تم أول أمس، بمكتبة كنيسة "ساكري كور" بالجزائر لقاء مع أسقف الجزائر السابق الأب هنري تيسيي وذلك بمناسبة إعادة نشر كتابه الأخير "هنري تيسيي أسقف بالجزائر" في دار نشر ميل فوي (ألف ورقة.) ويعود الكتاب الموسوم بعنوان فرعي "من الجزائر الفرنسية إلى العنف الاسلاموي" من توقيع مارتين سوطو، إلى خمسين سنة من تاريخ كنيسة الجزائر عبر مسار الأب تيسيي. فقد تم تعيين الأب تيسيي قسا في أسقفية الجزائر سنة 1955 ثم أسقفا لوهران من 1972 إلى1981 وبعدها رئيسا لأساقفة الجزائر سنة 1988، وفي هذا الاطار كان شاهدا على حياة الكنيسة والمجتمع المسيحي بالجزائر الاستعمارية وما بعد الاستقلال. وقد سار الأب تيسيي على خطى الأب "دوفال" الذي يعد مثله والذي سبقه في منصب رئيس الأساقفة، حيث اختار الجنسية الجزائرية والذي يعد من بين رواد الحوار الإسلامي المسيحي. ويعد الأب هنري تيسيي من محبي الامير عبد القادر الذي يعتبره من أوائل الدعاة الى الحوار بين الحضارات، إذ يتقن اللغة العربية جيدا ومن العارفين بالإسلام وأحد المناضلين المتحمسين للحوار بين الديانات. في هذا الإطار أعرب للجمهور الذي جاء للمشاركة في اللقاء المتبوع بإهداء عن "استيائه" من رؤية "بعض المجتمعات الأوروبية" تنغلق على نفسها" وعن "خشيته" من أن يرى الجزائر "تنغلق بذات الشكل". وتسعى "الأقلية المسيحية" التي ينتمي إليها والتي مثلها في عديد مراتب الكنيسة الجزائرية بعد الاستقلال إلى المحافظة ضمن المجتمع الجزائري الكبير على حياة تريدها "أخوية" وكلها "مشاركة" و"تضامن". دوفال الذي تحدى نظام الاستعمار ورأي أغلبية المصليين بكنيسة الجزائر من بين الأقدام السود من خلال التنديد علنا ابتداء من 1955 بالتعذيب الذي حوّل إلى نظام من قبل الإدارة الاستعمارية. وأكد أنه من خلال هذا العمل، أعرب الأب دوفال الذي كانت تؤيده "أقلية من المسيحيين" عن تضامنه "الثابت" مع كل الذين كانوا يعانون ويتعذبون". كما أعلنت الكنيسة الجزائرية تحت رعاية الأب دوفال تأييدها الصريح لحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره وانتقلت بعد الاستقلال من وضع كنيسة استعمارية إلى وضع كنيسة وطنية. وقد تم نشر كتاب "هنري تيسيي أسقف في الجزائر" في فرنسا قبل أن تسمح دار النشر الرئيسية بسحب عدد محدد مخصص للجزائر حيث تم إعادة نشره من قبل دور النشر "ميل فوي". وقد سبق للأسقف هنري تيسيي وأن كتب أربع مؤلفات منها "الكنيسة في أرض الإسلام" و"تاريخ المسيحيين بالجزائر".