياس، وتخزينه في الثلاجة لاستعماله في عدة وصفات رمضانية؛ سواء في كريمة "البيشامال"، أو "الفلون" للتحلية، أو للحلويات؛ مثل الفطائر التي يتم إعدادها كثيرا في رمضان، بالإضافة إلى ضرورة الإفطار على كأس من الحليب؛ ما يتسبب في زيادة استهلاك هذا المنتوج ضِعف ما يكون عليه في الأيام العادية. وعرفت مادة السميد هي الأخرى، طابورا طويلا بالجناح المخصص لبيع هذه المادة من قبل المواطنين؛ على خلفية أن سعره أقل بكثير من المتداول في المحلات؛ إذ يُسمح باقتناء كيسين من وزن 5 كيلوغرام للكيس، لكل زبون. تخفيض 10 دج في المشروبات و4 ٪ في العجائن قُدرت التخفيضات المطبقة في هذه الفضاءات الموسمية على المشروبات الغازية من مختلف العلامات، ب10 ٪؛ حيث عرفت إقبالا من المستهلكين، في حين تم بيع العجائن مختلفة الأشكال من الكسكس إلى المعكرونة، بتخفيض بلغ 4 ٪ مقارنة بالأسعار خارج أسواق الرحمة. لحم "الغنمي" ب1200 دينار للكيلوغرام فيما وفرت أسواق الرحمة اللحوم المستوردة بنوعيها، بأسعار تنافسية ومنخفضة؛ حيث بلغ سعر لحم الخروف؛ "الغنمي"، 1200 دج للكيلوغرام مقارنة بالمحلات التي وصل فيها إلى 2200 دج. أما سعر لحم البقر فقد عُرض ب 1300 دج للكيلوغرام. وكشف منظم معرض سيدي موسى بالعاصمة، أن هناك أزيد من 50 تاجرا بالسوق يسعون لتوفير سلع ومواد ذات الاستهلاك الواسع، ولحوم بأسعار تنافسية طيلة شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن الرقابة الدائمة للجودة والأسعار، حاضرة من قبل مصالح الرقابة، في حين أكد التجار أن الأسعار داخل السوق تنافسية ومضبوطة من قبل وزارة الفلاحة؛ على اعتبار أن عملية البيع تتم من المنتج إلى المستهلك. وبدورهم، رحب قاصدو هذه الفضاءات التجارية، بالمبادرة، خصوصا في الشهر الفضيل. وأكدوا أن الأسعار جيدة ومعقولة مقارنة بالأسعار التي يتعامل بها التجار. وجدير بالذكر أن وزارة التجارة أسدت توجيهات، تقضي بضرورة التنسيق مع السلطات المحلية، وإشراك المنتجين، والتجار، والشركاء المهنيين للقطاع، لإنجاح عملية فتح أسواق جوارية خاصة بشهر رمضان؛ قصد ضمان تموين السوق بالمواد ذات الاستهلاك الواسع بأسعار تنافسية. إقبال كبير على محل الألبان أكد نبيل بائع في محل للألبان ومشتقاتها، أن سوق الرحمة يعرض العديد من المواد الاستهلاكية لعلامات محلية؛ مثل الألبان ومختلف أصناف الجبن، والزيت والسكر وغيرها، مشيرا إلى أن الإقبال كبير في بعض الفترات خاصة صباحا، والأسعار في متناول الجميع بعد تخفيض أثمان المنتجات مقارنة بالأسواق الحرة ومحلات التجزئة. كما اعتبر أن التنظيم محكم داخل سوق المعالمة؛ بتوفير كراسي لراحة الزبائن، خصوصا منهم كبار السن. ومن جهته، أكد السيد "محمد" أحد زبائن سوق "الرحمة" بعيسات إيدير بالحراش، أن هذه المبادرة تنظم كل سنة من قبل السلطات؛ من أجل مساعدة محدودي الدخل والفقراء والمحتاجين؛ بعرض أسعار مناسبة لقدرتهم الشرائية. وأضاف: "لا بد من مراقبة وتنظيم توزيع بعض المواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب؛ مثل زيت المائدة، والسميد (الدقيق)، والسكّر"، مشيرا إلى أن "من يأتي متأخرا لا يحصل على شيء".