نظم متضامنون عرب مع القضية الصحراوية، أول أمس، ندوة حول النزاع في الصحراء الغربية تحت عنوان "نحن دعاة وحدة عربية، لكن ليس على حساب حق الشعوب في تقرير مصيرها"، أكدوا خلالها دعمهم لنضال الشعب الصحراوي المشروع في تقرير مصيره. واستهلت الندوة التي عقدت عبر تقنية التحاضر المرئي بكلمة لرئيس اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي، محمود الصالح، أكد فيها على المعاني والدلالات العظيمة للذكرى الخمسين لتأسيس جبهة البوليزاريو كحركة تحرّر عربي استطاعت أن تقود نضال الشعب العربي الصحراوي في مراحل مختلفة رغم كل الصعوبات التي تواجهها بدءا بالكفاح ضد المستعمر الإسباني وإجباره على الخروج صاغرا. وأضاف أن ما يزيد الشعب الصحراوي ألما هو ابتعاد الشعب العربي عن هذه القضية بسبب دور أغلب الأنظمة الحاكمة المؤيدة لنظام المخزن، مشيدا بالموقف الجزائري المشرف في دعم قضية الشعب الصحراوي منذ انطلاقتها. وأشار إلى أن هناك عددا من الدول العربية دعّمت نضال الشعب الصحراوي ومنها الجمهورية العربية السورية منذ انطلاقته من خلال استقبال الطلاب الصحراويين في الجامعات السورية والاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية منذ ثمانينيات القرن الماضي. وبينما أكد محمود الصالح، أن اللجنة العربية للتضامن مع الشعب العربي الصحراوي، ماضية في دورها الإنساني في دعم هذه القضية حتى تحقيق الاستقلال، أوضح الإعلامي الاردني، محمد الحباشنه أن تقصير الإعلام العربي تجاه القضية الصحراوية سببه الأنظمة الحاكمة التي تقف إلى جانب المحتل المغربي. وذهب الحباشنه، في مداخله للتأكيد بأن "هذه خطوة مميزة للجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي، يحتاجها الرأي العام العربي المغيب قسرا عن هذه القضية الإنسانية العادلة في تسليط الضوء على قضية هذا الشعب العظيم الذي عانى كثيرا من الظلم والاضطهاد المغربي في وقت تضغط الكثير من الأنظمة على شعوبها لنسيان هذه القضية". وأضاف أن هذا الشعب الذي قدّم أروع صفحات البطولة والفداء لنيل استقلاله إسوة بباقي شعوب العالم، لكنه اصطدم بطامع مغربي بخيرات أرض الصحراء الغربية نالت من إمكانية وصوله إلى حقه في الاستقلال. ودعا الحباشنه الشعوب العربية إلى مزيد من التضامن والضغط على الأنظمة الحاكمة لدعم قضية الشعب الصحراوي حتى إعلان الاستقلال، وأشاد بالدور العظيم لدولة الجزائر في دعمها لهذه القضية العادلة، لافتا إلى تقصير الإعلام العربي تجاه هذه القضية بسبب سياسة الانظمة الحاكمة المتماهية مع المحتل المغربي. من جانبه قال الناشط الحزبي، عائد العزة، "إن ممارسات النظام المغربي تدعونا للوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي لتقرير مصيره وإعلان دولته"، كما شدّدت الناشطة الحزبية والمناضلة، مي هديب، بأن "وقوفنا كقوميين إلى جانب حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، هو موقف حق مبني على أساس موضوعي". أما أمين السر العام، هيفاء مساعدة، فقد اعتبرت أن هذا النوع من الندوات التضامنية تأتي لتأكيد موقف المفكرين العرب إلى جانب قضية الشعب الصحراوي ولتبيان حقيقة هذه القضية التي أراد النظام المغربي تغييبها عن الرأي العام العربي طيلة نصف قرن. وأكدت اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن تنظيم هذه الندوات يأتي لتسليط الضوء على محطات نضال الشعب الصحراوي وعلى الظلم والاضطهاد الذي يعانيه أبناء هذا الشعب العظيم.