احتفلت جمعية "بني مزغنة" في الجزائر العاصمة، بالذكرى 61 للاستقلال، بطريقة بسيطة، لكنها مميزة، إذ قررت إعادة إحياء الأغنية الخالدة "الحمد لله مابقاش استعمار في بلادنا" للراحل الحاج محمد العنقى، والتي غناها في ساحة صغيرة بشارع عبد الرحمان عرباجي، التابعة لبلدية القصبة، يوم 3 جويلية 1962 لأول مرة، فرحا باسترداد الحرية والاستقلال لكل الجزائريين. بدأ أبناء الحي يتوافدون إلى المكان مجموعات وأفراد، كأنه يوم عيد، يسلم ويعانق بعضهم بعضا، فالكثير منهم انتقلوا من المنطقة، لكن الحفل المقام من لدن جمعية "بني مزغنة" كان سببا وجيها للقاء، فهؤلاء عاشوا فرحة الاستقلال، وكان الحديث عن ذكريات المكان، ونقل الزمن الذي فات إلى هذا اليوم من الخامس جويلية 2023، فكانت الفرصة أيضا لتبادل الصور وتجاذب أطراف القصص الماضية في أجواء مليئة بالسعادة. بهذه المناسبة أيضا، حضر الفنان الهادي العنقى، نجل الكاردينال محمد العنقى، ليشارك الجميع هذه الاحتفالية، وإلى جانبه الفنان زكي ميهوبي وكورال الجزائر العاصمة بقيادة زهير مزاري، بالإضافة إلى الباحث عمر حاشي، وسط رسومات تزين المكان، تخلد الراحل محمد العنقى، وقد علقت على المباني المجاورة رايات الجزائر. عن الحدث، يقول رئيس جمعية بني مزغنة فيصل بوعباش "في هذا المكان غنى الحاج محمد العنقى في 3 جويلية 1962، على الساعة الثالثة ظهرا، أغنية 'مابقاش استعمار في بلادنا'، وأداها لأول مرة، وأردنا أن نسجل هذا التاريخ لتقديم واجب العرفان والتكريم للثورة الجزائرية التي لم تؤت فقط بالسلاح، الجميع ساهم وتواجد من بينهم الفنانون والنقابيون والكشافة، وغيرهم من الذين شاركوا من أجل الاستقلال". أضاف المتحدث "اخترنا أن يكون 'الشعبي يحتفل بالاستقلال' عنوان التظاهرة، لأن أغنية الشعبي هوية الجزائريين، وساهم هذا النوع الفني في الحفاظ على التراث الوطني، رغم المحاولات الاستعمارية الفرنسية في طمسها". وتابع رئيس الجمعية "فكرة الحفل سابقة لم تقام من قبل، أردنا الاحتفال بعيد الاستقلال بالخروج من الروتين، ونظهر جانبا آخر من الاحتفال الذي يمكن أن يقام". من جانبه، قال عمر حاشي الباحث في التاريخ، إن أغنية "الحمد لله مابقاش استعمار في بلادنا"، بمثابة نشيد الحرية في الجزائر، صادف 3 جويلية، يوم اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال الجزائر.