اتصلت "المساء" بالكاتب الإيطالي ريكاردو نيكولاي، وطرحت عليه أسئلة حول روايته الجديدة "يوغرطة"، وكذا عن روايته التي شارك بها في الطبعة السابقة للصالون الدولي للكتاب بالجزائر عن علي بتشين، وكذا عن أصداء زيارته الأخيرة للجزائر، فكان هذا الحوار. لماذا اخترت يوغرطة بطلا لروايتك الجديدة؟ ❊ ذات يوم، كنت في روما، تحديدا في السفارة الجزائرية مع السفير سنوسي بركسي. كانت السماء تمطر، فجأة اجتاحت عاصفة المكان، وهبت ريح مفاجئة. اقترب مني السيد السفير ودعاني للاستماع إلى صوت البَرَد، وأخبرني أنه صوت يوغرطة حينما كان محبوسا في سجن مامرتين بروما، وكان يصرخ قائلا "أيها الرومان! ما أبرد سجونكم!"..منذ تلك اللحظة أصبحت مهتما بالملك يوغرطة. كيف كانت رحلة البحث عن المعلومات حول يوغرطة؟ ❊بدأ اهتمامي بيوغرطة عام 2018، درست كتب "حرب يوغرطة" التي كتبها ابن روما، سالوست. كما قرأت أيضا كتاب "حَياة أعلام الإغريق والرُومان" لبلوطرخس، وكتاب "تاريخ روما منذ تأسيسها" لتيتو ليفيو. أنهيت كتابة رواية "يوغرطة"، وحاليا هي في المكتبات الإيطالية. هل ستترجم رواية "يوغرطة" إلى اللغة العربية؟ ❊ نعم، الرواية ستترجم للقراء الجزائريين والتونسيين. لقد اتصلت بي دور نشر مختلفة لطبع الرواية وترجمتها للعربية والأمازيغية والفرنسية. صدرت لك رواية عن الرايس علي بتشين، حدثنا عنها؟ ❊ولدت وأنا حاليا أعيش في نفس القرية، التي عرف فيها علي بتشين النور. منذ اللحظة التي وجدت فيها رسالة له محفوظة في ولاية ماسا (عبارة عن رد على رسالة سابقة كتبها الأمير ألبيريكو مالاسبينا)، وكذا من خلال معرفتي ب«مأساته"، شعرت بأنني قريب من أوجاعه. لقد أثارت معرفتي بقصته شعوراً عميقاً بالتضامن والشفقة في دواخلي، إلى درجة تقمص حياته في هذه الرواية. زرت الجزائر العاصمة، مؤخرا، هل كانت زيارة مجاملة أم للكشف عن مشروع جديد؟ ❊ كلاهما، في زيارتي الأخيرة للجزائر العاصمة، كان لدي مواعيد ثقافية وغيرها. كما زرت سعادة السفير الإيطالي بالجزائر العاصمة، واقترحت عليه مشروعي الثقافي الجديد المتعلق بالشخصية التاريخية يوغرطة، فضلا عن ذلك، التقيت مستشار الرئيس السيد عبد المجيد تبون، السيد حميد لوناوسي، واقترحت عليه تنظيم محاضرات تخص اللغة الفرانك بربرية، التي كان يتحدث بها سكان البحر الأبيض المتوسط قرابة ثمانية قرون، والتي كانت الجزائر العاصمة مركز انتشارها. وفي هذا السياق، أنجزت دراسات مهمة عن هذه اللغة. ماذا تعرف عن الأدب الجزائري؟ ❊ رغم أنني درست الأدب الأجنبي في الجامعة، إلا أنني اكتشفت الأدب الجزائري فقط عندما أوصلني القدر إلى الجزائر العاصمة. أعترف أنني وجدت عالما مثيرا ألهمني كثيرا. كيف تعرف العلاقات الثقافية الجزائرية الإيطالية؟ ❊ يخبرنا التاريخ بأن العلاقات بين روما ونوميديا تعود إلى زمن ماسينيسا وشيبيون الإفريقي. ما تفعله الحكومتان اليوم، هو فقط متابعة ما يخبرنا به التاريخ، وما يحبه الشعبان الجزائري والإيطالي .