وجهت لجنة مراقبة النشاطات الصناعية التابعة لمديرية البيئة بولاية وهران، 11 اعذارا لوحدات صناعية إنتاجية مختلفة، بسبب عدم احترامها للمحيط وشروط حماية البيئة، جراء مسؤولياتها المباشرة في تلويث البيئة... ومن تم فقد تلقى مسؤولو 11 وحدة صناعية انتاجية بالمنطقة الصناعية لحاسي عامر، اعذارات بضرورة تصحيح الاوضاع بعد الزيارة الميدانية العملية والتفقدية التي قام بها الى المنطقة الأعوان المفتشون المختصون في حماية المحيط والبيئة، وكانوا مرفوقين بعناصر من شرطة البيئة. وتهدف هذه العملية التحسيسية الى ضرورة توعية المسؤولين خصوصا، بالأهمية القصوى الواجب اعطاؤها للطبيعة وعدم الاهتمام فقط بتحقيق الأرباح، حيث وجب على أصحاب هذه الوحدات الإنتاجية احترام مختلف مواد وبنود دفتر الشروط الذي تمكنوا بموجبه من فتح وحداتهم ومن ثم وجب عليهم إنجاز محطات تصفية وتنقية لمختلف فضلاتهم التي يرمون بها في الطبيعة التي تنجر عنها روائح كريهة او تلويث للطبيعة، ولعل التقارير الكثيرة التي تم توجيهها إلى السلطات المحلية العمومية بخصوص التلوث الذي اصاب المنطقة الصناعية لحاسي عامر، هي الذي كانت وراء هذا الكم من الإعذارات خلال أسبوع واحد، بعد التهاون الكبير الذي أبداه أصحاب هذه الوحدات الصناعية في عدم الاهتمام بإنجاز أو المساهمة في إنجاز محطات التصفية كما تقتضيه بنود دفتر الشروط. إضافة الى هذا، تم تسجيل غياب كلي لشبكات التطهير والصرف الصحي، إضافة الى الرمي العشوائي للنفايات الصناعية الصلبة والسائلة، الذي ساهم بشكل كبير وملفت للانتباه في تفشي بعض الأمراض المتنقلة الخطيرة، حيث أكد بعض الأخصائيين ان بين 8 و 10% من سكان المدن القريبة من هذه المنطقة الصناعية، يعانون بنسبة تعادل 4 مرات من امراض الحساسية والربو، إضافة الى تنامي حالات مرضية جديدة وخطيرة كصعوبة التنفس وأمراض تصلب الشرايين والقلب، كما أن الإصابة بالسرطان ارتفعت بنسبة 50% في أقل من 20 سنة مقارنة بالثمانينيات فقط، وهو الوضع الذي جعل والي الولاية، السيد الطاهر سكران، يؤكد عزمه وحرصه على معالجة هذه الظاهرة التي لا تمس البيئة فقط، بل تعدتها الى الإنسان.