❊ بيربوك: ألمانيا على استعداد لتقاسم تجربتها بمجلس الأمن مع الجزائر أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية، أحمد عطاف، الخميس، ببرلين، أهمية الإجراءات العملية التي أقرها رئيس الجمهورية لصالح الجالية، داعيا إياهم للمساهمة في مسعى التجديد الجذري والواعد الذي تعرفه الجزائر تحت قيادة الرئيس تبون، مؤكدا أنها تشهد استفاقة كبرى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وجاء اجتماع وزير الخارجية بممثلين عن أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بهذا البلد في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى ألمانيا، والتي تندرج ضمن تقاليد التفاعل والتواصل مع أبناء الجالية الجزائرية في الخارج والتي دأبت مؤسسات الدولة الجزائرية على تكريسها، انطلاقا من التزامها بمرافقة الجالية والاستماع إلى انشغالاتها على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من الوطن. وفي كلمة بالمناسبة، نقل الوزير إلى الجالية الوطنية تحيات رئيس الجمهورية، مؤكدا حرصه على ترقية مكانة الجالية الجزائرية في الخارج والارتقاء بمستوى الاستجابة لانشغالات وتطلعات أفرادها. واختتم الوزير كلمته بتشجيع أفراد الجالية على الانخراط التام في هذه الحركية وعلى المساهمة، كل من موقعه، في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية والرقي والاستقرار لوطننا الجزائر. وعرف اللقاء نقاشا ثريا تم خلاله تبادل الآراء والمقترحات حول السبل الكفيلة بتنظيم وتمتين جسور التواصل التي تربط المواطنات والمواطنين الجزائريين المقيمين بالخارج بالوطن الأم وتمكينهم من تقديم مساهماتهم الفعلية والفعالة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا. وحلّ وزير الشؤون الخارجية الخميس ببرلين في زيارة عمل إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك في ختام الجولة الأوروبية التي يقوم بها بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. وفي مستهل هذه الزيارة، ترأس عطاف رفقة نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، جلسة عمل خصصت لاستعراض واقع وآفاق علاقات الشراكة الجزائرية-الألمانية، إلى جانب مستجدات الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الإطار، ثمّن الجانبان "الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات، وخاصة المشاريع المشتركة الكبرى التي يطمحان لتجسيدها في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر". كما جددا التزامهما بتعزيز التشاور والتنسيق حول الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، لاسيما مسار السلم والمصالحة في مالي، وكذا حول الأزمة في أوكرانيا على ضوء مبادرة الوساطة الجزائرية "بغية المساهمة في الجهود الدولية الرامية لبلورة حلّ سلمي ومستدام يضع حدا للصراع القائم ويسمح بمعالجة آثاره ومخلفاته على مختلف المستويات". ومن هذا المنطلق، أشادت بيربوك ب«الدور الهام الذي تضطلع به الجزائر من أجل تحقيق الأمن الطاقوي في العالم وبالجهود التي تبذلها في فضائها الإقليمي لنشر الأمن والاستقرار في مالي وليبيا ومنطقة الساحل بصفة عامة". كما جددت تهانيها للجزائر على إثر انتخابها عضوا غير دائم بمجلس الأمن، معربة عن استعداد ألمانيا تقاسم تجربتها المستقاة من عضويتها الأخيرة بمجلس الأمن خلال الفترة 2019-2020. من جانبه، ذكر عطاف ب«عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتي تعود جذورها لمعاهدة السلام الموقعة بين الجزائر وهامبورغ سنة 1751"، مشيدا "بآفاقها الواعدة، لاسيما في المجالات التقنية والطاقوية". كما أعرب عن شكره للدعم الذي قدمته ألمانيا لترشح الجزائر لعضوية مجلس الأمن، مرحبا بعرضها تقاسم تجربتها حول عمل المجلس على أن يتم تحديد صيغة وطريقة هذا التعاون لاحقا، واتفق الطرفان على مواصلة التنسيق وتكثيف التشاور في سياق التحضير للاستحقاقات المقبلة.