تجري التحضيرات على قدم وساق لاحتضان الطبعة الثالثة لمهرجان الفيلم العربي بوهران، بعد أن سرى الحديث سير النار في الهشيم أن التظاهرة ستسقط هذه السنة من رزنامة المهرجانات جراء إقالة المدير العام السابق حمراوي حبيب شوقي محافظ المهرجان، ورجحت أصوات إمكانية تغييره بشخص آخر. وفي هذا السياق، علمت "المساء" أن الطبعة هذه السنة سيتم تنظيمها في موعدها المعتاد أي نهاية شهر جويلية وبداية شهر أوت المقبلين وبالتالي ستكون خارج إطار الاحتفالات بالمهرجان الثقافي الإفريقي الذي ستحتضنه الجزائر من 5 إلى 20 جويلية المقبل، لكنها لن تنظم بعيدا عن الاحتفالات الخاصة بالقدس عاصمة الثقافة العربية عبر عرض عدد من الأفلام التي تناولت القضية الأم فلسطين قضية كل العرب. أما عن شكل التظاهرة التي سيبقى حمراوي حبيب شوقي "محافظا" لها ، فقد علمت "المساء" أن مهرجان الفيلم العربي في طبعته الجديدة لن يختلف كثيرا عن الشكل الذي ظهر به في طبعتيه السابقتين والذي تميز بالأبهة والضخامة وبريق النجوم. وعلى غرار الطبعتين السابقتين أيضا سيشهد المهرجان مشاركة مجموعة من الأفلام العربية القصيرة والطويلة التي تتنافس على جائزة "الأهقار الذهبي" بما فيها الأفلام الجزائرية التي اقتصرت مشاركتها في الطبعة السابقة على عملين فقط هما "إيروان" لإبراهيم تساكي الذي حاز على جائزة أحسن تصوير، و"كندي" لعامر بهلول الذي عرف انتقادات كثيرة، وذلك بعد أن شهدت الطبعة الأولى المنظمة في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 مشاركة خمسة أفلام هي "بركات" لجميلة صحراوي، "عائشات" العربي ولد خليفة ،"موريتوري" لعكاشة تويته"، "عشرة ملايين سنتيم" لبشير درايس، "دوار النساء" لمحمد شويخ الذي كان الوحيد الذي حصل على جائزة في المسابقة وهي جائزة لجنة التحكيم. وبنظرة خاطفة لما أنتجته السينما الجزائرية خلال هذه السنة لا نجد سوى فيلم "مصطفى بن بولعيد" للمخرج أحمد راشدي الذي يعد الفيلم الجزائري الوحيد الذي تم إنتاجه بتمويل جزائري محض، وعرضت مقتطفات منه خلال افتتاح الطبعة السابقة للمهرجان، لذلك من المتوقع أن يتم اختياره لتمثيل السينما الجزائرية ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان، وذلك إلى جانب فيلم "رحلة الجزائر" للمخرج عبد الكريم بهلول وإنتاج بشير درايس الذي يقدم في عرض أول خلال المهرجان. »رحلة الجزائر« تلعب بطولته الفنانة سامية مزيان بمشاركة كل من حميد رماس سامي حدة، صوفيا كوريناف ووحيد قاسمي، مأخوذ من قصة حقيقية حدثت بعد الاستقلال مباشرة، تروي انتهاك حقوق أرملة شهيد مهددة بالطرد من المنزل الذي تعيش فيه فتتوجه إلى العاصمة بغرض الالتقاء بالرئيس بن بلة إلا أنها تلتقي شخصية أخرى هي "هواري بومدين" الذي يحل جميع مشاكلها. في حين جاءت باقي الأعمال كإنتاج مشترك أوأجنبي لا تحمل من الجزائر إلا أصول مخرجيها على غرار فيلم "نهر لندن" لرشيد بوشارب و"قبلة" لطارق تقية .. لذلك من المستبعد أن تختار داخل المنافسة. وبعيدا عن المنافسة سيشهد المهرجان مجموعة من العروض خارج المنافسة إلى جانب الملتقى الذي تعود المهرجان على تنظيمه والذي سيواصل في طبعته الجديدة فتح النقاش حول إشكالية النقد السينمائي في السينما العربية، ومن المتوقع أيضا أن تشهد الطبعة الجديدة حضور العديد من الأسماء الفنية العربية اللامعة في سماء الفن السابع سواء كانوا ممثلين، مخرجين أونقاد على غرار الفنانة المصرية يسرا التي تأكد حضورها هذه السنة بعد أن اعتذرت في السنة الماضية بسبب ارتباطاتها المهنية. أما عن الأسماء التي تضمها لجنة تحكيم المنافسة فلم يتم الكشف عنها بعد، فبعد أن منحت رئاستها في الطبعة الأولى لمصر من خلال الفنان حسين فهمي والثانية لسوريا من خلال الفنان دريد لحام، ربما سيكون الدور هذه السنة على تونس أوالمغرب أولبنان، لكن ما يهم أكثر هو الحضور الجزائري داخل هذه اللجنة لا سيما الخاصة بالأفلام الطويلة، فبعد أن كانت رئيسة المعهد العالي العربي للترجمة الدكتورة إنعام بيوض العضو الجزائري الوحيد الحاضر في لجنة تحكيم الطبعة الأولى والفنانة بهية راشدي في الطبعة الثانية، يتم تداول إسم الأديب والروائي واسيني لعرج الذي سبق وأن أختير رئيسا لعدد من لجان تحكيم أوعضوا في العديد من المهرجانات بما فيها المسرحية. يذكر أن مهرجان الفيلم العربي بوهران كرم في طبعته الأولى 2007 كل من الفنان المصري الراحل أحمد زكي، والمخرج لخضر حامينا الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان ''كان''، وكذا المخرج الإفريقي عثمان صامبان، وانتهت طبعته الثانية بتتويج الفيلم السوري الطويل "خارج التغطية" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد بجائزة "الاهقار الذهبي" التي تقدر قيمتها ب 50 ألف دولار وعادت جائزة أحسن إخراج، للمغربي أحمد المعنوني عن فيلم "قلوب محترقة" وجائزة أحسن سيناريو لفيلم "جنينة الاسماك" من مصر للمخرج يسري نصر الله فيما منحت جائزة أحسن صورة للجزائري أحمد مصعد عن فيلم "ايروان" للمخرج إبراهيم تساكي وجائزة لجنة التحكيم لفيلم "في انتظار بازوليني" للمغربي داود ولد السيد. ومنحت لجنة التحكيم جائزة أحسن أداء رجالي للفنان المصري احمد السقا عن دوره في فيلم "الجزيرة" للمخرج شريف عرفة وجائزة أحسن أداء نسائي للفنانة اللبنانية ندى أبو فرحات، أما بالنسبة للأفلام القصيرة فقد عادت جائزة أحسن فيلم قصير للفيلم المصري "ايدين نظيفة" للمخرج كريم فنوس. وكان مهرجان الفيلم العربي بوهران في طبعته السابقة قد شهد مشاركة زهاء 250 فنانا وفنانة من أرجاء الوطن العربي من بينهم وجوه سينمائية معروفة مثل دريد لحام، منى واصف، محمود ياسين، محمود عبد العزيز، الهام شاهين .... وشهد عرض 12 فيلما ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة و14 فيلما قصيرا، إضافة إلى عرض ستة أفلام حديثة الإنتاج خارج المنافسة مثل الفيلم المصري الكوميدي "طباخ الرئيس". كما تميزت فعاليات الطبعة المنصرمة بعرض عدد من الأفلام الفرنسية وتنظيم ندوة على هامش المهرجان خصت السينما الفرنسية بالتكريم، بالإضافة إلى عقد اتفاقية تعاون بين المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري والمعهد الفرنسي السمعي البصري تخص التكوين، وانشاء جائزة القلم الذهبي، كما احتضنت الطبعة المنصرمة العديد من الندوات واحدة منها تناولت موضوع "تحديات السينما العربية".