أبدى مشاركون في اليوم التحسيسي التوعوي، حول الحد من انتشار المخدرات ومكافحة الإدمان عليها بباتنة، المنظم تحت شعار: "معا لدحر المخدرات... المجتمع المدني فاعل أساسي في مكافحتها". ارتياحا كبيرا لسير البرنامج الوطني للتكفل بالمدمنين على المخدرات، وأكدوا في مداخلات تناولت الموضوع، على ضرورة التكفل بالمدمنين على مستوى مراكز معالجة الإدمان، لأنه من الصعب كما أجمعوا عليه التحكم في ظاهرة ترويج المخدرات، مبرزين في السياق، عمل وزارة الصحة مع قطاعات مختصة لتفعيل الوقاية، والانطلاق بعدها للعلاج عن طريق مراكز الفطام. كما أكد المشاركون في اليوم التحسيسي، الذي احتضنته قاعة مركز التشخيص والعلاج بمركز "الأمير عبد القادرد، من تنظيم المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية للمواطنة، بالتنسيق مع وكالة باتنة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، بحضور أخصائيين في الأمراض العقلية والنفسية ونفسانيين، على ضرورة تقديم الدعم المناسب لرفع مستوى التكفل بالمدمنين على المخدرات، والعمل على محاربتها بكل الوسائل المتاحة. مع أهمية تفعيل دور حركة المجتمع في مكافحة انتشار المخدرات ومكافحة الإدمان عليها، باعتبارها ظاهرة استفحلت بشكل ملفت في وسط الشباب، وأوضح المتدخلون من أطباء ونفسانيون، أنه لا يمكن الجزم بالقضاء النهائي على ظاهرة الإدمان في أي مجتمع، نظرا لاستفحالها الكبير، مبرزين أن الدعم المقدم من طرف المجتمع المدني، يتلخص في تأطير خبراء، وتفعيل دور جمعيات المجتمع المدني، للتحسيس بمخاطر الإدمان. تناولت المداخلات 3 محاور، تتعلق بمفهوم الإدمان، ومفهوم المخدرات وآثارها السلبية على الصحة البدنية والنفسية، وأنواع المخدرات المختلفة وأساليب استخدامها، إلى جانب التكفل بالمدمنين والوقاية من الإدمان، لإثراء موضوع اليوم التحسيسي التوعوي، وفي مداخلته، تناول الأخصائي في الأمراض العقلية، الدكتور محمد بلقاسمي، موضوع الإدمان، حيث اعتبر الظاهرة آفة اجتماعية وجب محاربتها والوقاية منها، وحرص في مداخلته على التأكيد على أهمية إنقاذ الشباب، لتفادي مضاعفة الإدمان النفسية والعقلية والاجتماعية، ولم يستثن منها الأطفال والمراهقين، كما حث على التواصل وتفعيل دور الأسرة والتحذير من مخاطر الإدمان، بسبب المادة التي تفرزها المخدرات في المخ، وتوهم الشاب بأنه في نشوة نفسية عقلية جيدة . ركز الدكتور بلقاسمي، في مداخلته، على أنواع الإدمان، منها المادية والسلوكية، وأعطى أمثلة حية عن الأطفال المدمنين على الأنترنت، الذين أصبحوا عرضة للعنف، بعد إدمانهم على مشاهدة ألعاب العنف. وحث بالمناسبة، على الدور الأسري في التربية السليمة، لتفادي تبعات هذه الآفة الاجتماعية، مشددا على ضرورة اعتماد الطرق الوقائية التي تبدأ، بحسبه، من دور الأسرة في مراقبة الأطفال، وحسن تربيتهم، مشيرا إلى نية تحطيم عقول الشباب في إطار ما أصبح يعرف بحرب المخدرات. وخلصت الأخصائية النفسانية، آية قواجلية، في مداخلتها، إلى ضرورة الوقاية من الإدمان، مبرزة أهمية الوقاية، خاصة في الوسط المدرسي، لأن المشكل يطرح بالنسبة للمختصين حول كيفية الاهتمام بالمدمنين، الذين يجمعون ثلاثة أنواع من المخدرات دفعة واحدة، وهي الكحول، الأقراص و«الكيف"، كما أبرزت دور المرافقة النفسية عند الأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين، وتطرقت لأسباب إدمان المخدرات وأضرارها النفسية. وفي ذات السياق، كشف بوراس سمير، رئيس المكتب الولائي الجزائري للمواطنة والبيئة، عن برنامج مهم في إطار نشاط مكتبه السنوي، الذي يأخذ في الحسبان، تنظيم حملات تحسيسية في الموضوع بالمؤسسات التعليمية على مدار السنة، مضيفا أن الهدف من اليوم التحسيسي، هو الوصول إلى توعية أكبر عدد من المدمنين، مضيفا أن اللقاء يندرج ضمن رزنامة المواعيد التحسيسية التي ينظمها مكتبه، بالتنسيق مع مختلف الجهات، لتعريف التلاميذ بمخاطر استهلاك المخدرات بكافة أنواعها. من جهته، أبرز مدير وكالة باتنة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، عمر غراب، أهمية مثل هذه المبادرات التي تركز على الجانب الوقائي والتحسيسي، مضيفا أن الأبواب المفتوحة التي نظمتها الوكالة، كفيلة بالرد على الانشغال الذي يندرج في الاستراتيجية الصحية الوطنية. مؤكدا في السياق، أن الصندوق حرص، في إطار الحملة الإعلامية التحسيسية الوطنية حول مكافحة الإدمان والوقاية منه، والممتدة من 30 ماي المنقضي إلى 8 جوان الجاري، على أن تدرك الحملة غاياتها. للإشارة، فإن خلية استقبال المواطن، الاتصال والإصغاء الاجتماعي بوكالة باتنة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، تقوم بمجهودات جبارة لتفعيل دور الاتصال المؤسساتي، خدمة للمواطنين وتسهيل مهامهم، إضافة إلى مهامها الأساسية ونشاطها، لتزويد وسائل الإعلام المختلفة ببيانات دورية حول نشاط الوكالة. وتجلى دورها الفعال خلال هذه الحملة التحسيسية التوعوية، وأثنت مسؤولة الخلية يمينة دحمان، على جهود الفاعلين من رؤساء جمعيات وناشطين في المجتمع المدني، الذين ساهموا في إنجاح هذا اليوم التحسيسي. للتذكير، تم بالمناسبة، على هامش اليوم التحسيسي، تكريم المشاركين، منهم عضو المجلس الشعبي الوطني سابقا فطيمة تغليسية، وعضو المجلس الأعلى للشباب سندس عموري، وأعضاء من الأسرة الثورية وأبناء مجاهدين، ورؤساء جمعيات وناشطين في المجتمع المدني. وإطارات التنظيمات الطلابية، ومدير مركز التكوين المهني سريانة، والأسرة الإعلامية، منها جريدة "المساء" .