سطرت محافظة الغابات بالتنسيق ومصالح الحماية المدنية بقسنطينة، استراتيجية استباقية لمواجهة حرائق الغابات خلال موسم الصيف؛ من خلال تنصيب مخيمات ثابتة للتدخل داخل مناطق غابية، ووضع، حيز الخدمة، الرتل المتنقل لمصالح الحماية المدنية. ويندرج تنصيب خيم التدخل بالغابات الذي جاء تحضيرا لموسم الاصطياف 2023، حسب مصالح محافظة الغابات بالولاية، في إطار مخطط الوقاية، ومكافحة حرائق الغابات لهذا الموسم؛ تطبيقا لتعليمات الوالي؛ حيث تم تنصيب خيم التدخل بعدة مواقع؛ على غرار غابة شقرف، وبني يعقوب، وشطابة، والكنتور؛ بهدف تسهيل عملية التدخل الأولي. وفي هذا السياق، أمر والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، بتنصب خيم مجهزة على مستوى الغابات؛ حتى يتمكن الأعوان من المراقبة والتدخل السريع على مدار 24 ساعة في حال وقوع حريق، مع الإسراع في إعادة تهيئة وفتح المسالك الغابية، وتسخير كل الوسائل من قبل مديرية الأشغال العمومية، والموارد المائية، ومؤسسة توزيع المياه بقسنطينة "سياكو"، والمؤسسات العمومية الولائية والبلدية، مع إمكانية الاستعانة بوسائل المؤسسات الخاصة، فضلا عن تقسيم هذه الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية على الغابات المنتشرة عبر إقليم الولاية. وفي هذا الإطار، كشفت مصالح المحافظة عن تسطير استراتيجية وطنية استباقية بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، لمواجهة حرائق الغابات خلال موسم الصيف، إلى غاية شهر سبتمبر المقبل. وترتكز هذه الأخيرة، بالأساس، على الأرتال المتنقلة؛ بمعدل رتل في كل ولاية، وما بين رتلين إلى 3 أرتال متنقلة في الولايات التي تعرف كثافة غابية، إضافة إلى تسخير كافة الإمكانية والوسائل المادية والبشرية على مستوى الوحدات الرئيسة والثانوية. وأكدت المصالح المذكورة أن المخطط العملياتي الاستباقي الذي تم العمل به خلال السنة الماضية، عرف مراجعة العديد من النقاط خلال هذه السنة؛ على غرار "دليل الأرتال المتنقلة" المتكون من الوسائل المادية والبشرية، وكذا المنصات الرقمية. وقصد إنجاح هذا المخطط، باشرت مصالح الحماية المدنية إطلاق حملات توعوية تمتد على مدار أزيد من 4 أشهر، ترتكز على العمل الوقائي الميداني لتحسيس المواطنين بمخاطر حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى تكوين الفلاحين في مجال الوقاية من اندلاع الحرائق التي تهدد محاصيلهم، وكيفية التعامل معها في حال نشوبها. ويشمل أيضا جهاز مرافقة؛ بهدف مرافقة الفلاحين أثناء عمليات الحصاد، بالإضافة إلى وسائل التدخل التي يجب أن يوفرها الفلاح لحماية منتوجه، وصيانة العتاد والآليات المستعملة في عمليات الحصاد. وبغية إنجاح الحملة التحسيسية للوقاية من حرائق الغابات، أكد الوالي على هامش تنصيب خيم التدخل، على أهمية تجنيد كل شرائح المجتمع في حملات التوعية، وتكثيف العمل الجواري مع المواطنين، بالإضافة إلى استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال بث ومضات إشهارية حول التحسيس بخطورة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية. وطالب المسؤول التنفيذي بتشكيل لجنة لمعاينة المسالك الغابية، مع مراجعة خريطة التدخل على مستوى الغابات، لمراعاة تنصيب وحدات قارة في هذه الفضاءات الغابية، بكل من غابة جبل الوحش وشطابة، فضلا عن تشكيل لجان ميدانية لتحديد مواقع التنصيب في الأماكن الغابية الأخرى، ومراعاة قرب وحدات التدخل من الغابات؛ حتى يكون التدخل سريعا وفعالا، وبالتالي تفادي اتساع دائرة الحريق، زيادة على تكثيف عمليات التشجير.